أوتاوا: وصلت الباكستانية المسيحية آسيا بيبي التي غادرت بلدها الأربعاء &بعد أكثر من ستة أشهر على إلغاء حكم بالإعدام صدر عليها بتهمة التجديف، إلى كندا حيث "التقت" عائلتها، حسبما ذكر مصدر كندي.

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته إن آسيا بيبي أصبحت "في كندا" حيث التقت ابنيتها.

لكن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو رفض تأكيد النبأ رسميا بينما أكدت مصادر عدة بينها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ذلك. وقال ترودو لصحافيين الأربعاء "لا يمكنني أن اؤكد أي شيء لأسباب تتعلق بالحياة الخاصة والأمن".

وكان ترودو صرح في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر لوكالة فرانس برس أنه يجري "محادثات مع حكومة باكستان" بشأن آسيا بيبي.

وكان مسؤول حكومي باكستاني أعلن الأربعاء أن آسيا بيبي غادرت البلاد. وقال لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "غادرت آسيا بيبي باكستان بإرادتها".&

وقال محاميها إنها قد تكون بيبي التحقت بأسرتها في كندا. لكن وزارة الخارجية الكندية رفضت الإدلاء بتعليق ردا على سؤال لفرانس برس.

في المقابل، لمحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي امام مجلس العموم الى أن بيبي توجهت فعلا الى كندا. وقالت "كندا قدمت هذا العرض ونعتقد انه منصف ومن الملائم ان نؤيده"، مرحبة بالمعلومات التي افادت ان بيبي "تمكنت من السفر بحرية" ويمكنها الان "ان تتخذ قرارات تتصل بمستقبلها".

وبدأ الكابوس بالنسبة لبيبي الأمية من اقليم البنجاب (وسط) عام 2009 خلال شجار أثناء عملها في الحقول. ورفضت مسلمتان تقاسم كوب ماء مع بيبي لدوافع دينية ونشب شجار. بعد أيام روت الإمرأتان ما حصل لرجل دين اتهمها لاحقا ب"الإساءة" إلى النبي وهو ما نفته المسيحية بشكل دائم.

وتوجه رجل الدين إلى دائرة الشرطة التي فتحت تحقيقا. وتم اعتقال بيبي وملاحقتها قضائيا تطبيقا للمادة 295 من قانون العقوبات الذي ينص على الإعدام في مثل هذه الحالة. وحكم عليها في 2010 بالاعدام شنقا.

وقدمت بيبي طعنا أمام المحكمة العليا في 2014. وبعد عامين انسحب أحد القضاة الثلاثة الذين سيدرسون ملفها ما أدى الى تعليق القضية.

وخلال فترة سجنها، تلقت عائلتها تهديدات واضطرت إلى مغادرة منزلها. ولجأ زوجها عاشق مسيح إلى حي شعبي في لاهور مع إثنتين من بناته.

وكانت المحكمة العليا، أرفع هيئة قضائية في البلاد، برأت في تشرين الأول/أكتوبر بيبي الخمسينية بعد أن أمضت أكثر من ثماني سنوات تنتظر تنفيذ حكم الاعدام. وبعد تبرئتها قطع آلاف الإسلاميين لثلاثة أيام المحاور الرئيسية في البلاد للمطالبة بإعدامها شنقا.

وعادت المحكمة العليا وبرأتها نهائيا في كانون الثاني/يناير بعد أن رفضت طعنا ضد تبرئتها.