بعد سبع سنوات من مقتلها في حمص 2012، حيث كانت تغطي أحداث الحرب الأهلية السورية لمصلحة صحيفة (صنداي تايمز) اللندنية، أصدرت قاضية أميركية حكمًا يحمّل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية القانونية عن مقتل الصحافية الشهيرة ماري كولفين.

إيلاف: اتهمت الدعوى المدنية التي أقامتها أسرة كولفين في العام 2016 أمام محكمة أميركية اتحادية مسؤولين سوريين في حكومة الأسد بأنهم أطلقوا عن عمد صواريخ على أستوديو موقت للبث كان مقرًا للإقامة والعمل لكولفين ولصحافيين آخرين.

يعني الحكم دفع تعويضات لا تقل عن 302.5 مليون دولار لدور الحكومة السورية في مقتلها. وقالت القاضية آيمي بيرمان جاكسون في الحكم إن الحكومة السورية "ضالعة في عملية قتل مواطنة أميركية خارج إطار القانون".

قتلت كولفين مع المصور الفرنسي ريمي أوشليك في مدينة حمص المحاصرة في سوريا عام 2012 أثناء تغطية الصراع السوري. وكانت الصحافية الأميركية غطت حروبًا عدة حول العالم، وفقدت عينها اليمنى خلال تغطيتها للحرب الأهلية في سري لانكا عام 2001.

إنكار
لكن بعد مرور يومين على مقتل كولفين وأولتشيك، أصدر التلفزيون القومي السوري (الإخبارية) السورية فيديو ينكر مسؤولية مقتل المراسلين.&

واتهمت القناة كولفين وأوتشليك بأنهما عميلان لاستخبارات أجنبية، ودخلا البلاد في سرية – وهما بالفعل دخلا البلاد خفية – لمساعدة "المسلحين المتمردين من المعارضة". وبعد مرور أيام عدة، صرح النظام السوري أن جثة الفقيدة ستدفن في سوريا ، &ولن ينقل الجثمان إلى الولايات المتحدة.&

في لندن، ألقت صحيفة (الغارديان) الضوء على قرار المحكمة الأميركية بإدانة نظام الرئيس بشار الأسد في قضية مقتل كولفين. وأشار أوين بوكوت، مراسل الشؤون القانونية في الصحيفة، أن المصور البريطاني بول كورني، الذي كان جنديًا في سلاح المدفعية البريطاني، وكان يرافق ماري كولفين خلال يوم مقتلها، تمكن من النجاة من الهجوم، ولكن بعد إصابة تعرّض لها في الساق.

ينقل بوكوت عن المصور كورني قوله: "الصحافيون السوريون يقتلون يوميًا منذ سبع سنوات، ولذا فاليوم هو من الأيام الجيدة للعدالة".

مقابلة القذافي
يذكر أن ماري كولفين المولودة 1956 كانت تعمل لحساب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية على مدى عقدين من الزمن، وكان والدها مقاتلًا في الحرب الكورية، وأصبح ناشطًا من أجل الديمقراطية بعد الحرب. أما هي فشاركت في تظاهرات ضد الحرب في فيتنام في مدينتها، وساهمت في تنظيم تلك التظاهرات.&

وكانت درست الأدب الإنكليزي، ثم واصلت دراستها في باريس. وتزوجت مرتين، وانتهى الزواج في كلتا الحالتين بالطلاق، وليس لديها أطفال.&

وكانت ماري كولفين أول صحافية تجري مقابلة مع معمر القذافي بعد قصف الطائرات الأميركية &مقر سكنه في الثمانينات، والتقته بعد ذلك مرارًا. وساهمت في تغطية الحرب على العراق ويوغوسلافيا وتيمور الشرقية وسري لانكا والشيشان.
&