إيلاف من دبي: ... وغرّد الإعلامي والكاتب الصحافي وعضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور نجيب الزامل آخر تغريداته... وغاب. بلسانه، "يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت". قالها على "تويتر" وصمت بعد ساعات إلى الأبد؛ إذ وافته المنية صباح السبت في ماليزيا.

صاحب عطاء
أعلن أخوه محمد نبأ الوفاة فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، انتقل إلى رحمة الله تعالى غالينا وحبيبنا وأخونا نجيب عبدالرحمن الزامل، اللهم صبّر والدته وصبرنا وكل محبيه، والحمد لله رب العالمين".

نعاه بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مركز مبادرات مسك، بالقول: "الأخ الكبير نجيب الزامل، له الصنائع من المعروف، عرفته كريم نفس، وصاحب عطاء، من المؤلم أن أنعيه أو أكتب في غيابه عنه، أتأمل أحاديثه ومقولاته.. وأعرف عمقها، ولا أملك إلا الدعوات له بالرحمه والمغفرة، رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان".

وكتب إمام مسجد الراجحي في مكة المكرمة عبدالعزيز الأحمد: "توفي الأخ العزيز أبو يوسف نجيب الزامل صباح اليوم في ماليزيا، وهو في رحلة عائلية بعد معاناة مع مرض الكلى، ومع علمي بحقيقة الرحيل، لكن فقد هذه القامة الإيجابية العاملة الباذلة كبير، وأسأل الله له الرحمة، والمغفرة، والفردوس الأعلى، وأن يجبر مصابنا وأهله وأحبابه ويعوضنا خيرًا".

تعلم في أرامكو
ينحدر الزامل من مدينة الدمام في المنطقة الشرقية في السعودية. تلقى تعليمه المبكر في مدارس شركة "أرامكو السعودية"، وتعلم منها وفيها الاعتماد على النفس.

هو دكتور في العلوم السياسية والإعلام، وكاتب وصحافي وناشط إعلامي كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. عُيِّنَ عضوا في مجلس الشورى في عام 2018، وعُرِف بمناصرته قضايا الشباب السعودي.

يعتبر من المؤسسين للعديد من الجمعيات الاستثمارية والجمعيات الخيرية، فوفاء لأهل الأحساء، أنشأ جمعية تطوعية تضم مجموعة من الشباب والشابات للقيام بالأعمال التطوعية في المحافظة تحت مسمى "فريق أولاد وبنات الأحساء التطوعي".

المفكر المجرّب
قال عنه الصحافي أيمن الغبيوي إن حياته مرت بالعديد من التجارب والشك والحيرة والبعد عن الإيمان، "بحسب ما قاله بعد تأثره بمدارس الفكر الوضعي وقراءته لكتب الفلاسفة وكبار المفكرين أمثال نيتشه وريلكه وشبنهاور، وكتب ذات يوم في جريدة الاقتصادية السعودية: مع أنني أقرأ من صغري بالإنجليزية، إلا أن تراجم الإنجليز لجوته وتشيلر وكانط ونيتشه وريلكه أخذت بلبي، ومن ثم تعرفت إلى شبنهاور فصقل فكر نيتشه في رأسي عن عنفوان القوة، وعدل البأس والجبروت، وكأنه دين يُبَشـّر به، وأخذ الفكرُ يجرفني تمامًا وبعيدًا عن الروح المتصلة بالسماء".

أضاف الغبيوي: "دفعت هذه العلوم بحسب الراحل إلى تركه للصلاة وهو في مقتبل عمره، لكن مرضًا أصابه بعد حادث مروري أعاده إليها وإلى إيمانه بالله مجددًا، وهو على سواحل الأطلسي في تاكوما الأميركية، ليكتب جملة أصبحت ضمن أقواله التي اشتهرت عنه ’الصلاة تغيّرنا، ونحن نغيّر العالم‘. وهي الجملة التي بعث بها إلى أستاذه الذي لطالما كان يوصيه بالعودة إلى إيمانه ليرد عليه قائلًا ’لقد استردك الله... عش مطمئنًا‘".

سحابة ماطرة
نعاه الوزير والمستشار السابق عبدالرحمن العريني بالقول: "مررت علينا كالسحابة الماطرة تسكب صافي مائها في يوم بارد تتلألأ قطراته كالألماس تلامس الأرض فتنبت الخيرات... فكلماتك في كتاباتك وتغريداته تشع بالخيرات والإيجابيات والحوافز وتؤلف القلوب".

وقال فيه الروائي السعودي تركي الحمد: "عرفت المرحوم نجيب الزامل منذ أكثر من أربعة عقود من الزمان، فقد تزاملنا في كلية التجارة، جامعة الرياض، وكان أكثر ما يميّزه ضحكته الصافية، وابتسامته الدائمة، وشغفه بالمعرفة".

وغرّد الداعية عائض القرني: "أتاني خبر وفاتك وأنا بجانب الكعبة المُشرّفة، فدعوت الله لك بالمغفرة، ذهبت، ولكن بقي أثرك الطيب، وسُمعتك الحسنة، وسيرتك الجميلة، أسأل الله أن يتقبّلك بخير ما تقبّل به عباده الصالحين، وأن يُنزلك بأفضل ما أنزل به عباده المُقرّبين، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون".