لندن: حذرت دراسة جديدة اجراها باحثون في كلية لندن للاقتصاد من دور تلوث الهواء في تصاعد معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية.

وتبين نتائج الدراسة ان مناطق لندن ذات الهواء الأكثر تلوثاً تشهد زيادة في معدل الجريمة وخاصة الجرائم الصغيرة مثل النشل والسرقة من المخازن. ويبدو ان هذه الظاهرة تشمل مناطق لندن الملوثة بلا تمييز بين الأحياء الغنية والأحياء الفقيرة. وقال الباحثون ان مكافحة تلوث الهواء في المدينة تسهم في مكافحة الجريمة ايضاً.

وعموماً فان معدلات الجريمة في لندن تزيد بنسبة 8 في المئة في الأيام الأكثر تلوثاً على معدلاتها في الأيام الأقل تلوثاً.

وقال الدكتور سيفي روث الخبير باقتصاد البيئة في كلية لندن للاقتصاد الذي شارك في الدراسة لصحيفة الاندبندنت "ان المستويات المرتفعة من تلوث الهواء تسبب زيادة في الجرائم".

وأوضح روث ان الدراسة توصلت الى هذه النتائج بعد تحليل بيانات عن تلوث الهواء وأكثر من 1.8 مليون جريمة ارتُكبت في لندن خلال العامين الماضيين واستخدام طرق احصائية مختلفة لتأتي العلاقة بين الجريمة وتلوث الهواء مسنودة بأدلة قوية.

هرمون التوتر العصبي

وكانت دراسات سابقة اظهرت ان ارتفاع مستوى الجسيمات الصلبة في الهواء يؤدي الى ارتفاع مستوى هرمونات التوتر العصبي والضغط النفسي في الدم.

لذلك اشار الباحثون الى ان التغيرات السلوكية الناجمة عن زيادة هرمون الضغط النفسي كورتيزول يمكن ان تؤدي بدورها الى زيادة احتمالات دفع الشخص الى ارتكاب جريمة.

وبحسب الدكتور روث فان ما يعنيه هذا هو ان التلوث يمكن أن يمارس تأثيراً سلبياً على طرق التفكير بما في ذلك صنع القرارات والنظر الى العقاب اللاحق. 

واضاف روث "ان ارتفاع مستويات التلوث يعني ارتفاع مستوى هرمون كورتيزول وارتفاع مستوى كورتيزول يؤثر على الطريقة التي ينظر بها المجرمون الى العقاب". 

وتأتي الدراسة بعد ان كشفت ارقام جديدة نشرها مكتب الاحصاءات الوطنية عن ارتفاع جرائم الطعن بالسكين في انكلترا وويلز في عام 2017. ولكن الباحثين لفتوا الى انهم لم يجدوا علاقة بين مستوى تلوث الهواء والجرائم الأشد عنفاً مثل الاغتصاب والقتل.

 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.independent.co.uk/environment/air-pollution-crime-london-cause-lse-stress-city-shoplifting-a8323546.html