نصر المجالي: رجحت مصادر سياسية في موسكو، أن يحتفظ وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف بمنصبه في الحكومة الروسية المقبلة، وقال الكرملين إن الرئيس بوتين لم يتخذ أي قرار بعد في هذا الشأن.

ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في حديث للصحفيين، اليوم الجمعة، التعليق على شائعات روجتها بعض وسائل الإعلام عن قرب استقالة وزير الخارجية الروسي الذي يحتفظ بالمنصب منذ العام 2004 خلفا لإيغور إيفانوف. 

وأكدت المصادر أن الرئيس بوتين هو الذي يقرر شخصيا من يتولى منصب وزير للخارجية، مشيرين إلى غياب أي مؤشرات على احتمال تغيرات جذرية في الوزارة.

واستطلعت صحيفة (كوميرسانت) الرسمية، آراء مصادر مقربة من القيادة الروسية حول هذا الموضوع. وقالت إنها تحدثت مع أكثر من 10 مصادر مقربة من الكرملين والحكومة ووزارة الخارجية، ورجح معظمهم أن يحتفظ لافروف بمنصبه الحالي في الحكومة التي سيشكلها الرئيس فلاديمير بوتين بعد تنصيبه الشهر المقبل.

وتوقعت المصادر أن لافروف المولد العام 195 لأب أرمني وأم روسية من جورجيا، ويشغل منصبه الحالي منذ 14 سنة، سيبقى على رأس الخارجية لسنتين أو ثلاث سنوات مقبلة على الأقل.

الأكثر خبرة 

وقال أحد المصادر: "في ظل الأوضاع الدولية القائمة، يبدو تغيير وزير الخارجية خطوة غير منطقية. لافروف هو الأكثر خبرة بين جميع من ترأس الخارجية، وفضلا عن ذلك، فإن تغيير الوزير قد يعتبره البعض اعتراف قيادة البلاد بوجود أخطاء في ميدان السياسة الخارجية".

وخلال الأسبوعين الماضيين ادعت قناتان تلفزيونيتان روسيتان محسوبتان على المعارضة، أن لافروف "يرغب منذ عدة سنوات في الاستقالة، والسبب الرئيسي هو شعوره بالتعب، لكنه وافق على مواصلة العمل حتى الانتخابات الرئاسية الأخيرة تلبية لطلب ملح من بوتين نفسه".

ونفى الكرملين والخارجية صحة هذه الشائعات، ووصفاها بأنها مزايدات لا تستحق الانتباه و"تصرف استفزازي دنيء".

اخبار مزيفة

يشار إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كانت وصفت الأنباء حول احتمال استقالة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها مزيفة.

وكتبت زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك في مارس الماضي: "طلبت نحو 20 وسيلة إعلام روسية وأجنبية مني أن أعلق على أنباء RTVI.. من الأفضل أن أقدم لكم تنويها دقيقا، لأن إعادة رواية ذلك أمر مستحيل: "كان لافروف يذكر طوال عدة سنوات رغبته في الاستقالة من منصبه، موضحا ذلك بالتعب. لكن بطلب من بوتين ظل يعمل في منصبه قبل الانتخابات الرئاسية".

وأشارت زاخاروفا إلى أن وزارة الخارجية الروسية كانت قد علقت أكثر من مرة على الإشاعات حول التعيينات في الحكومة وما يسمى بـ "خطط لافروف".

وأضافت: "بصراحة تشبه هذه الأنباء معلومات مزيفة. أعتقد أن هذا الخبر لـ RTVI مزيف. من الممكن أنه خبر مزيف بشكل غير متعمد.. ولكن من يعرف.."

يذكر أن لافروف حمل حقيبة الخارجية في عهد ولاية بوتين 2004 واستمر في المهمة خلال رئاسة دميتري مدفيديف وخلال الولاية السابقة للرئيس بوتين.

سطوع نجم

وكان نجم لافروف السياسي لمع بعد قرار الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين العام 1994 تعيينه مندوبا دائما لروسيا الاتحادية في هيئة الامم المتحدة. وذاع صيته آنذاك، وكان اسمه يذكر بشكل دائم في الصحف الروسية والغربية. 

وتعرف لافروف في نيويورك بالعديد من الدبلوماسيين الاجانب، ودرس جيدا القضايا الدولية الرئيسية، في الوقت الذي كانت فيه جلسات مجلس الامن الدولي التي كان يحضرها تبحث الاجندة العالمية الرئيسية، بما فيها الوضع في يوغسلافيا ومنطقة الشرق الأوسط وقبرص وشبه جزيرة كوريا ومشكلة مكافحة الارهاب بعد وقوع العمليات الارهابية عام 2001 في الولايات المتحدة وما اسفر عنها من عمليات حربية أمريكية في أفغانستان والعراق.