نصر المجالي: أعلنت بريطانيا عن تقديم مزيد من الدعم لتطهير المدارس والمشافي والطرقات في العراق من الألغام، وبالتالي القضاء على أحد الآثار الدائمة التي خلفها حكم الإرهاب الذي مارسه داعش في أنحاء البلاد.

وقال بيان رسمي إنه بدعم من المعونات البريطانية، تم تطهير العراق في السنة الماضية من نحو 16,500 من المتفجرات، و800 حزام ناسف، إلى جانب 2,000 من المفخخات المتفجرة.

وما زالت آلاف العبوات الناسفة تهدد حياة الرجال والنساء والأطفال العراقيين الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد الصراع، ومن شأن الجهود البريطانية الحيوية أن تساعد المزيد من الناس للعودة إلى الحياة الطبيعية دون استمرار الخطر على حياتهم.

وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردنت إن لجوء (داعش) لاستخدام المفخخات المتفجرة، وهو من الممارسات المثيرة للاشمئزاز، ما زال يهدد حياة الأطفال في مدارسهم، والأمهات في المستشفيات، وآلاف الأبرياء الذين يحاولون العودة إلى حياتهم الطبيعية.

العودة للمدارس

وأضافت: وبفضل جهود تمولها المعونات البريطانية، بات باستطاعة الأطفال العودة إلى مدارسهم، وبإمكان الناس العودة إلى عملهم، وإعادة بناء حياتهم تدريجيا.
وأشارت موردنت إلى أن المملكة المتحدة تعتبر رائدة عالميا في إزالة الألغام. وأعتقد أن الشعب البريطاني يساند هذه الجهود، ويمكنه أن يرى بوضوح أثرها في تغيير وإنقاذ حياة العراقيين.

وقال: هذا التمويل الجديد يدعم مشاريع في أنحاء سنجار، وهي منطقة يعيش فيها عدد كبير من الايزيديين الذين اضطروا للنزوح بالآلاف بسبب داعش، وهي من أكثر المناطق تضررا نتيجة احتلالها من قبل داعش.

فرق تطهير

وسوف توفر المعونات البريطانية الدعم لستة فرق لتطهير المواقع من المتفجرات، وسوف يُنشرون في أنحاء المنطقة لتطهير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية من المتفجرات.

وقال تقرير على موقع وزارة الخارجية البريطانية: ما زال هناك الكثير من الجهود الواجب بذلها، حيث 1.8 مليون شخص ما زالوا مشردين، والكثير منهم يعيش في مخيمات في أنحاء العراق. وبالنسبة للكثير منهم، يعتبر وجود متفجرات قاتلة مُعدّة ومخفاة ومنصوبة كأشراك على نطاق واسع حائلا دون قدرتهم على العودة إلى ديارهم.

ووصفت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام استخدام المفخخات المتفجرة بأنها استراتيجية داعش "لتحقيق نصر رخيص"، وهذه الألغام مستمرة في تدمير العراق حتى في الوقت الذي يحاول فيه العراقيون إعادة إعمار بلدهم.

منجزات

وقال التقرير إن الفرق التي مولتها المعونات البريطانية لإزالة المتفجرات وجدت وأمّنت:

-&مستشفى كان قد استخدمه داعش كمقر للقيادة في الموصل، وفيه 3,500 من المواد المتفجرة، بما فيها القنابل اليدوية والصواريخ.

-&مدرسة في الفلوجة فيها 13 عبوة ناسفة كان يمكن أن تؤدي إلى قتل 450 طفلا يذهبون إلى هذه المدرسة، أو التسبب بإصابات خطيرة لهم.

-&&“الجسر الجديد” الذي ساهمت بريطانيا في بنائه كان مفخخا باستخدام 44 عبوة ناسفة و400 كجم من المتفجرات، وبالتالي قطع الطريق الوحيد الذي يوصل إلى بغداد - وعرقل أعمال المؤسسات التجارية

-&مدرسة في غرب الموصل كانت قد تحولت إلى مصنع للقنابل، وعُثر فيها على 1,500 من المتفجرات و15 حزاما ناسفا.

كما تمول المعونات البريطانية خبراء تعليم لتوعية الأطفال والبالغين كيف يأمَنوا خطر المتفجرات التي لم يُعثر عليها بعد، وما عليهم عمله في حال عثورهم على عبوة مشبوهة. وفي السنة الماضية ساهمت وزارة التنمية الدولية في توعية أكثر من 400,000 شخص بهذه المخاطر. وهذه التوعية تنقذ حياتهم.

وخلص التقرير إلى القول: وبينما ما زال مئات آلاف العراقيين بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، ساعدت المملكة المتحدة ما يربو على 400,000 شخص بتوفير الغذاء ووفرت رعاية صحية منقذة للأرواح لأكثر من 4 ملايين شخص منذ سنة 2014.