أكد العراق تطلعه لعلاقات وثيقة مع السعودية لدورها البارز بدعم قضايا المنطقة ومحاربتها للارهاب مثمنا موقفها من ملف إعمار العراق وإغاثة نازحيه.. فيما وقعت بغداد مع الرياض اتفاقية لتطوير النقل الجوي والبري بين البلدين في وقت تسلم الرئيس معصوم دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور القمة العربية بالظهران.
إيلاف من لندن: أجرى رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في بغداد اليوم مباحثات مع السفير السعودي في العراق عبد العزيز الشمري تناولت أبرز المستجدات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة والتعاون المشترك من أجل مكافحة الارهاب والعلاقات الثنائية بين العراق والمملكة وسبل تعزيزها بما يضمن المصالح المشتركة بين البلدين.
وأكد الجبوري "حرص العراق على بناء علاقات وثيقة مع جميع الدول ومنها المملكة العربية السعودية الشقيقة لدورها البارز في دعم قضايا المنطقة ووقوفها المشرف ومساعيها الحثيثة لمحاربة الاٍرهاب وفكره التكفيري".. مثمنا "موقف الإخوة في المملكة في ملف اعمار العراق وإغاثة النازحين الذين تضرروا جراء ممارسات داعش الإرهابية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم.
وشدد المسؤول العراقي على ضرورة تفعيل عوامل التنمية الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وفتح آفاق وفرص جديدة "خاصة وان العراق مقبل على مرحلة مهمة بعد القضاء على الاٍرهاب تتطلب تحشيدا للجهود الدولية والعربية وان يكون للمملكة العربية السعودية دور مهم فيها وعلى جميع المستويات" كما قال.
ومن جانبه أكد الشمري تطلع المملكة لدور في ملف الاعمار والاستثمار في العراق وبما يسهم في استقراره وعلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية.
معصوم تسلم دعوة الملك سلمان لحضور القمة العربية
وعلى الصعيد نفسه فقد تسلم الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم دعوة للمشاركة في أعمال القمة العربية التي ستعقد في 15 من أبريل الحالي في السعودية.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان اطلعت عليه "إيلاف" إن "سفير المملكة العربية السعودية في بغداد عبد العزيز بن خالد الشمري سلم اليوم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم رسالة خطية من ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود".
وأضافت الرئاسة أن الرسالة تضمنت دعوة الرئيس معصوم للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين والمقرر عقده في الخامس عشر من الشهر الحالي في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
يشار إلى أنّ الجامعة العربية كانت قد اعلنت في 20 من الشهر الماضي عن تحديد 15 من شهر نيسان الحالي موعداً لعقد القمة العربية في المماكة العربية السعودية.
إتفاقات عراقية سعودية لتطوير النقل الجوي والبري
واستمرارا لعمليات تطوير العلارقات العراقية السعودية في مختلف المجالات فقد ووقع وزير النقل العراقي كاظم فنجان الحمامي رئيس لجنة النقل والمنافذ الحدودية والموانيء في الرياض اتفاقية للنقل الجوي بين البلدين مع نظيره السعودي نبيل بن محمد العامودي.
وقال الحمامي بعد مراسم التوقيع "اننا سعداء اليوم بتواجدنا مع اشقاءنا السعوديين وبعد قطيعة دامت أكثر من 60 عاما وذلك لمناقشة تعزيز واقع التعاون والتواصل بين البلدين الجارين ضمن جهود ومساعي اللجنة التنسيقية العراقية - السعودية ولجنة النقل والمنافذ الحدودية والموانئ المنبثقة عنها".
وأوضح أن هذه الاتفاقية ستحل محل الاتفاقية السابقة الموقعة في عام 1957. واشار إلى أنّه ناقش مع الجانب السعودي اتفاقية النقل البحري وفتح خطوط نقل للموانيء والسكك الحديد بين البلدين بما يخدم التعاون الثنائي بينهما.
وقال الوزير العراقي بعد توقعيه محاضر رسمية تشمل اتفاقية الطيران وانجاز البنية التحتية للمنفذ البري الوحيد بين الدولتين "لقد آن الآوان لاشقائنا في الدول العربية لفتح العديد من المشاريع والاستثمار داخل العراق حيث لا توجد اي معرقلات لانجاز أية مشاريع استراتيجية أو خدمية بعد أن أصبحت جميعها اليوم متوافقة ومتوفرة وميسرة بهدف تنفيذها على ارض الواقع".
وأضاف أن ميناء أم قصر الجنوبي سيكون مفتوحا أمام السفن القادمة من الموانئ السعودية بعد أن تم توقيع اتفاقية لفتح الموانىء المغلقة منذ سنين بين البلدين. وأوضح أن الجانب السعودي رحب بمقترح الوفد العراقي بإنشاء خط سكة حديد بعد وضع دراسة تفصيلية لهذا المشروع الحيوي والمهم بين الجانبين.
وخلال وجوده في الرياض آواخر الاسبوع الماضي، أجرى وزير النقل العراقي مباحثات موسعة مع نظيره السعودي تناولت المتطلبات الاساسية لعمل الموانيء والسكك الحديد والنقل البري عبر المنافذ الحدودية مع السعودية "والتي ستمثل حلقة تواصل بمختلف المجالات وتلقي بالفائدة الاقتصادية لكلا الجانبين" كما قال.
وبين أنه طرح مع المسؤولين السعوديين جميع الرؤى والأفكار التي من شأنها توطيد العلاقات بين البلدين واستكمال إجراءات فتح خطوط النقل المتنوعة بينهما.
يشار إلى أنّ العلاقات العراقية السعودية قد دخلت بعد تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقية الحالية اواخر عام 2014 في مرحلة شهدت نقلة نوعية في اتجاه تجاوز مرحلة سلفه نوري المالكي الذي ادخل هذه العلاقات في نفق مظلم حيث اثمرت زيارة العبادي إلى السعودية منتصف العام الماضي واجرائه مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان عن تأسيس مجلس التنسيق الاعلى بين البلدين لتعزيز علاقاتهما بعد قطيعة استمرت 27 عاما.
وقد شكل تأسيس هذا المجلس فصلا جديدا متطورا في العلاقات السعودية العراقية مادفع المراقبين إلى اعتبار مباحثات العبادي مع العاهل السعودي تأكيد لتوقي العراق أستئناف دوره الطبيعي في المنطقة وعودته إلى الساحة العربية بعدما كان غيابه قد تسبب في إضعاف مناعة الدور العربي العام تجاه مختلف التطورات في المنطقة والعالم.
التعليقات