أسامة مهدي: يوثق تقرير عن أوضاع حقوق الانسان في إيران إعدام 132 سجينا بينهم سياسيين ونساء وأطفال خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي وكذلك اعتقال 2600 شخصا بينهم 29 بسبب دياناتهم.. فيما اقدم مواطنون خلال الساعات الاخيرة على حرق مقرات لقوى امنية وصور لخميني وخامنئي في العديد من مدن البلاد.&

إعدام 132 سجينا

فقد شهدت الاشهر الستة الاولى من العام الحالي تصاعدا في عمليات القمع الداخلي تحت ذرائع مختلفة من الشكل القانوني والقضائي وخاصة بعد تعيين تعيين ابراهيم رئيسي رئيسا للسلطة القضائية في شباط فبراير من العام الحالي وهو كان أحد أهم أعضاء هيئة الموت في مذبحة صيف عام 1988 لثلاثين الف سجين سياسي من عناصر ومؤيدي منظمة مجاهدي خلق المعارضة وأحد منفذيها والذي يعرف في أوساط الشعب الإيراني بجلاد عام 1988.

&ويشير تقرير للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" من مقره في المنفى بباريس الاحد الى ان الاشهر الاولى من العام الحالي شهدت اعدام 132 سجينا على الأقل أُعدموا في جميع أنحاء البلاد من بينهم 4 أطفال بتهم مزعومة وأربعة سجناء سياسيين وست نساء فيما تم اعدام ثلاثة آخرين في اماكن عامة.

ويتراوح عمر الذين تم إعدامهم من 20 إلى 60 عاما وحدثت معظم عمليات الإعدام في سجن مدينة رجائي (غوهردشت كرج) ، تلتها سجون أورمية ومشهد.

حرق مقر للبسيج في مشهد

إعدام السجناء السياسيين&

تم إعدام 4 سجناء وهم قاسم بيت عبد الله وعبد الله كرملا جعب من عرب الأهواز بتهمة المحاربة، وحميد رضا درخشنده، من أبناء مدينة كازرون، بتهمة قتل إمام جمعة كازرون وسيد جمال حاجي زواره بتهمة التجسس.

وحميد رضا درخشنده الذي قتل إمام الجمعة في كازرون في شهر حزيران يونيو من هذل العام بسبب فساده، تم تحديد مصيره بعد ثلاث أشهر وتم إعدامه على الملأ. ورغم كل عمليات التعذيب والضغوطات التي مارسوها عليه لإظهار ندمه وتوبته عن العمل الذي قام به، فإنه لم يقم بذلك.

وفي ايلول سبتمبر من عام 2015 تم اعتقال قاسم بيت عبد الله وعبد الله كرملا جعب وحكم عليهم بالإعدام بتهمة المحاربة.

وتم توجيه انهامات الى هاذين السجينين السياسيين "بالمحاربة من خلال تشكيل جماعة إرهابية تهدف إلى الإخلال بالأمن الداخلي للبلاد، وارتكاب جرائم القتل العمد، وتزويد أسلحة الحرب، وقيادة جماعة إرهابية". لكن السجينين أعلنا عن أن التهم الموجهة إليهما تم تلفيقها لهم مت قبل الأجهزة الأمنية بسبب أنشطتهما الدينية.

كما تم اعدام سيد جمال حاجي زواره موظف في القوات الجيوفضائية التابعة لقوات الحرس اعتقل بتهمة التجسس في نهاية شهر حزيران على الملآ. وقد كان مكان إعدامه وقضيته سرية ولم يتم الإعلان عنها.

إعدام الاطفال والنساء

اما بالنسبة لاعدام الاطفال فقد تم اعتقال مهدي سهرابي فر وأمين صداقت، في عام 2017 بتهم ملفقة وتم الحكم عليهم بالإعدام بدون إطلاع محاميهم مسبقاً. إعدام مهدي سهرابي فر كان أمراً مختلفاً، فقد كان مصاباً بإعاقة ذهنية وقد أمضى 10 سنوات في مشفى الأمراض النفسية.

وقد دانت منظمة العفو الدولية هذا الإعدام في بيان قالت فيه "لم يكن هؤلاء المراهقون يدركون أنهم حكم عليهم بالإعدام إلا وقت قصير من وفاتهم، وإن آثار إصابات الجلد على أجسادهم تشير إلى أنهم تعرضوا للجلد قبل الإعدام. ولم تكن أسرهم ومحاموهم على دراية ببرنامج الإعدام وصدموا لسماع الخبر".

وبالإضافة إلى ذلك، أُرسل تورج البالغ من العمر 22 عاماً وحميد أوسطى البالغ من العمر 24 عاما إلى المشانق بعد قضائهم 6 إعوام في سجني كرج المركزي وسجن نور. وكان السجينان قد وجهت إليهما تهمة القتل بشكل ملفق في سن 16 و17.

كما كان الإعدام للنساء الستة في النصف الأول من العام الحالي من الحوادث القمعية في تقرير انتهاك حقوق الإنسان في إيران حيث تم اعدامهن في سجون قرشق ورامين ونوشهر ومهاباد وأروميه ومشهد.

اعتقال المواطنين&

ويعد اعتقال المواطنين في إيران تحت ذرائع مختلفة أداة قمعية في يد الحكومة فقد تم خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي اعتقال أكثر من 2600 أشخاص في إيران. وفي فئة الاعتقالات، ترتبط معظم عمليات الاعتقال بالجرائم الاجتماعية وتقدر بأكثر من 700 حالة.

وقد كانت عمليات اعتقال مواطنين آخرين بتهمة ارتكاب جرائم سياسية قريبة من 700 حالة وتجاوز عدد الاعتقالات التعسفية أكثر من 1000 حالة وهي الاعتقالات التي يتم تنفيذها من خلال تلفيق جرائم من قبل عملاء ومسؤولي النظام.

ويشير التقرير الى انه في هذه الفترة الزمنية، تم اعتقال أكثر من 600 مواطنا بتهم مثل، المشاركة في حفل مختلط، والمشاركة في فصل اليوغا المختلط، تشجيع العنف، تربية وجر الكلاب في الشوارع، وتنفيذ حركات استعراضية، إضرام النار بالجسد، كسر الأعراف والمعايير، كيفية غطاء الرأس، وصيد ومطاردة الحيوانات، تهديد أئمة الجمعة عبر الانترنت، بث الموسيقى، الاحتجاج على الحجاب القسري وحضور مباريات كرة القدم، وأصحاب محلات النرجيلة، إلخ.

وقد نفذت هذه الاعتقالات من قبل شرطة فتا، وقوات الشرطة، وضباط مخابرات الحرس الثوري، ودوريات البيئة، وضباط الأمن، ومسؤولو محطات الشرطة.

&الاعتقالات السياسية والدينية

وقد شملت المحتجين، مثل العمال والمعلمين وضحايا الفيضانات في جنوب البلاد، والمشاركين في يوم العمال ويوم المعلم، وعائلات السجناء السياسيين، والانتماء إلى منظمة مجاهدين خلق، التعاون مع الأحزاب الكردية، والاحتجاج على وضع قوات الحرس الألغام في سيستان وبلوشستان، نشر ملفات نقدية على شبكة الإنترنت والتلغرام، والأنشطة الدينية والتوقيع على رسالة استقالة خامنئي والمواجهات مع قوات الحرس.

والسمة الخاصة لهذه الاعتقالات هي المواجهة والقمع المباشر لإسكات الاحتجاجات الشعبية. كما تم اعتقال عدد من أتباع الديانات الأخرى برغم ان القانون الدولي يمنح الحق بالاختيار الحر للدين والطقوس لكل فرد في جميع أنحاء العالم.

&ولكن تم تجاهل هذا الحق المشروع من قبل السلطات الايرانية حتى حقوق المسلمون السنة مهضومة، والقمع في المجتمع يشمل أيضًا أتباع الديانات الأخرى.

ويجري كل يوم اعتقال عدد من المؤمنين من المعتقدات الدينية المختلفة في إيران والحكم عليهم بالسجن.

وفي الأشهر الستة الأولى من هذا العام 2019 تم اعتقال ما لا يقل عن 29 مواطن من الديانات الأخرى بما في ذلك البهائيون والرهبان المسيحيون، وإرسالهم إلى مراكز الاحتجاز والسجون.

التعذيب النفسي والجلد

اماالاعتقالات الاجتماعية فتتم تحت عناوين مختلفة مثل التهريب، وتعطيل النظام الاقتصادي، وهلم جرا وقد شمل عدد هذا النوع الاعتقالات في الأشهر الستة الماضية 751 حالة. وكان عملاء الاعتقالات الاجتماعية من ضباط المخابرات والشرطة وما يسمى الأمن الأخلاقي، وقوات الشرطة، وحرس الحدود، وضباط حواجز ومحطات الشرطة.

وبالنسبة للتعذيب النفسي فأنه يمارس بشكل منهجي في إيران وهو أحد وسائل ترويع وإرعاب الناس.

وقد تم الإبلاغ عن التعذيب الجسدي في مختلف السجون، بالإضافة إلى مراكز الاستخبارات والمعلومات في المدن. وكان افتقار السجناء إلى الحصول على الحد الأدنى من العلاج أحد أساليب التعذيب النفسي الذي تعرضوا له.

وفي عمليات تنفيذ حكم الجلد فقد تم نشر 6 حالات لحكم الجلد في وسائل الإعلام حيث تم جلد الطفلين مهدي سهرابي فؤ وأمين صداقت في سجن شيراز قبل إعدامها. كما تم جلد كل من بيمان ميرزاده في سجن أورميه، و شخص من الأهواز على الملأ، وشخص في سبزوار، وشخص من إيران شهر.

وأبدت منظمة العفو الدولية ومراسلو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة ردة فعل واضحة وأدانوا حالات مثل بيمان ميرزاده وطفلين أُعدما في سجن شيراز.

وقد تم اصدار حكم 580 جلدة لـ 68 مواطنا من منطقة بلداجي، بتهمة الاحتجاج ومعارضة نقل ماء منطقة بلداجي. وبالإضافة لحكم الجلد، تم الحكم على هؤلاء بما مجموعه 344 شهر حبس وسجن.
&وخلال الأشهر الستة الماضية قُتل ما لا يقل عن سجينين: علي رضا شيرمحمد علي في سجن طهران الكبير وبهمن كوناني في سجن رجائي شهر.

كما توفي 7 من السجناء في السجن بسبب عدم الاهتمام وتحت التعذيب، وأقدم سبعة سجناء نتيجة للضغوط على الانتحار، ثلاثة منهم ماتوا.
&
نظام لا يفهم لغة الحوار

وفي ختام تقريره اشار المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الى ان النظام الايراني يصرعلى فرض قيم وأفکار قرووسطائية ليس على شعبه فقط بل وعلى شعوب المنطقة أيضا ويجاهر علنا بإستهتاره بمبادئ حقوق الانسان وبمعاداته للمرأة، هو نظام لايمکن أن يفهم لغة الحوار والمنطق والتفاهم لأنه حالة من خارج هذا العصر ولايمت إليه بصلة ولايٶمن بغير أفکاره وبغير لغة القوة وأساليب الکذب والخداع لتحقيق أهدافه وغاياته.

واكد المجلس انه إنه لاتوجد أية طريقة أفضل وأجدى من اسلوب ومنطق الحزم والصرامة ومنطق القوة في التعامل معه کما دعت وتدعو الى ذلك مريم رجوي، رئيسة المجلس وتشدد على ضرورة منع حضورمندوبي هذا النظام في المحافل الدولي الخاصة بحقوق الانسان عندما طالبت بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي بإعتبار هذا النظام غير جدير إطلاقا بالالتزام به ورعايته بالصورة المطلوبة..

حرق مقرات لمؤسسات أمنية وصور لرموز النظام

وعلى الصعيد نفسه شهدت مختلف المدن الايرانية خلال الساعات الاخيرة عمليات حرق لمقرات مؤسسات امنية وصور ملصقات لرموز النظام.

&وتزامنًا مع الذكرى السنوية لانتفاضة 27 أيلول سبتمبر 1981 في العاصمة طهران، أضرم الشباب المنتفضون في العاصمة وغيرها من المدن الإيرانية بما في ذلك تبريز، وشهرري، ومشهد، وشيراز، وكرمانشاه، وأوروميه، وإيلام، وزاهدان، وخوي، ورامسر، وأميديه، وجابكسر، النار في صور كبيرة لخميني وخامنئي واستبدلوها بقادة المعارضة.. اضافة لحرق بعض مراكز للبسيج وقوات الحرس.. وكتبوا شعارات على جدران المدن مثل "الموت لخامنئي" و"عاشت الحرية" و"الديمقراطية والحرية مع مريم رجوي".

وكان شبان من أنصار منظمة مجاهدي خلق قد نظموا في 27 سبتمبر 1981 مظاهرة في وسط العاصمة طهران وأطلقوا لأول مرة شعار"الموت لخميني". وقد فتحت قوات الحرس النارعلى المتظاهرين وقتلت المئات في الشوارع واعتقلت المزيد منهم وتم إعدامهم في اليوم نفسه وفي اليوم التالي. وعقب ذلك نشرت منظمة مجاهدي خلق أسماء 1142 من الشباب الذين تم اعدامهم اثر ذلك.