إيلاف من لندن: في محاولة لرفع الحرج عن السلطات العراقية التي نأت بنفسها عن قتال قطعات للحشد الشعبي داخل الاراضي السورية فقد أعلنت قيادة الحشد اليوم أن الضربات الصاروخية الأميركية الاخيرة لقطعاتها نفذت داخل الاراضي العراقية وليس السورية كما أكدت معلومات حينها.

وقال أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يضم عشرات الالاف من المسلحين المتطوعين الشيعة لقتال داعش خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاحد أن المعلومات التي أعلنتها قيادة العمليات المشتركة العراقية بشأن القصف الأميركي لقطعات في الحشد في 19 من الشهر الحالي كان "مستعجلا ومرتبكا" عندما قالت "أن القوات التي استهدفت على الحدود العراقية السورية هي خارج الأراضي العراقية وأنها غير متصلة ومرتبطة بالحشد الشعبي". 

وكانت قيادة الحشد الشعبي العراقي قد أعلنت في 18 من الشهر الحالي عن مقتل 22 من عناصر قواتها على الحدود مع سوريا جراء قصف أميركي متهمة الجانب الأميركي بدعم ماوصفته بالعدو لفتح ثغرة للدخول الى الاراضي العراقية وقالت ان طائرة أميركية ضربت مقرا ثابتا لقطعات الحشد وذلك بعد تقارير أكدت ضرب الحشد داخل سوريا.

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت نفت تنفيذ التحالف الدولي ضربة جوية لقوات الحشد الشعبي داخل الاراضي السورية مؤكدة أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي لم يكونا في المنطقة التي تعرضت للقصف الجوي في الحدود العراقية السورية في ذلك الوقت.

وأضاف المهندس أن "القوات التي تم قصفها هي جزء من الحشد الشعبي وكانت ضمن الخط الدفاعي التي تتواجد فيه بقضاء القائم العراقي قرب الحدود مع سوريا. 

وأوضح الندس أن "الحشد الشعبي شكل لجنة للفحص والتدقيق بشأن الضربة الأميركية حيث أكد لنا قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي بأنه ابلغ الأميركان بأن هذه النقطة تابعة للحشد الشعبي وهذا موثق لدينا بالصوت والصورة" مشددا على أن "الاستهداف الأميركي هو استهداف واضح ومتعمد". وانتقد ما أسماه "الموقف الضعيف لقيادة العمليات المشتركة العراقية" مطالبا اباها بتصحيح موقفها.

وأشار إلى أن "القوات الأميركية تستغل الأراضي العراقية حيث قامت بفتح معابر على الحدود العراقية السورية لدعم قوات معينة للسيطرة شرق سوريا".. وقال أن "القوات الأميركية تتواجد اليوم ايضا في منطقة ام جريس في قضاء سنجار شمال العراق وقرب المنطقة التي تعرضت فيها قطعات الحشد للقصف".

 

 قادة الحشد الشعبي يعلنون اليوم نتائج التحقيق بالضربة الأميركية لقطعاتهم

 

قوة صاروخية أميركية ضربت الحشد داخل الاراضي العراقية

ومن جهته أشار مدير عمليات الحشد الشعبي أبو منتظر الحسيني أن المنطقة المستهدفة تمثل نقطة ارتكاز مهمة في الدفاع عن قضاء القائم العراقي غربي الأنبار. وقال الحسيني خلال المؤتمر الصحافي إن "قوة صاروخية قامت وبتخطيط أميركي في ضرب أحد المواقع المهمة لمقاتلينا في قضاء القائم وعلى الحدود العراقية وهو يبعد عن الحدود مع سوريا بمسافة 200 متر.

وأكد الحسيني أن "المنطقة المستهدفة تعتبر من المناطق الاستراتيجية المهمة على الحدود العراقية السورية ونقطة ارتكاز مهمة في الدفاع عن قضاء القائم".. معتبرا الضربة الأميركية "جريمة حرب وننتظر من الحكومة الدفاع عن حقوق الشهداء الذين سقطوا نتيجتها". واضاف إن "قوة صاروخية قامت وبتخطيط أميركي قامت بضرب أحد المواقع المهمة للحشد الشعبي في قضاء القائم وعلى الحدود العراقية السورية وبمسافة 200 متر. 

محاولة لرفع الحرج عن بغداد بقتال مليششياتها داحل سوريا 

ويرى متابعون للشأن العراقي ان تأكيدات الحشد بأن الضربة الأميركية نفذت داخل الاراضي العراقية وليس السورية هو محاولة لرفع الحرج عن السلطات العراقية حول قتال مليشياتها في سوريا الى جانب نظام الأسد وذلك بعد اعلان مصادر عراقية ان ثلاث مليشيات عراقية موالية لايران هي كتائب حزب الله العراق وعصائب الحق والنجباء هي التي تعرضت للضربة داخل سوريا.

 وكانت القايدة العراقية المشتركة قد تنصلت في 19 من الشهر الحالي من تابعية ثلاث مليشيات مسلحة عراقية موالية لايران وتقاتل الى جانب الرئيس الأسد من تابعيتها لها وقالت في بيان إن القوات العراقية على الحدود العراقية السورية لم تتعرض إلى ضربات جوية.. موضحة أن القوات التي تعرضت الى القصف هي داخل الأراضي السورية جنوب مدينة البو كمال. 

وأكدت ان القوات العراقية وبجميع تشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تعمل على تأمين الحدود العراقية من بينها العراقية السورية وان اي من هذه التشكيلات لم تتعرض إلى ضربات جوية أو ضربات أخرى.

لكن مصادر سياسية عراقية قالت ان مليشيات كتائب حزب الله العراق وعصائب الحق والنجباء التي تقاتل داخل سوريا لدعم نظام الريس بشار الأسد قد تعرضت الى ضربة جوية في منطقة البو كمال قرب الحدود مع العراق. 

ويدعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون التنظيم شمال شرقي البوكمال على الضفة الشرقية لنهر الفرات في حين يسيطر التنظيم على جيب شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال السورية.