بعثت الولايات المتحدة برسالة إلى الأمم المتحدة بشأن قتلها للجنرال الإيراني، قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد الجمعة الماضية، مبررة القتل بمادة من ميثاق الأمم المتحدة، فماذا يقول الخبراء؟

المحامي في القانون الدولي بسام طبلية يرى في تصريحات خَص بها "إيلاف" أن قتل سليماني لا يمكن ادراجه تحت البند ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة لعدة أسباب منها أن العملية تمت في العراق وتفصل العراق عن الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الأميال، مما يعني أن سليماني لم يكن يهدد مصالحها بشكل مباشر، كما أنه لا يمكن مقارنة او مقاربة القوتين".

ورغم أن طبلية يؤكد على ارتياحه الخاص بمقتل سليماني لأنه مجرم قتل السوريين خلال السنوات الاخيرة إلا أنه رأى أنه قانونا "عدم ابلاغ العراق والتنسيق معه وعدم إبلاغ الحلفاء في التحالف الدولي وضع الإشارات القانونية والتساؤلات الكثيرة حول هذه العملية".

ومن جانب آخر، أشار الى أنه اذا كان قتل سليماني لغرض انتخابي داخل الولايات المتحدة الأميركية، فهذا يجعلنا نتساءل من قال "إن أهواء المجتمع الاميركي هي أهواء الحرب؟".

العدالة

وشدد طبلية "أن القانون الدولي واضح وآلياته واضحة ويجب سوق المجرمين الى العدالة الدولية ومحاكمتهم فورًا".

ولفت الى ان مشهد الفوضى الذي يحيق بالمنطقة سيعكس ارتدادات هائلة على حاضرها ومستقبلها، لذلك "العودة الى قيم العدالة والحق والإنصاف والمحاسبة وعدم الكيل بمكيالين هو الحل".

وأكد ان القانون الدولي يبقى قانونا واجبا ويجب ألا ندع تحريكه لأغراض سياسية مهما كانت ويجب تطبيقه، وهو ما سيؤسس للاستقرار والسلام، كما أنه لا يجب ترك المجرمين دون محاسبة وعقاب تحت مظلة القانون والمحاكمات العادلة وتنفيذ قراراتها.

مطالبات

ويؤكد قانونيون ومحامون وحقوقيون سوريون على أنه لا يجب اطلاق العنان للمجرمين والميليشيات ليقتلوا شعوب سوريا والعراق ولبنان.

ويشيرون الى استغرابهم من غياب و "تعطيل العدالة القضائية" رغم وجود عشرات الآلاف من الضحايا.

وطالبوا بمحاسبة المجرمين وعدم الإفلات من الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب.

تبريرات

هذا وبررت واشنطن في الرسالة التي بعثتها السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، عملية قتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، واصفة الأمر بأنه "دفاع عن النفس"، وفق ما أعلنته وكالات الأنباء الْيَوْم.

وقالت الرسالة كما جاء في خبر لـ "رويترز" أن قتل سليماني في بغداد الجمعة الماضية كان مبررًا بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

والدول مطالبة بموجب المادة 51 بأن "تبلغ فورا" مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بأي إجراءات تتخذ لدى ممارسة حق الدفاع عن النفس.

وتوعدت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية في منطقة الشرق الأوسط "إذا اقتضت الضرورة" لحماية جنودها ومصالحها.

رسائل

كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي الأحد الماضي، إن إيران تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، بشأن اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

وذكر موسوي، في مؤتمر صحفي، "بدأت وزارة الشؤون الخارجية بالفعل تدابير سياسية وقانونية ودولية، بما في ذلك على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن".

كما بعثت وزارة الخارجية العراقية رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، تتضمنان شكوى ضد الولايات المتحدة.

وقالت الخارجية العراقية في بيان، إنها رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك، بصدد الضربة الأميركية الأخيرة قرب مطار بغداد.

وجاء في البيان، أن الهجمات الأميركية نتج عنها "استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر محمد (أبو مهدي المهندس)، مع ثلة من الشهداء من القيادات العراقية والصديقة، في انتهاك خطير للسيادة العراقية وبمخالفة لشروط تواجد القوات الأميركية في العراق".