جنيف: قدم طرفا النزاع الليبي مسودة اتفاق لوقف اطلاق النار، بحسب ما أعلنت الامم المتحدة الاثنين، رغم تنديد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ب"تقاعس" المجتمع الدولي تجاه العنف الجاري في البلاد.

وأعلنت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ان جولتين من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين حكومة الوفاق الوطني الليبي وقوات المشير خليفة حفتر اسفرتا عن مشروع اتفاق لوقف اطلاق النار.

ويقترح النص الذي من المقرر أن تناقشه قيادة الطرفين الان، وجود وجود آلية مراقبة مشتركة تقودها وتشرف عليها كل من بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا واللجنة العسكرية المشتركة 5+5، لإعادة النازحين الى ديارهم.

وقالت الامم المتحدة ان الطرفين سيلتقيان الشهر المقبل لمناقشة تطبيق شروط الاتفاق، ولكن نظراً الى العداوة بين الطرفين، فإن احتمال التوصل الى هدنة دائمة لا يزال غير واضح.

وفي كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان انتقد السراج حفتر الاثنين ووصفه بأنه "مجرم حرب" مستنكرا التقاعس الدولي حول العنف في ليبيا.

وقال السراج إن العالم بأسره شاهد تصاعد الأعمال القتالية والهجمات ضد طرابلس منذ 4 نيسان/ابريل 2019، معربا عن اسفه انه رغم العدد الكبير من القتلى والجرحى بسبب عمليات حفتر الا ان المجتمع الدولي لم يتحرك.

غير إنساني

منذ 2015، تتنازع سلطتان الحكم في لبيبا، هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وسلطة يجسدها خليفة حفتر شرق البلاد.

وشن حفتر هجومه على طرابلس في أبريل الماضي ولكن بعد احراز قواته تقدما سريعا، توقفت عند مشارف العاصمة.

وأدى القتال الى مقتل اكثر من الف شخص وتشريد نحو 140 الفا اخرين، بحسب الامم المتحدة، إلا أن حكومة الوفاق الوطني قالت ان الاعداد يمكن أن تكون أعلى من ذلك.

وتم التوصل إلى هدنة في 12 يناير، لكنها تنتهك باستمرار.

وقال السراج "طالبنا عدة مرات بتشكيل لجان للتحقيق في الانتهاكات وعمليات التهجير القسري والاحتجاز التعسفي وعمليات الاعدام الميداني".

من ناحيته انتقد وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة بشكل خاص عدم التحرك الدولي لوقف حفتر عن حصاره للنفط، محذرا من تبعات انسانية وخيمة لتعطيل المصدر الرئيسي للدخل في البلاد.

وقال ان على المجتمع الدولي اصدار امر بفتح حقول وموانئ النفط لاطعام الشعب الليبي.

وصرح للصحافيين في جنيف ان القوى الكبرى تحركت بسرعة لانهاء محاولة سابقة لحفتر بوقف تصدير النفط، وأنها تبدو اليوم اقل اهتماما بزيادة امدادات النفط في السوق العالمي.

وقال "اعلم انهم لا يريدون للاسعار ان تنخفض في السوق بطرح نحو مليون برميل في اليوم .. ربما يكون ذلك هو السبب وراء" عدم التحرك الدولي.

واضاف "اذا كان ذلك هو السبب فإنه غير انساني".

وتأتي تصريحات مسؤولي حكومة الوفاق الوطني فيما يتوقع ان تبدأ المحادثات السياسية بين الطرفين في جنيف الاربعاء.

وصرح المبعوث الدولي لليبيا غسان سلامة المقرر ان يلتقي السراج في وقت لاحق الاثنين، ان المحادثات السياسية ستجري رغم الاعمال القتالية على الارض.

الا ان سيالة قال ان حكومة طرابلس لم تتلق حتى الآن دعوة لحضور الحوار.