ناقشت صحف عربية مشاهد الدمار والقصفِ التي تتعرض لها غوطة دمشق الشرقية، وتباينت آراءها في تحديد من المسؤول عن استمرارها.

ونبدأ من صحيفة الشرق القطرية إذ كتبت عائشة عبيدان تتساءل "أليس ما يحدث في الغوطة استمرارية لخرق القانون الدولي الإنساني بمنع المساعدات وعرقلة اجلاء المصابين، كما هو اختراق النظام السوري للهدنة الروسية التي صوت عليها مجلس الأمن، ولمدة ثلاثين يوماً لدخول المساعدات وإجلاء المصابين!!",

وتقول: "بالرغم من توثيق المأساة من خلال المنصات الاعلامية، ونقلها المشاهد الدموّية يوميّا أمام مسمع ومرأى العالم، إلاّ انّها في مواجهة أمة غائبة عن الوعي تجاه مسؤولياتها أمام ما يحدث من مآس انسانية، فلم تعد الغوطة في اهتمام أجندة المنظمات الحقوقية والسياسية، ولا في أجندة الأنظمة العربية القوية المُسَتأسِدة على بعضها، المتصارعة على بقائها".

ويوجه ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية اللوم لكل من يبرر القتل، ويصفهم ﺑ "منتهى السقوط الأخلاقي".

ويقول: "ندين النفاق الغربي في الغوطة الشرقية أكثر منهم، لا سيما حين يركز على السلاح الكيماوي، ويتجاهل أدوات القتل الأخرى. أما الإدانات الدولية، فلم يقل لنا أولئك ما الذي فعلوه حقيقة للناس في الغوطة، وهل تحوُّل الأمم المتحدة إلى وكالة أنباء تحدثنا يومياً عن عدد الأبرياء الذين قتلوا، يغير شيئا في الوضع على الأرض؟!".

ويرى حسين عبد العزيز في العربي الجديد اللندنية أن ما يحدث في الغوطة تستفيد منه دول "وفق ما تراه ضرورة ملحة".

ويقول: هكذا تستفيد روسيا من القرار لشرعنة العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وهكذا تستفيد منه تركيا في محاربة التنظيمات الإرهابية، أو تلك المتحالفة مع هذه التنظيمات في عفرين، وهكذا أيضا تستفيد الولايات المتحدة منه لشرعنة وجودها طويل الأمد في سوريا".

"نفاق العالم"

يدين خلف علي الخلف في الوطن السعودية المنظمات الدولية لعدم قدرتها على وقف ما يحدث من انتهاكات في سوريا.

وفي إشارة إلى البيان الصادر عن اليونيسيف بعنوان "الحرب على الأطفال في سوريا"، يقول إنه "ذروة في نفاق العالم، نفاق النظام الدولي، النظام العالمي الجديد والقديم، والمجتمع الدولي كذلك! الذي واجهته المنظمات الدولية الإنسانية، سواء كانت حكومية أو شبه حكومية أو غير حكومية".

ويضيف: "الحصول على الوظيفة في الغرب أمر ليس هيناً هذا يعرفه الجميع، لذلك مثل كل الموظفين فإن الهم الأساسي لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هو الحفاظ على وظائفهم، من رئيس المنظمة إلى حارس مخزن الأدوية! ماذا سيفعلون إذا كان قتل الشعوب وحصارها وجوعها ونجاتها هي وسائل خلق هذه الوظائف واستمرارها!".

من جانبه، اتهم ناصر منذر في الثورة السورية الولايات المتحدة بافتعال ما وصفه ﺑ "أكذوبةِ الكيماوي".

ويقول: "تستميت أمريكا وحلفها العدواني من أجل حماية تنظيماتها الإرهابية المتبقية في سوريا، على وجه العموم، وفي الغوطة الشرقية على نحو خاص، على اعتبار أن أولئكَ الإرهابيين يُشكلون آخر أوراق واشنطن التفاوضية، بما يخص مسألةَ الابتزاز الإرهابي المستمر ضد العاصمة دمشق وريفها، والتي تبنى عليها اليوم التمثيليات الكيميائية المتلاحقة، والحملات الغربية الهستيرية لاستهداف الدولة السورية".

أما صحيفة تشرين السورية فتتهم من وصفتهم بالإرهابيين المتحصنين في الغوطة، وتقول: "كل شيء في الغوطة الشرقية قد تغيّر لمصلحة الدولة السورية، حيث تبين من خلال تظاهرات الأهالي المؤيدة للدولة والرافضة للوجود المسلح في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون أن هؤلاء ليسوا حاضنة شعبية للإرهابيين وإنما تم أخذهم كرهائن منذ بداية الأزمة، وأن تحرير الغوطة ودخول الجيش لاجتثاث الإرهاب هما مطلب كل من يعيش داخل الغوطة قبل أن يكونا مطلباً لمن خارجها".