يصف متابعون النظام السوري اليوم بمنسق مصالح بعض الدول الكبرى والإقليمية في البلاد وخاصة تلك التي تدخلت لصالحه على مدى سنوات.

وكان لافتاً في الفترة الأخيرة بدء وسائل الاعلام الروسية بانتقاد النظام في سوريا، ورفع وتيرة هذا الانتقاد واعتباره لا يمثل السوريين وأنه لا يمكن أن يكون مفتاح الفترة القادمة.

واختلفت هذه الحملة الأخيرة الممنهجة عن سابقاتها فقد شاركت فيها وسائل اعلام روسية وُصفت بالرصينة وتعبر عن وجهة النظر الرسمية، ورأى البعض هذه الانتقادات في جزء كبير منها، لاجبار النظام على تقديم تنازلات ضد إيران ولصالح روسيا خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار اشتداد الضغط الإسرائيلي الأميركي الدولي على موسكو لتساهم في إخراج طهران من سوريا نهائياً.

ويؤكد محمود حمزة الكاتب والسياسي السوري في تصريح لـ"إيلاف" أن "هذه التقارير الروسية لم تأت من فراغ، و هي تصب في صميم المصلحة الروسية والهدف مزيد من الضغوط على النظام ليتجاوب مع ما تطلبه منه".

ووصف المقالات والتقارير التي تنشر في وسائل الاعلام الروسية حول سوريا بأنها "تقارير متنوعة تفضح النظام"، ولفت إلى أنها "تحتوي في احداها استبيان يشير الى أن الأسد ليس له شعبية وأن عائلتي الأسد ومخلوف سببا الفساد والدمار الاقتصادي، وفي هذه التقارير لهجة مختلفة عبر استخدام مثلا كلمة الربيع العربي بدل من الإرهابيين".

وأشار إلى أنّ "بعض المقالات لدبلوماسي روسي سابق يشرح من خلالها الوضع السوري وأن مرحلة السلم لن يتمكن الأسد من قيادتها أبداً وبعض التقارير وصلت الى درجة أن تربط أقرباء الأسد بداعش وانهم على علاقة بالتنظيم ويشترون النفط من عناصره كما جاءت على ذكر شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد وطالته بالانتقاد".

ويرى متابعون أن الدول المتصارعة في سوريا تعيش أزمات في بلادها لذلك من الصعب اليوم أن نجدها تتفرغ للشأن السوري أو للحل النهائي مما يعزز حالة الجمود التي نراها ولكن إيران تعرف أنها رغم ما تعيشه من مشاكل داخلية أن خروجها من أزماتها يبدأ من تثبيت موقعها في سوريا مما جعل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يسارع إلى زيارد دمشق لطمأنة بشار الأسد بأن الأمور على مايرام.

ويشير حمزة في هذا الصدد إلى إنه من هنا جاءت زيارة ظريف كنوع من القول "نحن معك إذا روسيا تخلت عنك"، ولكن يشدد حمزة في ذات الاطار الى أن "الأسد ليس لديه قرار اليوم، وهو ورقة محروقة يستخدمها حلفاء النظام مما جعل روسيا تفكر في المرحلة المستقبلية، وتنظر بدقة الى الاستحقاقات القادمة وخاصة أن قانون قيصر يكفي لخنق النظام ومعاقبة حلفائه".