أحمد قنديل من دبي: دانت هيئة الطيران المدني الإماراتية اقتراب مقاتلتين قطريتين ظهر الاثنين بصورة خطيرة من طائرتين مدنيتين مسجلتين في دولة الإمارات، بالمجال الجوي الذي يقع تحت إدارة البحرين. وذلك للمرة الثانية منذ يناير الماضي، وكاد ذلك ان يحدث كارثة جوية، حيث شارفت احدى الطائرات على الاصطدام بالمقاتلتين لولا تصرف الطيار المدني بإجراء مناورة في الهواء، بحسب ما ذكرت هيئة الطيران الاماراتية.

وقالت الهيئة إن اقتراب المقاتلتين القطريتين "دفع بقائد إحدى الطائرتين إلى إجراء مناورة لتفادي الاصطدام بالمقاتلين القطريتين وذلك في إصرار واضح على الاستهتار بسلامة الطائرات المدنية والملاحة الجوية".

وأكدت الهيئة في بيان لها أن "هذا العمل الاستفزازي ليس الأول بل سبقه عمليتان مماثلتان تم رفع شكوى بهما إلى منظمة الطيران المدني الدولي".

وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية أنها "إذ تدين مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تجاه الحركة الجوية المدنية التي تتبع مسارات مدنية محددة ومعروفة لدى منظمة الطيران المدني الدولي، فإنها تشدد على حق الدولة في اتخاذ الإجراءات كافة التي كفلها القانون الدولي".

ليست المرة الأولى

وليست هذه هي المرة الاولى التي تتحرش بها مقاتلات نظام الدوحة بالطائرات المدنية الاماراتية حيث كانت مقاتلات قطرية قد اعترضت في يناير الماضي أيضا طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا متوجهتين إلى البحرين.

وكشف المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات سيف السويدي في يناير الماضي تفاصيل اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين.

وقال السويدي آنذاك إن "الطائرات المقاتلة القطرية اعترضت طائرتين مدنيتين تابعتين لدولة الإمارات كانتا متوجهتين إلى البحرين في 15 يناير 2018"، مشيرا إلى أن الاعتراض الأول وقع في الساعة 10.30، والثاني في الساعة 11.05 صباحا.

وأكد المسؤول الإماراتي أن الرحلتين كانتا بين الرحلات الاعتيادية المجدولة معروفة المسار، مستوفية الموافقات والتصاريح اللازمة المتعارف عليها دوليا.

وأوضح أن الحادثين وقعا عند مراحل اقتراب الطائرتين من مطار المنامة، أي في مرحلة الهبوط وانخفاض الارتفاع، قائلا "الطائرتان الإماراتيتان قابلتهما طائرات عسكرية بطريقة خطيرة وغير مسموح بها حسب القانون الدولي المنظم للطيران المدني".

وأوضح أن "اعتراض مسار طائرة مدنية بطائرة مقاتلة بشكل فجائي قد يؤدي إلى رد فعل من الطيار يهدد سلامة الركاب والطاقم.. والطائرتين وصلتا بسلام إلى البحرين وعادتا إلى الإمارات".

وشدد السويدي على أن المسار الذي اتبعته الطائرتان "مسار ملاحي دولي متاح للحركة الجوية في هذه المنطقة، ولا يوجد أي اعتراض مسبق من قطر على استخدامه.. و إن هذا حادث يعده الطيران المدني الدولي "اختراقا خطيرا للاتفاقيات الدولية المنظمة لحركة الطيران المدني، وتهديدا صريحا لأمنه وسلامته".

وأضاف آنذاك أن الهيئة "تقوم بدراسة كافة الخيارات للرد على هذا الاختراق الخطير وتجاوز الاتفاقيات الدولية، والأدوات القانونية المتاحة لدى المنظمة الدولية للطيران المدني"، موضحا: "سنقوم بالتحرك بأسرع وتيرة لضمان سلامة وأمن طائراتنا المدنية".

وتابع أنه "في مثل هذه الحالات يتم إعداد شكوى بالأدلة لرفعها لمنظمة الطيران المدني الدولي، لبحثها وفق إجراءات لديهم"، وقال إن الهيئة الإماراتية "تعد هذه الشكوى بصورة عاجلة".