نيقوسيا: ضمّ فنانون إيرانيون ورياضيون وشخصيات إعلامية أصواتهم خلال الفترة الماضية الى أصوات المحتجين في إيران في أعقاب إسقاط الطائرة الأوكرانية التي قتل فيها 176 شخصا.

وهدد فنانون بمقاطعة مهرجان سينمائي، وقال لاعب في الكرة الطائرة انه لا يرى "اي ضوء في نهاية النفق إلى المستقبل"، واعتذرت مذيعة تلفزيونية لمشاهديها عن "13 عاما من الكذب" عليهم.

واندلعت الاحتجاجات الأخيرة بعد اعتراف القوات المسلحة باسقاط طائرة ركاب اوكرانية من طريق الخطأ في الثامن من كانون الثاني/يناير وسط توترات مع الولايات المتحدة العدو اللدود لطهران.

وبعد اعتراف الحكومة بالخطأ بعد ايام من الانكار، انتشرت موجة من الحزن على حياة المفقودين والغضب على خيانة الثقة، ووصف المتظاهرون الحكام بأنهم "كاذبون".

وانسحب عدد من الممثلين وغيرهم من مهرجان "فجر" السينمائي الذي يجري كل عام في ذكرى الثورة الاسلامية في 1979.

وشاهد اكثر من ثلاثة ملايين شخص خلال أيام، تسجيل فيديو قصيرا نشره الممثل نافيد محمد زاده نال استحسان نجوم ايرانيين آخرين.

ويتحدث التسجيل القصير من فيلمه "شيبل" (1918) عن الخيار الصعب الذي يواجهه العديد من المعارضين، وهو إما أن يبقوا في البلاد وينادوا بالتغيير رغم المخاطر، وإما ان يغادروا البلاد وينضموا إلى العقول التي هجرتها.

وتقول الشخصية التي يمثلها نافيد محمد زاده في الفيلم "الان ترون أنني لم أغادر هذا المكان الخرب .. لقد بقيت وسأجعل حياتكم سوداء. لقد بقيت لكي أحصل على حقوقي".

- "يائس وحزين" -

أثار فرار احدى الشخصيات الشهيرة من البلاد اهتماما اثناء الاحتجاجات.

ففي 11 كانون الثاني/يناير أعلنت لاعبة التايكواندو الايرانية كيميا علي زاده، الرياضية الايرانية الوحيدة الحائزة ميدالية اولمبية، أنها غادرت إيران نهائيا بسبب ما قالت انه "نفاق" النظام الذي يهين الرياضيين وفي الوقت ذاته يستغلهم لأغراض سياسية، بحسبها.

وكتبت علي زاده (21 عاما) على انستغرام "أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في ايران، وقد تلاعبوا بي لسنوات".

وطالب البرلماني الايراني عبد الكريم حسين زاده بأجوبة واتهم "مسؤولين عاجزين" بالسماح ب"فرار الثروة البشرية" من البلاد.

وفي 12 كانون الثاني/يناير نشر نجم رياضي آخر هو كابتن فريق الكرة الطائرة سعيد معروف، رسالة حزينة رغم تمكن الفريق من دخول المباريات الاولمبية التي ستجري في طوكيو في 2020.

وقال "اليوم وفي هذا المزاج اليائس والحزين، لا يمكننا أن نحتفل بهذا الانتصار وتحقيق حلم عملنا على تحقيقه لسنوات طويلة".

وأضاف "ان سبب يأسنا وحزننا ليس فقط بسبب حداد ابناء بلدنا، ولكن لأننا لا نرى ضوءا في نهاية النفق إلى المستقبل".

وقبل أيام، تردد أن حكم الشطرنج الايرانية شهيرة بايات، التي واجهت اتهامات بانتهاك قوانين اللباس الاسلامي اثناء بطولة العالم في روسيا، قالت إنها تخطط الآن للبقاء بعيدة من موطنها.

- "تضامن ومواساة"

-على مدى أيام بعد كارثة الطائرة الاوكرانية، واصل الاعلام الرسمي التأكيد أن سبب تحطم الطائرة هو خلل فني.

وبعدما اعترفت الحكومة الايرانية بأن صاروخا أطلق على طائرة الركاب التابعة للخطوط الاوكرانية الدولية من طريق الخطأ لاعتقاد مطلق الصاروخ ان الطائرة هي صاروخ كروز أميركي، اهتزت الساحة الاعلامية.

ففي خطوة نادرة، اعترف التلفزيون الرسمي بأن احتجاجات مناهضة للنظام تجري، بعد أشهر من احتجاجات أكبر بكثير جرت في أنحاء البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر تم قمعها بشكل دموي وسط تعتيم شبه كامل على الانترنت.

وأعلن العديد من المذيعين التلفزيونيين استقالاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتبت مذيعة البرامج السابقة في التلفزيون الحكومي غيلار جيابري على انستغرام "سامحوني على 13 عاما من الكذب عليكم على التلفزيون الايراني". وقامت بمحو ذلك التصريح في ما بعد ولكن بعدما انتشر بشكل واسع، وبعد ذلك طلبت أن لا يتم "اساءة استغلال" تصريحاتها.

كما استقالت زهرة خاتمي راد، الشخصية التلفزيونية الاخرى، عبر انستغرام ووعدت ب"عدم العمل في التلفزيون مرة أخرى".

ونالت الثناء وحصلت على أكثر من 50 ألف اعجاب، ولكنها كشفت في منشور لاحق العديد من الاهانات التي تلقتها.

وفي الجانب الآخر عارض عدد من المشاهير الاحتجاجات، ما عرضهم لانتقادات.

وأثار النجم السينمائي شهاب حسيني، المعروف بتعاونه مع المخرج اصغر فرهداي في افلام عالمية مثل "مندوب المبيعات"، الجدل عبر معارضته مقاطعة مهرجان الافلام.

والخميس الماضي كتب حسيني على انستغرام أن المقاطعة تحدث قطيعة. وحصل على اكثر من 30 ألف تعليق مؤيد، ولكنه واجه كذلك انتقادات ما جعله يدافع عن آرائه السياسية والدينية.

وكتب "هذه الخطوة تثير الانقسامات الاجتماعية بيننا وبينهم. وهذا يحدث في الوقت الذي يحتاج فيه الناس أكثر من أي وقت إلى التضامن والمواساة".

واضاف "هذا التحرك، حتى بين الفنانين والمعجبين والجماهير، يتسبب بانقسام قد يكون عصيا على العلاج، وهذا ليس في مصلحة أحد".