إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن التحقيق مع 14 فرنسيا ينتمون إلى تنظيم داعش تسلمهم العراق من سوريا مؤخرًا وبينهم جندي في الجيش الفرنسي خدم في أفغانستان عام 2009.

وقال مجلس القضاء الاعلى ان 14 عنصرا فرنسياً ينتمون إلى تنظيم داعش قد بدأ التحقيق معهم وهم من العناصر التي تسلمها الجيش العراقي من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" موخرًا من بين 330 آخرين من العراقيين.&

وأشارت صحيفة "القضاء" الناطقة باسم المجلس الاعلى للقضاء العراقي في تقرير الاحد تابعته "إيلاف" إلى أنّ المحكمة العراقية المختصة بقضايا الإرهاب أجرت التحقيقات مع هؤلاء الفرنسيين واتهذت اجراءات بحقهم وفقا لقانون مكافحة الارهاب العراقي.. موضحة ان بينهم جندياً في الجش الفرنسي خدم في أفغانستان عام 2009.

وقالت ان "هؤلاء الارهابيين االذين يحملون الجنسية الفرنسية وبعضهم من أصول عربية تلقوا تدريبات عسكرية وشرعية في سوريا عند انخراطهم في صفوف داعش بحسب اعترافاتهم.. موضحة ان السلطات العراقية تسلمتهم من "قسد" بعد متابعة وجهود من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي وقاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الارهاب في الجهاز".

وشرح المتهمون خلال التحقيق معهم كيفية انتمائهم إلى سوريا وانتقالهم من فرنسا إلى سوريا ومن ثم العراق وتلقيهم دورات تدريبية عسكرية وشرعية والاماكن التي شغلوها في صفوف التظيم.&

وأشار إلى أنّ "السلطات العراقية تسلمت الإرهابيين من سوريا بعد متابعة وجهود من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي وقاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الجهاز".

من سائق شاحنة بفرنسا إلى مقاتل في سوريا

ونقلت "القضاء" عن احد المتهمين وهو فرنسي الأصل والجنسية ‏اعترافاته ‏امام قاضي التحقيق بقوله انه كان يعمل سائق شاحنة في إحدى ‏شركات ‏التنظيف في فرنسا مقيماً في مدينة فيجاك التي تقع جنوب فرنسا ‏قبل أن يسافر إلى ‏مصر لدراسة اللغة العربية مستمرا بهذا الإيفاد بفترات ‏متقطعة حتى ‏عام 2013.‏

وأضاف عنصر داعش هذا وعمره 33 عاما ائلا "تعرفت على احد ‏الأصدقاء هناك خلال الدراسة في مصر بمركز ‏للدراسات في القاهرة ‏وكان يستعد للذهاب إلى سوريا للقتال هناك وبدأ بإقناعي ‏وعرض علي ‏مقاطع مصورة للقتال هناك حتى تولدت القناعة لدي بالذهاب إلى سوريا".‏&

وقال "سافرت من مصر إلى فرنسا وبقيت لفترة من الزمن مع عائلتي ‏المكونة من امي ‏وابي وزوجتي واخي الذين انخرطوا في صفوف التنظيم ‏في وقت لاحق ثم سافرت ‏من باريس إلى اسطنبول ومن ثم دخلت ‏الأراضي السورية بصورة غير شرعية".‏

ويشير إلى أنّه التحق بكتيبة سرايا الدعوة والقتال التابعة لجبهة ‏النصرة عام 2013 وعمل مترجما ومدرسا للغة العربية للمقاتلين الأجانب ثم ‏التحق في صفوف ‏التنظيم بعد اعلان دولة الخلافة ثم دخل ‏دورة شرعية وعسكرية وعمل ‏في ولاية حمص حتى عام 2015.‏

وأضاف المتهم شارحا بالقول إنه انتقل إلى كتيبة تسمى أنور العولقي مقاتلا ‏واصيب ‏اثناء المعارك في منطقة البطن من ثم انتقل إلى ‏العراق وتحديداً مدينة الموصل ‏وعمل في صفوف التنظيم هناك.. مشيرا إلى أنّ عائله المكونة من والديه واخيه وزوجته قد التحقوا فيما بعد ‏بصفوف التنظيم وانتقلوا إلى سوريا ليقتل والده في مدينة ‏الرقة ويعتقل أخيه وزوجته ووالدته.

جندي في صفوف الجيش الفرنسي

ومن جهته كشف متهم ثان كيفية انتمائه للتنظيم بعد أن كان جندياً ‏في ‏جيش بلاده وهو فرنسي من أصول تونسية عمره 37 ‏عاماً ‏ويقيم في مدينة تولوز جنوب فرنسا.. موضحا "ولدت في فرنسا واكملت الدراسة الاولية هناك ومن ثم التحقت ‏في ‏صفوف الجيش الفرنسي عام 2000 واستمررت في العمل في صفوفه لمدة 10 ‏سنوات وخلالها ‏كلفت بالذهاب إلى أفغانستان عام 2009 لتأدية واجبي ‏في صفوف الجيش الفرنسي ‏هناك".‏

وأضاف "عند رجوعي إلى فرنسا وانتهاء مدة عقدي مع الجيش الفرنسي ‏عملت سائقاً في إحدى شركات نقل النفطل حتى تزوجت من امرأة ‏فرنسية".. مؤكدًا أن انتماءه إلى داعش كان ‏رغبة منه في الانتقال إلى مكان آخر للعيش ومن ‏خلال البحث في ‏مواقع التواصل الاجتماعي عن مواقع تنظيم داعش وجبهة ‏النصرة فقد انتقل إلى بلجيكا وتعرف هناك على احد الأصدقاء الذي قام بدورة ‏بتشجيعه ‏على الانتماء للجبهة ومنها انتقل إلى المغرب بعد أن تكفل الصديق بكل ‏مصاريفه ‏وتزوج مرة اخرى باحدى الفتيات التي تعرف عليها من ‏خلال مواقع التواصل ‏والتي كانت ترغب بالانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم ‏داعش في سوريا.

وعن ظروف دخوله إلى سوريا اوضح انه كان عن طريق تركيا بصورة غير مشروعة ‏إلى ولاية ‏حلب حيث انخرط في دورتين شرعية وعسكرية وانتقل إلى ‏الموصل حيث ‏ردد البيعة امام احد قيادات داعش الذي كان ‏مرتدياً قناعا حيث ان القياديين ‏كانوا يخشون الكشف او الإفصاح ‏عن هوياتهم او معلوماتهم امام المقاتلين ‏المهاجرين الأجانب خشية ان ‏يكونوا مجندين في اجهزة الاستخبارات في بلدانهم او ‏يكونوا جواسيس.‏

جامعي في فرنسا.. مقاتل داعشي في سوريا

فرنسي ثالث من أصول جزائرية ومولود في فرنسا ويبلغ من العمر 29 عاما يقول إنه درس علم النفس في ‏إحدى الجامعات ‏الفرنسية وترك الدراسة في مرحلتها الثانية ثم غادر فرنسا عام 2013 ‏متجها إلى سوريا عبر هولندا ومن ثم تركيا ‏وصولا إلى الأراضي السورية. ‏

وأوضح أن القناعة الكاملة قد تولدن لديه بالانتماء إلى التنظيم من ‏خلال ‏المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والمقاطع التي كانت تصور ‏للقتال هناك.‏

وأشار إلى أنّه التحق في صفوف جبهة النصرة ومن ثم انتقل إلى ‏تنظيم ‏داعش بعد ان دخل الدورة الشرعية والعسكرية وردد البيعة امام ‏ابو بكر العراقي ‏ومن ثم انتقل إلى العراق في مدينة الموصل وعمل في ‏مضافة خاصة بالمقاتلين ‏الأجانب والمهاجرين.‏

يشار إلى أنّ جميع عناصر داعش الفرنسيين الاربعة عشر الذين تسلمهم العراق مؤخرا من "قسد" وادلوا بأعترافاتهم قد تزوجوا في ‏سوريا ولديهم أطفال ومنهم ‏من تزوج أكثر من مرة.

مصير الدواعش الأجانب

وتعد السلطات العراقية تعد لمحاكمة عناصر داعش الذين تسلمتهم من قوات سوريا الديمقراطية في قاعدة عسكرية عراقية قرب العاصمة بغداد خلال الشهر المقبل.

وتؤكد مصادر عراقية قضائية ان محاكمة عناصر داعش الذين يحملون جنسيات أجنبية في العراق قانونية ما دامت الجرائم مرتكبة على أرضه أضافة إلى أنّها غير مشمولة بقانون العفو العام أو الخاص وهو ما يسري على الأجانب الذين ارتكبوا الجرائم على الأراضي العراقية.

وقد سلمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الدواعش العراقيين والاجانب إلى السلطات العراقية مؤخرا لانها لا تملك سجونا ولا هيآت قضائية أو تحقيقية لتحاكمهم.&

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أعلن الاسبوع الماضي أن العراق يمكن أن يساعد في نقل الدواعش غير العراقيين الذين أسرتهم قوات سوريا الديموقراطية في الأراضي السورية إلى بلدانهم.&

واوضح خلال مؤتمر صحافي أن العراق سيساعد إما بترحيل أولئك الأسرى لبلادهم أو بمحاكمة المشتبه بارتكابهم جرائم.. مؤكدا أن العراق جاهز للمساعدة إمّا بترحيل أولئك المعتقلين لبلادهم وإمّا بمحاكمتهم.&

وتأتي تصريحات عبد المهدي بعد تضارب في الآراء شهده العراق حول قضية التعامل مع معتقلي التنظيم المتشدد من الاجانب وإمكانية محاكمتهم أو ترحيلهم إلى بلادهم.

يذكر أن الجيش العراقي تسلّم حتى الان 330 من مواطنيه المنتمين لداعش في إطار اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية وبرعاية أميركية.&