بعد خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري عن الإصلاحات المتوقعة في لبنان، لا يزال المعتصمون في الشارع، بعدما رفضوا جملة وتفصيلًا كل المقررات التي برأيهم تبقى حبرًا على ورق، في ظل حكومة فقدوا الثقة بها، ويطالبون باستقالتها فورًا.

إيلاف من بيروت: يعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عادل مالك في حديث لـ"إيلاف" أنه من زاوية التحليل السياسي والموضوعي، أن يأتي رئيس الحكومة سعد الحريري بـ"حل سحري" للأزمة القائمة التي أدت إلى الإنتفاضة الشعبية العارمة، وللمرة الأولى عابرة للطوائف والمذاهب، والذي لم يتمكن الحريري القيام به خلال سنوات، فهو أمر مستحيل أن يتمكن من إنجازه خلال 72 ساعة كما وعد.

التعاطي بجدية
يضيف مالك: "وفي كل حال فلم يتم التعاطي بجدية مع الرأي العام الداخلي اللبناني، وبخاصة العناصر السياسية، مع تركيب المجتمع اللبناني الشبابي، وفي هذه الفترة الحساسة من التاريخ اللبناني المعاصر، سواء أطلق عليه "إتفاق سيدر" أو تسمية أخرى، لذلك ضاقت الخيارات أمام السلطة المناط بها تولي المسؤولية".

ويتابع مالك: "يجب أن يدرك اللبنانيون دقة المرحلة القائمة وخطورتها، والأهم هو رسم صناع القرار أو من تبقى منهم، يجب عليهم إدراك خطورة ودقة المرحلة الآتية".

المصارحة مع الذات
يلفت مالك إلى أن المصارحة مع الذات تقتضي الإعتراف بالحقيقة المرة ألا وهي انعدام الثقة بين المواطنين اللبنانيين والمتحكمين بهم، وهذا من أخطر الأمور، ويؤكد مالك أن المهم ما هو الآتي بعد "سقوط النظام".

مخاطر
عمّا يشهده لبنان خلال الأيام الماضية يؤكد مالك أن الأمر ينطوي على العديد من المخاطر على الصعيد الوطني اللبناني. لكن يبقى أن الكثير من الأحداث التي وقعت خلال التظاهرات الشعبية تعكس حالات معيشية ومطلبية للعديد من أصوات الطبقات الشعبية التي تعاني الكثير من الوجع.

أما على الصعيد السياسي الوطني، فلا شك، يضيف مالك، أن ما حدث يعكس نتائج العديد من التراكمات التي تتحمل مسؤوليتها السلطات الرسمية المتعاقبة، والكل في قفص الإتهام، ولا مجال لتنصل هذا الفريق أو ذاك من المسؤولية.

معالجات
أما ما الذي يحتاجه الوضع كي تتم معالجته؟. فيلفت مالك إلى أنه على المدى البعيد يحتاج الوضع الكثير من المعالجات. وعلى المدى الفوري والمتوسط يجب إعتماد الإقتراحات الآتية:

الإعلان عن حالة الطوارئ على الفور.

اللجوء إلى تأليف حكومة رباعية، ولو لفترة موقتة، تركز على معالجة القضايا الإنسانية الملحّة، والتعاطي بشكل جدي مع القضايا الأخرى، التي عانى ويعاني منها لبنان، على مدى سنوات طويلة.

ويحذر مالك من تداخل القضايا المطلبية مع أعمال شغب، قد تكون مندسة في صفوف المتظاهرين، وهذا ما لمسناه وشاهدناه مرات عدة.

تمنى مالك أن يحفظ الله لبنان، لأن الوطن لجميع اللبنانيين، خصوصًا وسط الأجواء البركانية المخيمة على دول المنطقة من الجوار القريب منه والبعيد.
&
&