رغم الحديث عن وقف إطلاق النار أعلنت وزارة الدفاع التركية الْيَوْم أن هجومًا بوساطة 35 قذيفة هاون استهدف نقطة المراقبة التركية رقم 10 في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

إيلاف: أشارت وزارة الدفاع التركية إلى أن الهجوم نفذ بشكل متعمد من قبل النظام السوري، حسب تقديراتها.

أصيب 3 جرحى من الجيش التركي بقصف مدفعي استهدف نقطة شير مغار في جنوب إدلب فجر الخميس، فيما نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش الروسي مساء الأربعاء إن روسيا وتركيا توسطتا في وقف تام لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية بين قوات النظام ومقاتلين معارضين.

من جانبها، اعتبرت مصادر متطابقة أن محاولة وقف إطلاق النار جاءت بالتزامن مع لقاءات المبعوث الأميركي جيمس جيفري في القاهرة. وأشارت إلى أن هناك ضغطًا أميركيًا على روسيا لوقف إطلاق النار في إدلب ليتاح للحل السياسي أن يشق طريقه، ولكن النظام يضغط باتجاه معاكس.

فِي المقلب الآخر، ترفض الفصائل التي تقاتل نظام الأسد وقف إطلاق النار، وتعتبر أنها محاولة روسية موقتة تصب في مصلحة النظام لتنظيم صفوفه ورفع معنويات جنوده بعد الخسائر الأخيرة التي تكبّدها.

الحل السياسي&
وكان قد استمع ممثل وزير الخارجية الأميركي الخاص لسوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة "داعش" السفير جيمس جيفري& مع المسؤولين الأميركيين في لقاءاتهم مع قيادات مصرية والجامعة العربية ومع قيادي سوري معارض إلى رؤيتهم للحل السياسي.

وشن جيفري خلال زيارته القاهرة هجومًا عنيفًا على روسيا وإيران ونظام بشار الأسد والميليشيات المسلحة التابعة لطهران بشأن تدخلاتها في سوريا وقصف المدنيين، لاسيما الأطفال في إدلب في شمال غرب سوريا.

وأكد أن "إيران أدخلت الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن من أجل السيطرة على الشرق الأوسط ضمن خططها التوسعية في المنطقة". وأشار إلى أن "واشنطن سوف تضغط على الأسد من أجل طرد الإيرانيين من سوريا".

إيجاز صحافي&
طالب جيفري في إيجاز صحافي من القاهرة "طهران، وموسكو، ونظام الأسد، بالتوقف عن قصف المدنيين في إدلب، وخفض حدة التوتر والتوقف عن القصف"، موضحًا أن "الوضع متفاقم في إدلب".

والتقى أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري المعارض الأربعاء في القاهرة نائبَ معاون وزير الخارجية الأميركية، ومبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص بالشؤون السورية جويل ريبورن، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.

أجرى الطرفان، بحسب بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، مباحثات حول الأوضاع الراهنة في سوريا وسبل دفع العملية السياسية في البلاد، وخاصة تشكيل اللجنة الدستورية للشروع في صياغة وكتابة الدستور السوري، مؤكدين أنه لا حل عسكريًا للأزمة السورية وأنه لا بّد من تفعيل الحل السياسي.

وشدد الجربا على أهمية إرساء الأمن والاستقرار في منطقة شرق الفرات، والعمل على تأمين الظروف المعيشية للسوريين، مؤكدًا على ضرورة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأطراف الفاعلة كافة، والمبادرات المطروحة لحل المشكلات التي تعاني منها المكونات السورية في شرق الفرات.

تبادل الطرفان النقاش حول تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة إدلب بعد التصعيد العسكري الأخير من قبل قوات النظام السوري وحلفائه. وأكد &الجربا دعم تيار الغد السوري حقنَ دماء السوريين، وتفعيل الحل السياسي للأزمة عبر المسار التفاوضي بحسب بياني جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2254.

وقد اتفق الطرفان على استمرار التنسيق والتشاور حول الأوضاع في سوريا عمومًا، وفي منطقة شرق الفرات بشكل خاص.

لقاء مع هيئة التفاوض&
علمت "إيلاف" أن وفدًا من هيئة التفاوض السورية المعارضة سيلتقي جويل ريبورن في إسطنبول التركية السبت المقبل، ثم سيتوجه الوفد إلى الرياض للمشاركة في اجتماعات الهيئة.

كل هذه اللقاءات تجري بغية إحياء الحل السياسي في سوريا، ووسط الحديث عن صفقة آتية تحيكها أميركا مع روسيا وإسرائيل وسيتوّجها اجتماع ثلاثي.

خفض العنف&
وكانت وكالات روسية ذكرت أن اتفاق وقف إطلاق النار يسري على منطقة عدم التصعيد في إدلب، وأدى إلى خفض العنف بشكل كبير.&

لم تحدد الوكالات إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار، ولكنه قيل ليل أمس إنه دائم قبل استهداف نقطة المراقبة التركية. وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الجنرال فيكتور كوبتشيشين، أنه وبمبادرة من روسيا، تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بالكامل في منطقة خفض التصعيد بإدلب بكاملها.

قال كوبتشيشين "بمبادرة من الجانب الروسي، ومن خلال وساطة روسيا وتركيا، تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف تام لإطلاق النار في كامل منطقة خفض التصعيد في إدلب من 00.00 دقيقة في 12 يونيو".

وتفيد التقارير أنه بعد هذا الاتفاق تم تسجيل انخفاض في عدد الهجمات التي يشنها المسلحون، حيث إنه خلال 12 يونيو، تم تسجيل قصفين فقط على بلدتي محردة وصوران في محافظة حماة، وقوات النظام السوري متمسكة بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها، ولم ترد على إطلاق النار.

وفي 11 يونيو أطلق مسلحون النار على بلدات في محافظة اللاذقية وحماة وحلب، وكذلك على الضواحي الشمالية لمدينة حلب.
&