الوضع في لبنان مزرٍ جدًا. الناس يتنقلون يوميًا بين الأزمات: أزمة الدولار. أزمة الرغيف. أزمة الوقود. أزمة الدواء... والكل يعرف أن لبنان وصل إلى هذا الدرك من الخراب الاقتصادي بهمة زعماء طوائفه الذين يتقاسمون المال العام كأنه مالهم... وأعز.

منذ مساء الخميس، وإلى أجل غير مسمى حتى الساعة، خرجت جموع غفيرة من اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق والأعمار، تحتج بالنار، وتقفل الطرقات، وتوجه الشتائم إلى كل أفراد السلطة اللبنانية، من رئيس الجمهورية إلى "أصغر مسؤول ناهب البلد"، كما قال أحدهم.

لم يوفر المحتجون أحدًا، وأولهم رئيس الجمهورية، أو "بي الكل" كما يلقبه أنصاره:

وثمة من قال إن جماعات رئيس البرلمان نبيه بري هم عصب الاحتجاج، لكن يبدو أن أحدًا لم يعد قادرًا على التحكم بالشارع. فأول من صب المحتجون غضبهم عليه هو نبيه بري نفسه، وفي عقر دار الزعيم الشيعي، في مدينة النبطية:

كما هاجموا مكاتب بعض نواب حركة "أمل" التي يتزعمها بري:

الإعلام اللبناني يغطي الاحتجاجات على مدار الساعة، بنقل حي مباشر. وليس أكثر من التغطية المباشرة عرضة للمفاجآت، كهذا المتظاهر الذي يوجه رسالة لأبيه:

أو هذا المتظاهر الذي حمل نارجيلته معه إلى التظاهرة:

أما هذه التوليفة لـ "موطني"، فهي الأجدر بأن تكون نشيدًا لربيع لبنان.