سنغافورة: لم يعد ممكنا بسهولة حجز غرفة في فندق في سنغافورة مع بدء توافد آلاف الصحافيين والمسؤولين الى المدينة حيث تستعد الشرطة لاغلاقها استعدادا لأهم حدث سياسي وإعلامي مرتقب: القمة التاريخية بين رئيس الولايات المتحدة وزعيم كوريا الشمالية.
ويحاول كبار المسؤولين انقاذ اللقاء التاريخي المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في 12 حزيران/يونيو في سنغافورة.
وإذا ما عقدت القمة، التي سبق وألغاها ترمب قبل أن يعود عن قراره، في موعدها، فإن سنغافورة الهادئة ستكون محط أنظار العالم لأحد أكبر الأحداث الجيوسياسية في العصر الحديث.
ومن المتوقع ان تكون وفود المسؤولين الاميركيين والكوريين الشماليين كبيرة للغاية، لكنها ستبدو ضئيلة مقارنة بالوفود الإعلامية المتوقع وصولها الى هذا البلد الواقع في جنوب شرق اسيا .
ومن المتوقع أن يتقدم نحو 3 آلاف شخص للحصول على اوراق اعتماد التغطية الصحافية، حسب ما أفادت مصادر مشاركة في تنظيم الحدث وكالة فرانس برس.
وسيتخطى حجم التغطية الإعلامية أخر حدث مماثل نظم في سنغافورة، حين التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس التايواني في ذلك الوقت ما يينغ-جيو. وقام مئات الصحافيين بتغطية اللقاء آنذاك.
- غزو إعلامي -
وفي مشهد استباقي لما سيكون عليه الحال اثناء القمة المرتقبة، احتشد صحافيون أمام فندق فوليرتون الفخم لمتابعة وصول كيم شانغ سون، القيادي الكبير في الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، والمتواجد في سنغافورة للتحضير للقمة.
ومع عدم تحديد مكان بعد للقمة، حجزت كافة غرف الفنادق المتوقع أن تستضيف اللقاء وعلى رأسها الفندق الفاخر شانغريلا الذي استضاف قمة شي-ما.
وفيما يحبس العالم أنفاسه وسط آمال بأن تسفر القمة عن تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي بشكل دائم، يبدي بعض المواطنين في سنغافورة قلقهم من الازعاج والتعطيل المحتمل لحياتهم الهادئة. وتتميز سنغافورة بنظافتها القياسية وهدوئها ما يدفع البعض لوصف الحياة فيها أحيانا بالملل.
وكتب تشانغ انطوني على فيسبوك أن اللقاء "سيسبب لنا انزعاجا".
وتساءل "هل يمكن للحكومة اعلان (عطلة رسمية) لهذا اليوم الخاص؟".
فيما كتب تيموثي كليين على فيسبوك ايضا "يا للحماقة، أكثر زعيمين غير محبوبين في العالم يأتيان هنا من أجل السلام في العالم".
وسيتم تعزيز الإجراءات الأمنية بالتأكيد، ومن المقرر نشر أعداد كبيرة من الشرطيين واغلاق طرق على نطاق واسع حول مقر اللقاء المرتقب.
- مشروبات مجانية للمشاركين -
لكن ليم تاي ويي الباحث في معهد شرق اسيا في جامعة سنغافورة الوطنية قلل من شأن المخاوف بأن اللقاء سيسبب اضطرابا واسعا في الحركة في البلاد.
وقال ليم لفرانس برس "يجب أن نأخذ في الاعتبار أن البلاد سبق ان اكتسبت خبرة استضافة لقاء شي-ما في العام 2015 كما استضافت سابقا رؤساء اميركيين".
وفي حين يشكو البعض من تدفق الاعلاميين والدبلوماسيين بشكل مفاجئ، فإن قطاع الأعمال يعتبرها فرصة.
وفي بلد يشتهر بكوكتيل "سنغافورة سلينغ"، تحاول حانة اسكوبار اثبات أن حانات البلاد ترتقي إلى مستوى هذه المناسبة الخاصة بتقديم مشروبين مخصصين للقمة.
وكوكتيل "ترمب" أزرق اللون يعتمد على بوربون، في حين أن كوكتيل "كيم" أحمر اللون مع السوجو، أحد أنواع الكحول الكورية.
وكلفة كل كوكتيل هي 12,6 دولار سنغافوري (9.40 دولار)، في إشارة إلى الموعد المتوقع للقمة.
وستنظم الحانة، المسماة تيمنا باحد بارونات تجارة المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار، "مسابقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية"، حيث يتنافس الزبائن الذين يطلبون 20 مشروبا في لعبة "حجر وورقة ومقص" مع ارتدائهم قفازات يد مزينة بعلمي البلدين.
أما المشاركين في القمة نفسها، فتنتظرهم مكافأة خاصة جدا.
وقال مالك الحانة ستان سيري غانيش "إذا تمكن شخص ما من الاثبات انه مندوب يحضر القمة، ساقدم له مشروبات على حساب الحانة".
التعليقات