بينما يواصل الجيش الليبي تقدمه في العاصمة طرابلس، ثمّن أحد قادته عاليًا دور مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الحفاظ على أمن بلاده، مشيرًا إلى أن فايز السراج غادر طرابلس إلى لندن.

إيلاف من القاهرة: قال اللواء خالد محجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي إن "الجيش الوطني الليبي قطع شوطًا كبيرًا في القضاء على هذه الميليشيات، والآن في مرحلة الحسم، وبدأت هذه الميليشيات تتهاوى أمام ضرباتنا ورجالنا، وبدأ يظهر ضعفها وعدم قدرتها على المقاومة".

أضاف: "تم إصدار الأوامر باستهداف أي دعم من تركيا عن طريق البحر أو الجو، وهناك رفض كامل وشامل من الجانب العربي والإقليمي، عبر مذكرة التفاهم، للتدخل في ليبيا".

وكشف مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي عن مغادرة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج طرابلس. وقال إن "هناك شواهد على مغادرة فايز السراج إلى لندن"، مشيرًا إلى أن "الجيش الوطني الليبي بات على مقربة من مقر الحكومة غير الشرعية التي يرأسها السراج" على حد تعبيره.

أثنى على دور مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الحفاظ على أمن واستقرار ليبيا. وقال إن "مصر الشقيقة الكبرى، وتعد السند الحقيقي لليبيا".

وأضاف محجوب، في تصريحات إعلامية، مساء أمس الجمعة، إن مصر كانت ولا تزال الشقيقة الكبرى لنا، وأمن ليبيا من أمن مصر، مشيرًا إلى أن ليبيا تعني الكثير لمصر على جميع الأصعدة، ونثمّن عاليًا سياسة وموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي وقوة مصر المعروفة في العالم ومكانتها وتأثيرها ودورها في إقناع العالم، وتأثيرها على الدول الكبرى، ورؤيتها الناضجة، وثقة العالم في رؤية الرئاسة المصرية.

تابع قائلًا: "مصر تعد سندًا حقيقيًا قادرًا على أن يحسم الموقف لمصلحة الشعب الليبي واستقرار ليبيا، ويمنع التدخل التركي، ويمنع اتخاذ مواقف دولية يكون فهمها خاطئُا للوضع في ليبيا".

ولفت إلى أن "تركيا من الدول المعروف عنها أن صناعتها ليست متميزة، ولكنها استغلت الفرصة وتعمل على امتصاص هذه الحكومة حتى آخر رمق، لكي تتحصل على أموال في خزينتها، مثل جماعة الإخوان، التي أينما ذهبت تفلس خزينة الدول التي تكون على رأسها، وتربكها سياسيًا، وتجعلها في محل نزاعات".

تجري مصر اتصالات سياسية ودبلوماسية دولية لإيقاف التدخل التركي المحتمل في ليبيا لدعم حكومة فايز السراج. وأجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركز على الأوضاع في ليبيا، وإشعال وإطالة أمد الأزمة في حال تدخل أردوغان فيها.

قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد تطلع مصر إلى تعميق العلاقات المصرية الروسية في المجالات كافة، مشيدًا بالمشروعات التنموية المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس.

من جانبه، أكد الرئيس بوتين الأهمية التي توليها موسكو لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في الفترة المقبلة، وفي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين البلدين.

أضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول استعراض تطورات الأوضاع في ليبيا، مشيرًا إلى أنه تم التوافق في هذا الإطار على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي. كما شهد الاتصال تبادل التهاني بين الرئيسين بمناسبة اقتراب العام الميلادي الجديد.

كما أجرى السيسي اتصالًا الخميس الماضي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، وأكد الرئيسان رفضهما لأي تدخلات خارجية في ليبيا.

وأعرب ترمب والسيسي، حسب البيان، عن رفضهما "استغلال" الأوضاع في ليبيا من قبل أي جهات خارجية، متفقين على ضرورة أن تتخذ كل أطراف الأزمة خطوات عاجلة لحل النزاع "قبل أن يفقد الليبيون السيطرة على الوضع لمصلحة العناصر الأجنبية".

تأتي هذه المكالمة بعدما أعلن الرئيس التركي، في وقت سابق من الخميس، أنه من المتوقع أن ترسل بلاده مجموعة من القوات العسكرية إلى ليبيا تلبية لدعوة من قبل حكومة الوفاق، وبعد أن تتم الموافقة على هذا الأمر من قبل برلمان تركيا في 8 يناير المقبل.