بهية مارديني: تسعى بعض الفصائل الموالية لتركيا للوساطة بين القوات التركية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، في محافظة ادلب شمال غرب سوريا، في محاولة منها لتطويق الخلاف بينهما الذي أدى الى معارك وقتلى.

وعلمت "إيلاف" أن بعض القيادات عقدت مساء أمس الأحد، اجتماعاً مع هيئة تحرير الشام، لتهدئة الأمور، وإقناع الهيئة بفض الاعتصام المقام على أوتوستراد حلب اللاذقية نهائيا.

وقتل ثلاثة عناصر من "هيئة تحرير الشام" أمس الأحد، بقصف طائرة حربية تركية لأحد مواقعها قرب قرية النيرب (8 كم شرق مدينة إدلب) شمال سوريا.

وسبق هذا التطور مقتل شخص وجرح آخرين باشتباك بين القوات التركية والمعتصمين على طريق حلب – اللاذقية المعروف بـ"M4"، قرب بلدة النيرب وذلك أثناء محاولة الجيش التركي فض الاعتصام وإزالة السواتر التي وضعها المعتصمون.

تناقض

وحول تفاصيل ما يجري في محافظة إدلب، قال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر في تصريح لـ"إيلاف": "لا يمكن أن نصف موقف هيئة تحرير الشام في منطقة إدلب إلا بالتناقض الصارخ، فهي من جهة تسهّل تطبيق اتفاق خفض التصعيد المبرم في أستانة، وكذلك تسهّل اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب، وقمة موسكو الأخيرة بين الرئيسين التركي والروسي حول إدلب أيضا، ومن جهة أخرى فهي تلعب دورًا مركزيًا في تحريض الأهالي للاستمرار بما يسمى "اعتصام الكرامة".

وأضاف حسون أن "هناك عددا لا بأس به من منسوبيها في هذا الاعتصام. وهي بهذا التناقض تريد تحصيل المكاسب من الشيء ونقيضه في آن واحد. وقد أدى ذلك البارحة إلى حدوث اشتباك بين عناصرها من جهة وبين جنود أتراك يعملون على تسهيل تسيير الدوريات".

واعتبر أن ما يجري "ستكون له تداعيات سلبية كبيرة على هيئة تحرير الشام، وكذلك على المنطقة كلها".

ولفت حسون الى أن "روسيا تجد أن الفرصة سنحت لها لتستخدم القوة المفرطة لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة حول المنطقة".

وأشار الى أن "التساؤل الذي يطرح نفسه هل تستطيع هيئة تحرير الشام مواجهة هذه القوة الروسية التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية قبل المقاتلين؟"

وأجاب "لا أعتقد أنها تستطيع بمفردها، بل تحتاج إلى وقوف الجيش الوطني معها على أن يكون الجيش التركي معه، وإلا ستكون خسارة المنطقة هو المآل النهائي لهذه العبثيات"، على حد تعبيره.

وأوضح حسون أن "تركيا تعمل على استقطاب كل قوى المنطقة لتكون ضمن مسار يضمن سير الاتفاقيات المبرمة، وتبذل جهدًا كبيرًا في ذلك بالرغم من التناقضات التي تحصل، لكن يستوجب علينا أن أن نقول للمخرّبين كفاكم عبثًا وفوضى وهدما".

قصف صاروخي

وفي التفاصيل، تعرضت النقاط التركية جنوبي شرق إدلب، أمس الأحد، لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، أقدمت على تنفيذه هيئة تحرير الشام.

وفي المقابل قُتل عناصر من هيئة تحرير الشام ، وأُصيب آخرون، إضافة إلى جرح عدد من الجنود الأتراك، في مواجهات بين الطرفين في محافظة إدلب، على خلفية محاولة الجيش التركي فضّ الاعتصام.

واستهدف عناصر من هيئة تحرير الشام بقذائف الهاون النقطة التركية قرب بلدة النيرب، على خلفية مقتل خمسة من المعتصمين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود الأتراك كما كانت طائرة مسيرة تركية استهدفت مربض الهاون الذي انطلقت منه القذائف، ما أسفر عن تدميره ومقتل وجرح عدد من عناصر هيئة تحرير الشام.

واستهدف الطيران التركي سيارة تابعة للهيئة، ما أسفر عن مصرع عنصرين منها وجرح ثلاثة آخرين، اضافة الى ذلك استهدف عناصر الهيئة جرافة تركية بصاروخ مضاد للدروع، لتعاود طائرة مسيرة تركية استهدافهم دون تحقيق إصابات.

وشهدت المنطقة الواقعة غرب مدينة سراقب استنفاراً من قبل مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين توافدوا إلى المنطقة، ومجموعات من الجيش التركي.

اسعاف

قامت طائرات مروحية تركية بعمليات إجلاء للجنود المصابين من داخل النقاط التركية في منطقة النيرب إلى المستشفيات داخل تركيا قيل انهم أصيبوا خلال المواجهات مع المعتصمين المدنيين حيث عمدت الهيئة إلى استقدام مدنيين موالين لها من أهالي المنطقة إلى ساحة الاعتصام، ورفعت الهيئة سواتر الترابية على الطريق الدولي لمنع وإعاقة تسيير الدورات التركية – الروسية المنصوص على تنفيذها وقف إتفاق موسكو المبرم في الخامس من مارس الماضي.

وسبق أن أعلنت "هيئة تحرير الشام" رفضها لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في المنطقة.