في خروج إعلامي جديد، عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، للتأكيد على هوية حزب العدالة والتنمية الإصلاحية الرافضة للفساد والاستبداد.

إيلاف من الرباط: قال ابن كيران في فيديو بثه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مساء الجمعة، خلال استقباله أعضاء شبيبة حزبه في مدينة سيدي بنور (جنوب الدار البيضاء): "لم نشكو يومًا لأي جهة خارجية في حياتنا رغم كل ما عانيناه. لأننا مقتنعون بأن هذه بلادنا إذا عدلت معنا، فبها ونعم، وإذا جارت علينا، نصبر ونحاول معها حتى ترفع عنا الظلم، لأنه سيرفع عن الكل".

أضاف ابن كيران: "لن نضعف بلادنا حتى لو كانت مصلحتنا هناك". وأوضح أن حزب العدالة والتنمية "مخلص، وليست عندنا صلة مع أي جهة خارجية، أو نتلقى دعمًا من الخارج، وإذا ضعفت بلادك يمكن أن تأخذ حقك، لكن في مقابل ذلك ستضيع حقوق شعب بكامله، لأنه إذا ضعفت لمصلحة قوى أخرى، ستصبح مخترقة ومقدورًا عليها".

زاد أمين عام حزب العدالة والتنمية السابق مؤكدًا أن موقفه ثابت من الملكية "لما فهمنا آمنا بأن بلدنا ينبغي أن تكون ممثلة في ملك يشعر بأن شعبه معه، ونحن جزء من هذا الشعب، والخارج ينبغي أن يعرف أنه إذا أراد التفاهم مع الدولة ينبغي أن يمر ذلك عبر الملك".

مضى ابن كيران مبيّنًا: "لهذا أنا لم أدلِ بأي رأي في القضايا الخارجية، وأقول هذا اختصاص للملك، وأنا كرئيس للحكومة أسانده، لأنني أريد أن تبقى الدولة قوية، حتى لا نصبح دولة من أراد أن يتدخل فيها يجد الباب مفتوحًا"، وذلك في رسالة لمز واضحة إلى خلفه سعد الدين العثماني، الذي أدلى بتصريحات حول الجزائر، قبل أن يتراجع عنها، ويوضح أنه رأي شخصي لا يمثل المملكة.

قال ابن كيران في حديثه مع شباب حزبه: "هذه بلادنا إذا عندنا أي مشكلة نحلها مع بعضنا، وإذا جارت علينا نراجعها، ونصحح لها"، معتبرًا أن العلاقات مع الدول والجهات الخارجية "يضعف الدولة ويضعف رئاستها، وهذا ليس في مصلحتنا ولا مصلحة ديننا ولا وطننا".

وذكّر ابن كيران بموقف حزبه إبان ظهور حركة 20 فبراير الشبابية في سنة 2011 خلال أحداث الربيع العربي، حيث قال: "هذه المعاني جعلتنا ندخل في وقت الشدة، ووقفنا الموقف الذي كان ينبغي أن نقفه، ولم يقدر عليه آخرون ممن كان يصفون نفسهم بحزب الدولة والملك، ولا أدري ماذا؟"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي توارت قياداته عن الأنظار في تلك المرحلة.أضاف ابن كيران قائلًا: "سيّرنا الحكومة خمس سنوات بكفاءة واستحقاق، وأنقذنا الدولة من مصائب".

ووجّه ابن كيران رسالة واضحة إلى خصوم حزبه السياسيين، حيث قال: "حنا ممفاكينش" (لن نتنازل)، وأهل الفساد والاستبداد في البلد ينبغي أن يعرفوا أن هناك شريحة من الناس تعاهدت من أجل بذل جهودها لإصلاح البلاد مهما كلفها ذلك، وإذا أرادوا أن يظلموننا فتلك قصة أخرى".

واعتبر أن المغرب يمر بمرحلة وصفها بـ"الصعبة"، كما شدد على أن حزب العدالة والتنمية "مازال يمثل عنصر أمل في المجتمع، وينبغي أن يبقى ثابتًا في ذهن المواطنين أن أعضاءه صالحون في أنفسهم وفي علاقاتهم وتصرفاتهم"، محذرًا من الفرقة والصراع على الامتيازات والمصالح.

ودعا ابن كيران أعضاء حزبه إلى التمسك بـ"المعقول والثقة والاستقامة التي جرّبها الشعب والدولة، وعرفها جلالة الملك"، لافتًا إلى أن الأحزاب السياسية "في أعماقها تعترف بنا (الحزب)، وتحبنا، وتتمنى لو كانت مثلنا"، مبرزًا أن "أخنوش (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار) لم يختر شعار "أغراس أغراس"، بالصدفة، لأننا نحن أيضًا نشرنا المعقول، ونؤمن بالصلاح قبل الإصلاح".

وأشار إلى أنه "ينبغي أن نؤدي الواجبات التي علينا للدولة، وساعتها نطالب بحقوقنا، وعلينا أن نؤدي واجباتنا في كل الأحوال". أضاف "كل من سلك طريق الصلاح عاداه قومه، وإذا دخلنا معهم في أساليبهم سنفشل، ولا ينبغي أن نقع في الفساد". كما طالب رئيس الحكومة السابق أعضاء حزبه بالعمل على إشاعة الإصلاح، حيث قال: "علينا أن نصلح ما حولنا، ويجب أن تفكروا في نجاح البلاد، وليس في نجاح الحزب". أضاف "لا نعرف المستقبل ماذا يخبئ، يمكن أن تكون فيه صعوبات، ولكن المهم هو أن نستمر، وليس أن ننجح في الانتخابات، ونكون عنصر إصلاح في المجتمع، وسنكون كذلك إذا بقينا صالحين ومتماسكين".

أضاف ابن كيران "نحن نتمتع بثقة الشعب، وينبغي أن نحافظ عليها، ونحن عنصر إصلاح، والفساد لن نشارك فيه يومًا، وسنبقى صالحين"، معتبرًا أن استبدال حزب "صالح بفاسد ضد الطبيعة، وإذا جاء حزب أقوى وأذكى، آنذاك، ممكن، ولحد الساعة لم يظهر لي ذلك".

زاد مبيّنًا أن "الأحزاب التي تريد أن تحصل على مكانكم مازالت بعيدة جدًا"، كما سجل بأن حزب العدالة والتنمية "مازالت أمامه فرصة تصدر المشهد، والمهم هو أن عملكم ليس هو الانتخابات، وينبغي التركيز على الأمد الطويل، وليس الانتخابات"، مؤكدًا على أهمية مواجهة الفساد الذي" بدأ يظهر في الحزب، وينبغي أن تقاوموه، وأن تقفوا في وجهه جميعًا، وتكونوا مصلحين لما حولكم".