مع مطالبة المتظاهرين في لبنان المستمرة بإسقاط النظام القائم معلنين الثورة على "كلن يعني كلن" يسعى البعض في السلطة إلى إعادة إحياء معسكري 8 و14 آذار لضمان بقائه واستمراره في السلطة.

بيروت: &يتجه المنحى العام، بحسب المصادر المطلعة الى إحياء الانقسام اللبناني بين 8 و14 آذار، وهذا ما تسعى اليه السلطة في لبنان لتثبيت موقعها في ظل مطالبة المتظاهرين المستمرة باسقاط النظام القائم.

في هذا الصدد يؤكد المحلل السياسي رشيد أبو خاطر في حديثه ل"إيلاف" أن "أهم ما ميز انتفاضة الشعب اللبناني، تجاوزها الموزاييك الطائفي والتقسيمة الطائفية ، بل إن القوى السياسية بأطيافها المختلفة تحاول ركوب الموجة الشعبية، بتحميل الأطراف الأخرى أسباب التظاهرات المتفجرة بلبنان، ورغم سعي البعض في السلطة في إحياء قوى 8 و14 آذار الا ان الشعب يبقى موحدًا وراء مطالبه.

ويضيف أبو خاطر "كل ذلك يحدث وسط حياد من الأجهزة الأمنية والجيش، الذين يسعون فقط لفتح الطرق وضمان سلامة المعتصمين، والبقاء في أماكن محددة وبعيدًا عن الطرقات العامة، لضمان عودة الحياة المتوقفة في لبنان فيما يسعى البعض من الطبقة السياسية ليُخرج نفسه من هذه الورطة بالقول إنه مع هذا الحراك، ويحاول من جهة أخرى إعادة إحياء معسكري 14 و8 آذار لضمان وجوده واستمراره في السلطة.

عابرة للطائفة

ويلفت أبو خاطر إلى أن "ما يعطي الحراك اللبناني فعاليته، ألطبقة الوسطى العابرة للطوائف، تنشغل بالتعليم والعمل والإثراء والمهنة والسفر عن سلاح الطائفة وحربها، وهي تريد إنصاف الدولة، لا دفء الطائفة، وكفاءة البيروقراطي لا نزاهة شيخ الملة.

ويضيف:" لم يعد الماروني أفندي لبنان الوحيد، فاليوم ثمّ أفندية سنة، ولم يعد كثير من الشيعة "محرومين" كآبائهم، ولم تعد "الفينيئية" حصرية على باسيل وغيره.

الأزمة الطائفية

ويؤكد أبو خاطر أن "من ابرز المعضلات أمام لبنان، البناء الطائفي، فقبل أعوام عدة ، تغيرت خريطة القوى السياسية والطائفية في لبنان.&

عاد العماد ميشال عون ليكون رجل المارونية القوي، وليكون صهره جبران باسيل رجل الحكومة القوي.&

وجد حزب الله في التيار الوطني الحر وفي عون تحديدًا حليفًا مارونيًا يوفر غطاء دوليًا ودعمًا رسميًا ضروريًا للحزب، ووجد عون في الحزب ظهيرًا محليا لا يمكن اللعب بدونه، الحريري نزل على موازين القوى القائمة التي يفرضها سلاح الحزب وتحالفاته المتماسكة، وأدى ذلك إلى الاتفاق الرئاسي الشهير في أكتوبر 2016، لعون الرئاسة وللحريري الحكومة، وللحزب التحكم دون الحكم.

وها هم اليوم، يضيف أبو خاطر بسعون إلى إعادة إحياء كل من فريق 8 و14 آذار، لكي يبقوا متمسكين بالسلطة رغم وعي الشعب اللبناني المنتفض أن زمن الإنقسامات ولى إلى غير رجعة، وهذا ما أظهره المتظاهرون في الساحات عندما اتحدت ساحة طرابلس مع ساحة النبطية وكذلك مع ساحة الشهداء وساحة ساسين، لأن المطلب المعيشي وحد اللبنانيين ولم يعد اللبناني يؤمن بالانقسامات المذهبية والسياسية بل أصبح يوحده المطلب المعيشي، لأن همه انحصر في تأمين لقمة عيشه وانجلت الصورة أمامه بأن الأحزاب السياسية لا يمكن أن تؤمن له كما يريد حياة سليمة ورغيدة إنما توحُده مع أخيه اللبناني على مختلف انتماءاته الطائفية هو السبيل الوحيد من أجل بلورة وطن يمكن العيش فيه بكرامة. &