القدس :بعد ان نفت تعمد استهدافها، اتهمت اسرائيل المسعفة رزان النجار التي قُتلها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بانها تطوعت لتكون درعا بشريا أمام المستهدفين، ونشر متحدثون باسم الحكومة والجيش الإسرائيليين مقطع فيدو مجتزأ للنجار، في محاولة لإثبات روايتهما، وتأكيد انها مشاركة في الاحتجاجات وليست مسعفة.
قالت اسرائيل الخميس ان المسعفة المتطوعة رزان النجار التي أثار مقتلها بالرصاص قبل اسبوع في غزة صدمة وافقت على أن تكون "درعاً بشرية" خلال الاحتجاجات والصدامات في المنطقة الحدودية شرق قطاع غزة.
رزان درعا بشريا
ونشر متحدثون باسم الجيش والحكومة الإسرائيليين التغريدة نفسها التي ورد فيها جزء من مقابلة للمسعفة تعلن فيها أنها تشكل "درعاً بشرية".
وجاء في النسخة العربية للتغريدة ان "رزان النجار لم تكن ملاك الرحمة كما تحاول دعاية حماس تسويقها فاعترافها بأنها شكلت درعًا بشريًا للمشاغبين المحرضين يثبت كيف تستغل حماس جميع فئات المجتمع الغزاوي لصالح أهدافها وأهداف إيران. فهل المسعفون في العالم يلقون قنابل ويشاركون في أعمال شغب ويسمون أنفسهم دروعًا بشرية؟"
اجتزاء تصريح النجار
ولكن مقطع الفيديو المرفق بالتغريدة اجتزأ التصريح الذي أدلت به رزان لقناة الميادين اللبنانية، فقد قالت رزان للميادين "أنا هنا، على خط التماس أشكل درعا بشرية منقذا لحماية الإصابات داخل خط التماس".
لكن التغريدة الإسرائيلية لم تورد من الفيديو سوى: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا".
مسيرات العودة
منذ بداية حركة الاحتجاج ضمن "مسيرات العودة" في نهاية آذار/مارس والتي رافقتها أحداث دامية على طول المنطقة الحدودية مع اسرائيل، اتهمت إسرائيل حماس باستخدام المحتجين "دروعا بشرية" للتغطية على "ممارساتها الارهابية".
وقتل 125 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي منذ 30 آذار/مارس، في حين لم تقع اصابات في الجانب الإسرائيلي.
مقتل رزان
أصيبت النجار (21 عاما) في الصدر في الاول من حزيران/يونيو شرق خان يونس في حين كانت ترتدي معطف المسعفين الأبيض. وقالت جمعية الاسعاف الفلسطينية انها كانت تحاول اسعاف متظاهرين.
وعلى إثر مقتلها وُجهت مجددا اتهامات الى الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة.
ونفى الجيش الإسرائيلي الثلاثاء ان يكون تعمد قتل رزان.
فيديو آخر
وأرفقت تغريدة الخميس الإسرائيلية بمقطع فيديو آخر يظهر فيه فلسطينيون يضعون أمام شابة تضع قناعاً طبياً يوحي الفيديو بأنها رزان النجار، أنبوبة صغيرة يخرج منها دخان قذفته بعيدا.
وقال المتحدث باسم حكومة إسرائيل أوفير جندلمان انها على الأرجح قنبلة مسيلة للدموع ألقاها الجيش الإسرائيلي والتقطها الشبان. وبدا هؤلاء على مسافة من الجيش الإسرائيلي دون أن يبدو أن مواجهات تحصل حولهم.
وقال جندلمان لفرانس برس انها "كانت تشارك في أعمال عنف في حين كان يجدر بها أن تأتي الى الحدود لمساعدة المصابين. لا يحدث في أي مكان في العالم أن يشارك مسعفون في أعمال عنف".
ليست مسعفة!
واضاف ان اجتزاء جملة رزان حول الدرع البشري لا يغير في الامر شيئاً، "ما إن تتصرف كدرع بشري فهي ليست مسعفة. هذا يعني أنها درع بشري للإرهابيين".
ورد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة في تصريح لفرانس برس قائلا إن "كل ما يمكن أن يقوله المحتل لتبرير جريمته وموت رزان لا يخدع أحداً. الفرق الطبية محمية بالقانون الدولي وهذه جريمة يجب أن تلاحق أمام المحاكم الدولية".
في مقابلتها مع الميادين قالت رزان ان لا أحد شجعها على العمل كمسعفة. وقالت "كانت عندي القوة والجرأة الكافية لأن ادخل الميدان لانقاذ أرواح شهدائنا".
الأمم المتحدة
وكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف في تغريدة ان "الطواقم الطبية ليست هدفاً"، داعيا إسرائيل الى رد متكافئ وحماس الى تجنب إثارة الاضطرابات.
تجدر الإشارة إلى أن اسرائيل وحماس خاضتا ثلاث حروب قبل اقرار هدنة تتخللها فترات توتر باستمرار.
ونظمت "مسيرات العودة" في غزة للمطالبة بحق العودة للفلسطينيين الذين فروا أو هجروا من أرضهم لدى قيام إسرائيل في 1948، وللمطالبة بفك الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل منذ عشر سنوات على القطاع الفقير.
وتؤكد اسرائيل ان الاحتجاجات شكلت غطاء للتسلل ومهاجمة جنود ومدنيين.
التعليقات