واشنطن: يتعين على وسائل الإعلام الأميركية الكبرى التي يتهمها الرئيس دونالد ترمب وأنصاره بالانحياز في تغطيتها للتحقيق الروسي، إعادة النظر في مواقفها بعد نشر مقتطفات من تقرير مولر الذي يبرئ الرئيس من تهم التواطؤ مع روسيا في عام 2016.

بالنسبة لبعض المراقبين، فقد حان الوقت لكي "تعترف" وسائل الإعلام بأنها قامت بتغطية القضية بشكل غير عادل مدة عامين. اما بالنسبة للآخرين، على العكس من ذلك، يجب على الصحافيين الاستمرار في التنقيب لأن التقرير لا يعفي ترمب تمامًا من "عرقلة محتملة للعدالة".

وقال مات تايبي، رئيس تحرير مجلة رولينغ ستون "من الآن فصاعدا لن يصدق جزء كبير من الاميركيين الاتهامات التي توجهها الصحافة ضد ترمب".

كما يقول غلين غرينوالد، صحافي التحقيقات في موقع "انترسبت" الاخباري إن قنوات الأخبار يجب أن تعترف باخطائها في الحكم.

وكتب على موقع تويتر "قم بالبحث عن كل شخصية في قناة امي اس ان بي سي &وكل +خبير قانوني+ &في شبكة سي ان ان، ووسائل الاعلام الليبرالية (...) وسترى انك لن تعثر على ذرة من اعادة النظر والتواضع أو الاعتراف بارتكاب خطأ جسيم".

وأضاف "إذا لم تعترف وسائل الإعلام بالمسؤولية عما فعلته، فلا يجب الشكوى مطلقا من واقع ان الناس يصفون ما تبثه ب +اخبار كاذبة+"، التعبير المفضل لدى ترمب عندما يتحدث عن ابرز وسائل الاعلام.

"اعتذارات"

منذ انتشار اول الاخبار السبت حول محتويات التقرير، أعلن معسكر ترمب الذي كان يقول منذ بداية القضية انها "حملة مطاردة"، النصر، وطالب وسائل الاعلام بالاعتذار.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الابيض إن "الديمقراطيين ووسائل الاعلام الليبرالية مدينون للرئيس والشعب الاميركي".

وكان نجل الرئيس الأكبر دونالد جونيور قد دان سابقًا "نظريات المؤامرة بلا توقف" من قبل "سي ان ان، و ام اس ان بي سي وبزفيد وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية".

كما دعا شقيقه إريك على تويتر وسائل الإعلام الرئيسية الى تقديم اعتذار "عن الجحيم الذي عاشه الجميع لمدة عامين وأكثر".

لكن بالنسبة لبعض خبراء الإعلام فمن السابق لأوانه الحكم على عمل المدعي الخاص روبرت مولر على أساس صفحات الملخص الأربع&التي نشرها وزير العدل بيل بار.

وقال ستيفن وورد، المدير السابق لمركز أخلاقيات الصحافة بجامعة ويسكونسن "لا أعتقد أنه يمكننا اتهام وسائل الإعلام بأنها غير عادلة ازاء دونالد ترمب".

واضاف "يجب على وسائل الإعلام تغطية هذا الرئيس العدائي النزعة الذي يتحدى الدستور"، موضحا انه يتعين على الصحافيين أن يبذلوا قصارى جهدهم للحصول على تقرير مولر بأكمله.

وتابع "إنها مسألة تهم الجميع ويجب على جميع المواطنين قراءته".

"تعبئة الوقت"

من جهته، يقول دان كينيدي ، أستاذ الصحافة بجامعة نورث إيسترن إنه من السابق لأوانه أن يدعي الرئيس "البراءة" بعد "تحقيق ضخم أدى إلى العديد من لوائح الاتهام والاعتراف بالذنب".

ومع ذلك انه امر شرعي، حسب قوله، أن يتساءل المرء عن التكهنات العديدة التي تبثها سي ان ان وام اس ان بي سي. وهاتان يتهمهما معسكر ترمب بانتظام بالتحيز.

ويستشهد خصوصا بالتغطية الواسعة لملاحقات محتملة ضد دونالد ترمب جونيور وصهر الرئيس جاريد كوشنر، الأمر الذي لم يحدث. ويقول إن المشكلة الكبيرة هي ان "القنوات الإخبارية بحاجة لتعبئة الوقت فتكثر من النقاشات".

لكن بالنسبة لديبرا بوتر، الصحافية السابقة في شبكة سي بي إس، فإن التكهنات أمر طبيعي "لأنه لم تكن هناك تسريبات" من المحققين. على الرغم من ذلك، "فقد أعطت العديد من وسائل الإعلام المسؤولة الانطباع الصحيح (حول نتائج التحقيق) في الأسابيع الأخيرة".

على نطاق أوسع، تقول بوتر إنه يجب اعادة الثقة في استقلال وسائل الإعلام إلى الرأي العام الأميركي. واضافت "شاهدنا زيادة في الثقة العامة لدى وسائل الإعلام، لكن الانقسامات الحزبية لم تكن أقوى من أي وقت مضى".

وختمت مشيرة الى حقيقة أن كون غالبية كبيرة من الناخبين الجمهوريين لا تثق&في وسائل الإعلام، تعتبر "مشكلة للديموقراطية".
&