تناول عدد من الصحف العربية الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، بعد الانتخابات التي جرت مؤخراً في كل من لبنان والعراق والانسحاب الأمريكي الأخير من الاتفاق النووي مع طهران.

يتحدث مهند مبيضين في "الدستور الأردنية" عن التأثير الإيراني في الانتخابات اللبنانية وما يسميه "النسخة العراقية" منها، حيث يرى أن "انتخابات لبنان كانت إعلانا لقوة إيران، وهي أشبه برد على مقولة محاصرتها وتقليم أظافرها، وكانت ردا مباشرا على سياسات ترامب، وعلى ضربات إسرائيل لسوريا".

يضيف: "للأسف اسقطت إيران الإقليم بحضنها، وسقط الإقليم قبل ذلك يوم ظلّ يهاجم إيران بذات الأدوات والأساليب. وسيكون المشهد العراقي أكثر بلاغة، في ممارسة الهيمنة الإيرانية للأسف".

من جانبه، يرى خالد الزبيدي في الصحيفة نفسها أن المشهد الخليجي "قد يتحمل تكاليف تسخين المنطقة في ظل ظروف شديدة الصعوبة، فالقرار يرفع درجة التوتر، ويحرج جميع الأطراف".

ويقول فهد الخيطان في "الغد" الأردنية إن الأردن نأى بنفسه عن "الاصطفافات الحادة حيال قضايا إشكالية في المنطقة".

ويبرر الكاتب هذا الموقف قائلا: "لا تستطيع دولة صغيرة مثل الأردن أن تزج بنفسها في مواجهة قوى كبرى، وإلا صارت وقودا لحربهم كما هي الحال مع دول عربية سقطت في فخ الفشل المزمن".

خيارات طهران

ويرى إبراهيم الزبيدي في "العرب اللندنية" أنه "ليس أمام نظام الملالي في طهران سوى خيارين، كلاهما مميت، فإن تَجبَّر سقط وإن تهاون وتنازل وتذلل كان أيضا من الساقطين".

يضيف: "فإما أن يتوقف أمامها، ويرضخ بالتي هي أحسن، ويتخلى عن ميليشياته وجواسيسه ويغادر العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويعود، طائعا إلى عقر داره، ليواجه شعبه الغاضب العنيد، وإما أن يناطحها، كما فعل قبلَه أباطرة كثيرون، فانتهى بعضُهم على مشنقة".

ويقول الكاتب السعودي عبدالله العتيبي في "الشرق الأوسط" اللندنية: "المنطقة اليوم على صفيحٍ ساخنٍ، يزداد سخونة، وطبول الحرب تقرع، والدول تتجهز وتتحضر، ولا أحد يرغب في حربٍ شاملة، ولكنه يستعد لها، بكل ما يمكن، وذلك هو الرأي الحصيف والقرار الحاسم، فإعادة وحش الإرهاب الإيراني إلى جحره تحتاج إلى كل القوة والعزيمة والإصرار".

ويرى الإعلامي السعودي حسين شبكشي في نفس الصحيفة أن "إسرائيل محتلة وكذلك إيران ومن المهم جداً أن يتم التعامل معهما بنفس النظرة وبذات المكيال".

وتنتقد صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي بخصوص دعوته المسلمين للاتحاد.

وتقول: "التساؤل الأهم والذي يغفله هذا الخطاب هو من صنع هذه الأزمات غير إيران، ولمصلحة من يحدث ذلك إذا افترضنا أن هذا النظام الحاكم فيها يعتبر نفسه جزءاً من منظومة العمل الإسلامي؟".

طابور من الناخبين
AFP
نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات اللبنانية بلغت نحو 49 في المئة من الناخبين المسجلين

وعن مستقبل الصراع بين تل أبيب وطهران في سوريا، يقول سلام السعدي في "العرب" اللندنية: "من المتوقع أن يكون التصعيد الإيراني محصورا ضمن نطاق الحرب الهجينة، حيث يمكن أن نشهد تأسيس ميليشيات متخصصة في قتال إسرائيل، على غرار حزب الله في لبنان".

ويضيف: "وبالرغم من عدم رغبة النظام السوري في وجود مثل هذا النوع من الميليشيات التي قد تتسبب في استهدافه من قبل إسرائيل بضربات انتقامية، لا يبدو أنه يملك القوة والاستقلالية لمنع إيران من مواصلة مشروعها في الهيمنة على سوريا".

قدرة إيران على المواجهة

في المقابل، يقول الحميدي العبدالله في صحيفة "البناء" اللبنانية: "تمتلك إدارة ترامب، وكذلك تل أبيب والرياض، القدرة على اتخاذ قرار بإشعال فتيل حرب في المنطقة، لكن هذه الأطراف لا تمتلك القدرة على تحديد مدى هذه الحرب ومساحاتها والخسائر التي سوف تنجم عنها".

يضيف" "لدى الدول الثلاث قدرات حربية وتدميرية كبرى، ولكن لدى إيران وحلفائها قدرات قادرة على إلحاق الأذى غير المسبوق في أطراف الحرب الثلاثة، أيّ المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة، وأيضاً إلحاق الأذى بالكيان الصهيوني وبالمملكة السعودية".

وتحت عنوان "فشل أمريكي وضربات موجعة"، تقول عائدة عم علي في "الثورة" السورية: " الفشل الأمريكي الإسرائيلي في شن عدوان على مواقع سورية أجهض أسطورة التفوق الإسرائيلي".

وترى الكاتبة أن قرار ترامب "لا علاقة له بالاتفاق النووي بل بتصفية حسابات مع ايران متمثل بحماية الكيان المحتل عبر ابتداع فكرة ما يسمى حلف (الناتو العربي) من قبل حلفائه".

من جانبه، يحاول الكاتب والإعلامي السوري فيصل القاسم الإجابة على تساؤل طرحه في عنوان مقاله بعنوان "لماذا تنتصر إيران وتنهزم السعودية" في صحيفة "القدس العربي" اللندنية.

يقول الكاتب: "السعودية لا تتقن جمع الحلفاء حولها، بل شاطرة جداً في دق الأسافين بين حلفائها، لا بل تعمل أحياناً على استعدائهم وتنفيرهم بسياساتها".

يضيف: "تجمع إيران تحت جناحها كل الفصائل الشيعية في المنطقة وتستخدمها لمصالحها، نرى السعودية تستعدي كل من يمكن أن يقف إلى جانبها، فقد ضربت كل الحركات الإسلامية في اليمن ومصر وسوريا ولبنان والمنطقة عموماً".