أسامة مهدي: اتفق العراق مع قطر اليوم على العمل معا لمنع جعله ساحة لمواجهات اميركية ايرانية وعلى وقف التصعيد والتوتر في المنطقة.

واكد وزير الخارجية العراقي محمد على الحكيم خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد الثلاثاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على العمل سوية لمنع استخدام الاراضي العراقية ساحة لمواجهات اميركية ايرانية وضمان حرية الملاحة في الخليج.

وقال الحكيم خلال المؤتمر الصحافي الذي تابعته "إيلاف" إن العراق وقطر يتشاركان الهموم حول الاوضاع غير المستقرة في المنطقة، ولذلك اتفقا على العمل لخفض التصعيد فيها وتحقيق التهدئة في العلاقات الاميركية الايرانية.

واشار الى انه ركز مع الوزير القطري على ضرورة عدم جعل العراق ساحة لصدام عسكري بين البلدين وعلى ضمان حرية الملاحة في الخليج العربي.

واضاف انه تم التأكيد خلال المباحثات على اهمية احترام سيادة العراق من قبل جميع الاطراف ليكون عامل امن واستقرار في المنطقة.

وشدد على رفض العراق وادانته للهجمات الايرانية والاميركية الاخيرة على اراضيه لما شكلته من خرق لسيادته.

واوضح الحكيم انه اتفق مع نظيره القطري على العمل لتجنيب المنطقة ويلات الحرب وعلى الخلاص من الارهاب بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.

ومن جانبه، قال آل ثاني انه يزور العراق في ظروف تواجه فيها المنطقة اوضاعا حرجة وحيث العراق هو مركزها .. موضحا انه تم التركيز على العمل لخفض التصعيد وتجنب استخدام العراق ساحة للصراع والمواجهة العسكرية داعيا جميع الدول لبذل جهود لتحقيق هذا الهدف.

وشدد الوزير القطري على دعم بلاده للعراق ووحدة اراضيه، منوها الى ان هذا البلد يقع في محيط صعب لذلك يجب ضمان استقرار اوضاعه السياسية.
ومن المنتظر ان يلتقي الوزير القطري الذي وصل صباح اليوم الى بغداد في وقت لاحق الثلاثاء مع الرؤساء العراقيين الثلاثة للجمهورية برهم صالح وحكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي لاجراء مباحثات حول آخر التطورات في المنطقة وتعزيز العلاقات العراقية القطرية.

كما ستتناول مباحثات الوزير القطري مع الرؤساء الثلاثة الدفع باتجاه وقف التصعيد في المنطقة على وقع الخلاف الاميركي الايراني الذي جعل العراق ساحة حرب للطرفين اللذين استهدفا العراق بضربات جوية متبادلة ضد القوات الاميركية في القواعد العسكرية العراقية بغرب البلاد ومقرات مليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لايران في مناطق مختلفة من العراق.

تهدئة التوتر في المنطقة

ومن جهته، اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف الى أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيبحث في بغداد تخفيف حدة التوتر في المنطقة.

واضاف ان الزيارة ستشهد مباحثات سياسية مع المسؤولين العراقيين والتشاور للتخفيف من حدة التوترات في المنطقة والعمل على إيجاد أفضل السبل الكفيلة لتهدئة الوضع الحالي فيها.

معروف ان قطر تحتفظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة التي تمتلك اكبر قاعدة عسكرية لها خارج اراضيها في قطر والتي انطلقت منها الطائرات المسيرة التي اغتالت مطلع الشهر الحالي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس في ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي.

ويواجه العراق حاليا تهديدات اميركية بفرض عقوبات ضده في مقدمتها منع الوصول إلى عائدات نفطه من خلال حساب البنك المركزي العراقي في الاحتياطي الفدرالي الاميركي.

وبموجب القرار رقم 1483 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي رفع العقوبات الدولية المشددة والحظر النفطي المفروض على العراق بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت، فإن جميع عائدات مبيعات النفط العراقي تذهب إلى ذلك الحساب.

والعراق هو ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ويعتمد بأكثر من 90 في المئة من ميزانية الدولة التي بلغت 112 مليار دولار في 2019، على عائدات النفط.