يشعر فنانو الغرافيتي السعوديون أنهم رسل ثقافة وتراث، يطورون مهاراتهم ليرسموا آمالهم وأحلامهم في جداريات ما عادت الناس تراها تخريبًا، إنما هي فن ينطق بلسان تراث وثقافة سعوديين، فيهما الأصالة وفيهما الحداثة.

"إيلاف" من بيروت: يُعتبر مهرجان "ميدل بيست" الذي أقيم في نهاية الأسبوع الماضي أكبر حفل تستضيفه السعودية التي تشهد حملة انفتاح يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

فن الغرافيتي

تعددت الفنون التي قدمها أضخم مهرجان موسيقي في منطقة الشرق الأوسط، ومنها فن الغرافيتي. تقول فنانة الغرافيتي نورة بن سعيدان لصحيفة "عرب نيوز" إنها رغبت في إضافة طابع نسائي على الرسم على الجدران، إلى جانب رغبتها في إضافة رسمة متعلقة بالفتيات السعوديات. وقد استغرق رسمها نحو ثلاثة أيام على خمس حاويات.

تعبر بن سعيدان عن سعادتها لتمثيل أسلوبها في العالم. خصوصًا أنّ رسمها حاز إعجاب كثير من محبي هذا الفن، لطابعه العربي. تضيف: "أرسم في معظم الأحيان الوجوه العربية باستخدام الخط العربي الذي أحبه الناس".

تقول بن سعيدان إن الفنانين السعوديين هم رسل البلاد: "أشعر أننا في الأساس رسل، وعليّ أن أطور مهاراتي وأعمل بعناية لأنني كشخص يمثل المملكة العربية السعودية، أحتاج إلى أن أظهر للجميع قصارى جهدي. أحاول أن أفعل شيئًا لمدينتي ولبلدي ".

تعريف بالثقافة

تقول بن سعيدان إنه لا يمكن حصر الكتابة على الجدران في المعارض الفنية، فهي مصنوعة لتوصل صورة للخارج. تضيف: "الكتابة على الجدران أداة جيدة للسماح للأشخاص الذين يأتون من بلدان مختلفة لرؤية ثقافتنا وجذورنا عبر وسائل مختلفة. لهذا السبب دائمًا أضع في اعتباري أن الكثير من الناس سيرون أعمالي وهذا يجعلني مسؤولة".

غالبًا ما يُعتقد أن الكتابة على الجدران تُعد جريمة على الممتلكات. مع ذلك، تستخدم بن سعيدان مهاراتها كفنانة لتغيير هذا المفهوم الخاطئ. وتستطرد قائلة: "لا يمكنك تغيير التاريخ، لسوء الحظ، لكن في حالتي طلبت الحكومة مني القيام بذلك لأنهم أدركوا الحاجة إلى لمسة فنية مختلفة في الشوارع والأحداث".

من ابداعات رسامي الغرافيتي السعوديين - صور لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية

حب السعوديين للفنون والثقافة

من جهتها تشير صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة باللغة الإنكليزية إلى أن ما يحدث في السعودية ليس فجرًا جديدًا، لكنه تأكيد لما يعرفه أي شخص بالمنطقة بالفعل عن حب السعوديين الدائم والعميق للفنون والثقافة.
كانت السعودية، بحسب الصحيفة، على موعد مع أبرز جائزة أدبية عربية، عندما فازت الكاتبة السعودية رجاء عالم بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) للعام 2011 عن روايتها "طوق الحمام"، لتصبح بذلك أول كاتبة امرأة تفوز بالبوكر العربية، بعدما كان الكاتب السعودي عبده خال أول كاتب خليجي يفوز بها في عام 2010 عن روايته "ترمي بشرر".

قال منسق الأغاني والمنتج السعودي عمر باسعد للصحيفة إن الأفضل لم يأتِ بعد عندما يتعلق الأمر بالمواهب السعودية. مضيفًا أن المشهد في المملكة صاخب للغاية وعاد إلى المسار الصحيح والجميع يراقبوه الآن."

من ابداعات رسامي الغرافيتي السعوديين - صور لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "عرب نيوز " و"ذا ناشيونال". الأصلان منشوران على الرابطين التاليين:

https://www.arabnews.com/node/1604601/saudi-arabia&
&https://www.thenational.ae/arts-culture/comment/why-the-best-is-yet-to-come-from-saudi-creatives-1.956951