إيلاف من القاهرة: في تونس، تحول الشاب البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجًا على سوء معاملة الشرطة إلى أيقونة الثورة التي أطاحت بنظام حكم زين العابدين بن علي. وفي مصر أصبح خالد سعيد الشاب الذي لقي مصرعه تحت تعذيب الأمن، أيقونة ثورة يناير التي أسقطت نظام حكم حسني مبارك. وفي السودان أصبحت الفتاة آلاء صلاح أيقونة الثورة التي اجتثت نظام عمر البشير.

وتحولت الفتاة آلاء صلاح إلى رمز لثورة السودانيين التي أطاحت بنظام حكم الرئيس المعزول عمر البشير، بعد أن رصدتها عدسات الكاميرات وهي تقف فوق سيارة يوم 8 أبريل الجاري، وهي تخطب في المحتجين، قبيل إعلان الجيش الانضمام إلى الجماهير الغاضبة، وإعتقال البشير ورموز نظامه.

وقالت في خطبتها التي ألهبت حماس السودانيين: "نحن سقينا النيل، بدمنا الفاير.. حبوبتي (أي جدتي) كنداكة".

ظهرت آلاء ترتدي ثوبًا أبيض طويلاً، وتظهر خصلة شعرها الأسود وهي تغني وتحفز الجماهير الغاضبة، وقد زين قرطاها اللذان كانا على شكل قمرين أذنيها، وهي مجوهرات الزفاف التقليدية السودانية. وعكس القرطان أضواء كاميرات الهواتف النقالة المحيطة بها، وألهمت أيضا العديد من الفنانين التشكيليين لاسيما في العالم العربي.

احتفت وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بآلاء صلاح، ولقبوها بـ"كنداكة" أي الملكة النوبية، كما حصلت على لقب "تمثال الحرية الجديد".

أعربت آلاء صلاح التي تدرس هندسة المعمار في جامعة الخرطوم، عن فخرها بالمشاركة في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 19 ديسمبر 2018، لافتة إلى أن "الثورة" حققت أولى أهدفها بعزل البشير.

وأوضحت في تغريدات لها: "أردت الصعود إلى ظهر السيارة ومخاطبة الناس، والتحدث ضد العنصرية والقبلية بجميع أشكالها والتي تؤثر على الجميع في كافة مناحي الحياة".

وتابعت "أردت التحدث نيابة عن الشباب وأن أخرج إلى العلن للقول إن السودان للجميع".

وعن مشاركة المرأة السودانية في الاحتجاجات، قالت آلاء في تصريحات لها: "هذا جزء من تاريخنا. في مملكة مروي القديمة كانت النساء ملكات، ويطلق عليهن كنداكة، وهو ما يتم استخدامه الآن في الإشارة إلى المشاركات في هذا الحراك الشعبي"، مشيرة إلى أن "المرأة السودانية دوما فاعلة في المجتمع وتهتم بقضاياه وتطالب بحق شعبها وحقوقها كامرأة".

وأعربت آلاء عن الشكر للجميع، مؤكدة أن "الكفاح متواصل ليكون السودان دولة ديمقراطية ومزدهرة".

ويعتبر المتظاهرون السودانيون الثوب الأبيض رمزا للاحتجاجات، لأنه يجمع بين الفولكلور السوداني التقليدي واللون الأبيض، وهو لون السلام والحرية.

ورأى السودانيون في زيها انعكاسا للملابس التي كانت ترتديها الأمهات والجدات العربيات في الستينيات والسبعينيات، والتي أصبحت رمزا للتظاهرات في الشوارع حينها. ووصفها المصور الصحافي، عبد العزيز حمزة بأنها "تمثال الحرية الجديد"” في السودان، مضيفا أنها رمز الحراك في المنطقة الذي "سينتصر ويبرز للعالم معنى الديمقراطية والمقاومة."

وتحولت عبارتها "حبوبتي كنداكة" إلى هتاف شعبي في المظاهرات، في إشارة إلى النساء السودانيات المشاركات في الاحتجاجات، للإشارة إلى الجمع بين الجمال والكفاح من أجل الحقوق.

واحتفت وسائل الإعلام الدولية بآلاء صلاح، وقالت إنها منحت وجها نسائيا شابا للحراك السوداني، معتبرة أنها "مصدر قوة وإلهام للفتيات"، واصفين إياها بأنها "أبرز رمز" للسودانيين.

ووصفت كل من "بازفييد" وشبكة "سي إن إن"، آلاء بـ"أيقونة الثورة السودانية".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الناشطة أصبحت رمزا للنساء المشاركات في المظاهرات بالسودان، وأعطت "صورة مذهلة" للاحتجاجات.

واعتبرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية "شخصية ملهمة" تقود هتافات الثورة في السودان، وقالت عن صورتها إنها "صورة مدهشة لفتاة تقف وسط المحتجين تشجعهم وتحمسهم بأغانٍ ثورية"

وأوضحت الصحيفة أن هذه الصورة التقطت، وسط الخرطوم التي شهدت تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من السودانيين الذين رابطوا أمام المقر الرئيس العسكري ومقر المخابرات الذي يهابه الكثيرون في السودان.