قال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري إن حركة تيار المستقبل التي يقودها قد فقدت نحو ثلث مقاعدها في أول انتخابات برلمانية في لبنان منذ 9 سنوات.
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية في لبنان، تقدم حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات التي اعتمدت قانونا انتخابيا جديدا يقوم على التمثيل النسبي.
وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات، وصفها زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بأنها "نصر سياسي ومعنوي لخيار المقاومة"، المصطلح الذي يستخدمه الحزب لوصف نفسه وحلفائه الإقليميين.
- إسرائيل: لن نفرق بين الدولة اللبنانية وحزب الله في أي حرب في المستقبل
- أول انتخابات برلمانية في لبنان منذ 9 أعوام
- لماذا هذا الإقبال "المدني" على الإنتخابات؟
وأوضح الحريري أن النتائج، التي لم تعلن رسميا بعد، أعطت لتيار المستقبل 21 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا، أي بانخفاض عن المقاعد الـ 33 التي كان يمتلكها، والتي كانت تضمن للتيار مع حلفائه الأكثرية في البرلمان الحالي.
وتقول وكالة رويترز إن حزب الله وحلفاءه حصلوا على ما لا يقل عن 67 مقعدا، وفقا لحسابات أجرتها الوكالة استنادا للنتائج الأولية.
وقد زاد حزب "القوات اللبنانية" المناهض لحزب الله نسبة تمثيله إلى الضعف في المناطق المسيحية، ليحصل على 15 مقعدا على الأقل مقارنة مع الثمانية مقاعد التي كان يحتلها في البرلمان الحالي، بحسب الوكالة ذاتها.
"كتلة أوسع"
وأشار الحريري إلى أنه كان يأمل بنتيجة أقوى في هذه الانتخابات، لكنه مع ذلك يظل سعيدا بهذه الانتخابات، التي دعا المجتمع الدولي إلى أن ينظر إليها بإيجابية شديدة.
ويتعرض لبنان إلى ضغوط شديدة من المانحين الدوليين الذين تعهدوا بتقديم أكثر من 11 مليار دولار له الشهر الماضي، لكي يثبت لهم أن لديه خطة إصلاح اقتصادي موثوقة، وينظر إلى إجراء الانتخابات على أنه جزء أساسي من ذلك.
وقال الحريري " كنا نراهن على نتيجة أفضل، وكتلة أوسع مع مشاركة مسيحية وشيعية أفضل"، مشيرا إلى أن لا مشكلة لديه مع نتائج الانتخابات، لأن التوافق السياسي هو الجانب الأكثر أهمية.
وأوضح "عندما يكون هناك توافق سياسي على العناوين الكبرى يمكننا أن نفعل أي شيء" في إشارة إلى احتمال توليه رئاسة الوزراء في دورة جديدة.
ويظل الحريري، رغم خسارته لمقاعد في مناطق عدة، المرشح الأقوى لتشكيل الحكومة المقبلة، لأن نظام تقاسم السلطة الطائفي في البلاد يقضي بأن رئيس الوزراء يجب أن يكون مسلما سنيا.
بيد أن محللين يقولون إن الحريري سيكون بعد هذه النتائج في صورة أضعف لاسيما في مجال العلاقة مع حزب الله عما كان عليه في السابق.
"تمثيل نسبي"
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت نحو 49 في المئة من الناخبين المسجلين، بحسب وزارة الداخلية اللبنانية.
ويلقي الحريري ومسؤولون بارزون آخرون باللوم بشأن نسبة الإقبال المنخفضة على القانون الانتخابي الجديد الذي يبدو أنه تسبب بإرباك وإحباط للناخبين بنظرهم.
وقال الحريري، ردا على سؤال بشأن إقبال الناخبين إن "المشكلة في هذه الانتخابات أن الكثير من الناس لم يفهموها".
وبدوره قال وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، إن "عملية الانتخاب كانت بطيئة جدا" نتيجة لاعتماد قانون الانتخاب الجديد القائم على النظام النسبي، الذي وصفه بالقول "هذا قانون جديد والناخبون لم يعتادوا عليه ورؤساء المراكز لم يعتادوا عليه".
وشدد الحريري على أن تحالفه مع التيار الذي يقوده الرئيس اللبناني، ميشيل عون، سيبقى مستمرا لأنه "يؤمّن الاستقرار".
أما زعيم حزب الله فقال أن "تركيبة المجلس النيابي الجديد تشكل ضمانة وحماية وقوة كبيرة لحماية خيار المقاومة".
ودعا نصر الله القيادات والقوى السياسية إلى "التهدئة وعدم الاستمرار بالخطابات التحريضية لأن ذلك يجر البلد الى مشكلة وألى فتنة"حسب تعبيره.
وفي ردود الفعل الدولية على هذه النتائج الأولية للانتخابات اللبنانية، قالت إيران إنها ستحترم نتائج الانتخابات اللبنانية ووصفت فرنسا التصويت بهذه الانتخابات [انه "خطوة مهمة".
وقالت إسرائيل، على لسان وزير التعليم فيها نفتالي بينيت، إنها بعد هذه النتائج التي أظهرت تقدم حزب الله المدعوم من إيران، لن تفرق بين الدولة اللبنانية والحزب في أي حرب مستقبلية، وأنها ستعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن أي عمل يقوم به الحزب داخل أراضيه.
وستصدر النتائج الرسمية في وقت لاحق اليوم أو غدا الثلاثاء.
التعليقات