بينما تستمر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية متوترة منذ مسيرة يوم الأرض، قال القيادي في حركة فتح الدكتور أيمن الرقب إن تحركات الشعب الفلسطيني المطالبة بحق العودة أجهضت كل ما يقال عمّا تعرف بـ"صفقة القرن" وعن أي حديث بإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء المصرية.

إيلاف من القاهرة: قال القيادي في حركة فتح أيمن الرقب إن ما يحصل في الأراضي الفلسطينية يمكن وصفه بـ"يوم قيامة فلسطين"، مشيرًا إلى أنه "للمرة الأولى يتم التفكير خارج الصندوق، ويتم الحديث عن تنفيذ حق العودة، ولم يعد هذا الحق وهم نطالب به".

لا بديل حتمًا
وأعلن أن ما حصل يوم الجمعة المعروف بـ"مسيرة حق العودة" "كسر كل ما يقال عن إنشاء وطن بديل للفلسطينيين، على حساب سيناء، وأجهض كل ما يقال عن صفقة القرن"، لافتًا إلى أن المسيرات الفلسطينية تمددت إلى داخل فلسطين، وأعلن الشعب أنه لن يكون له أي تمدد خارج أراضيه في فلسطين التاريخية.

استطرد قائًلاً: "حتى الآن ليس هناك وضوح تام بخصوص صفقة القرن، باستثناء تصريحات آلان كوشنر صهر الرئيس الأميركي، التي تحدث فيها عن وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، خاصة أن غزة تمثل ثالث أكبر كثافة سكانية في العالم، و70 بالمائة منهم لاجئين، وكان هناك حديث عن تمدد فلسطيني باتجاه سيناء، لكن الجانب المصري نفى ذلك بشكل قطعي وواضح".

وأضاف أن "الفلسطينيين أيضًا نفوا ذلك، ونفذوه على الأرض من خلال التحركات المطالبة بحق العودة، وأعلنوا أنهم لن يقبلوا بأي وطن بديل لهم عن فلسطين التاريخية".

رهان خاسر
وأشار إلى أن "العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، رغم أن تحركاتهم سلمية، يرجع إلى أن إسرائيل تخشى من أن تكون هناك تحركات ضخمة للفلسطينيين نحو الداخل الإسرائيلي، واجتياز للحدود، رغم أنها مزوّدة بأحدث الأجهزة المكهربة".

قال الرقب، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن "الشعب الفلسطيني تجاوز قياداته، وكنت أتمنى أن يلغي الرئيس الفلسطيني العقوبات على غزة، لكنه لم يفعل، فإذا كنا نطالب بموقف عربي موحد وداعم، يجب أن يكون هناك تحرك فلسطيني داخلي في اتجاه التوحد".

ولفت إلى أن "الرهان كان على حدوث انفجار داخلي في فلسطين، وأن يكون الدم الفلسطيني هو الثمن، لكن الشعب كان أكثر ذكاءً، واتجه نحو السلك الشائك في الحدود المكشوفة على مسافة كبيرة مع دولة الاحتلال، وهو ما أحدث حالة من الإرباك لدى الإسرائيليين، فشنوا هجمات مسلحة ضد الفلسطينيين، رغم سلميتهم الواضحة للعالم كله".

تجاوزوا المصالح الضيقة
حول تأثير التحركات الفلسطينية الشعبية على المصالحة بين فتح وحماس، قال الرقب إن "جميع المؤشرات تقول إن القيادات الفلسطينية ليست بالنضج السياسي المساوي للشعب"، مشيرًا إلى أن "حماس لم تعلن أنها ستسلم القطاع إلى الحكومة الفلسطينية، ولا السلطة بادرت في رفع العقوبات عن غزة، رغم أن جميع التحركات الشعبية لم ترفع إلا علم فلسطين، ولم تكن هناك أية رايات لأية فصائل أو تيارات".

تابع: "نحن في مرحلة سياسية حرجة، والتاريخ يسجل ما يحدث، ولن يرحم أحد، وأتمنى أن يتم القفز على المصالح الحزبية الضيقة، لاسيما أن ما حصل سيكون أسلوب حياة للفلسطينيين وصولًا إلى 14 مايو المقبل في ذكرى النكبة، الذي سيكون المسيرة الأكبر".

وعن إمكانية أن تلعب روسيا دورًا بديلًا من أميركا في عملية السلام، قال الرقب، إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قال عيشة زيارة إلى الهند، إنه لن يسمح بوجود أي بديل من الولايات المتحدة الأميركية، وما يؤكد ذلك أن فرنسا فشلت في عقد مؤتمر دولي للسلام في عامي 2016، لأن إسرائيل رفضت الجلوس في هذا المؤتمر، رغم وجود أميركا". 

في ملعب واشنطن
وأشار إلى أن "روسيا ـ حتى هذه اللحظة ـ ليست لديها قوة أو دلال يضاهي قوة ودلال أميركا على إسرائيل، لأن واشنطن هي من تحمي وترعى تل أبيب، وبالتالي لديها قدرة على إلزامها بنتائج أي مؤتمر أو مفاوضات إذا كانت راضية عنها، وحتى الآن لا يوجد أحد قادر على ملء الفراغ الأميركي".

وكان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور قد طالب المنظمة الدولية بالتدخل، وقال إنه في حال لم تفعل أعلى هيئة في الأمم المتحدة شيئًا، فإن "ذلك سيشجّع إسرائيل" على عملياتها ضد الفلسطينيين، الذين يحتفظون بحقهم في دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 بلدًا) إلى الانعقاد من أجل الحصول على "تفويض" يهدف الى فتح تحقيق دولي.

وقُتل سبعة متظاهرين فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال صدامات اندلعت يوم الجمعة عندما تظاهر آلاف الفلسطينيين قرب الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة في غزة أنه تم نقل 442 جريحًا إلى المستشفيات، بينهم 25 جروحهم "خطرة"، مشيرة إلى أن بين القتلى فتى يبلغ من العمر 16 عامًا.

وبدأ الفلسطينيون في 30 مارس الماضي، حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، وستختتم بذكرى النكبة في 15 مايو، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.