إيلاف: هددت رغد ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمقاضاة كل من استحوذ على ممتلكات عائلتها إثر سقوط نظام والدها، وحذرت من ينخرطون في هذا الأمر من أنه ستتم مساءلتهم قانونيًا، وذلك إثر الكشف عن وجود سيارة فيراري لشقيقها القتيل عدي في مدينة أربيل، وطلب مستحوذها أكثر من مليون دولار لبيعها.

وقالت رغد الابنة الكبرى للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تغريدة على حسابها في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مرفوقة بصورة لسيارة فيراري كان يمتلكها شقيقها عدي وتابعتها "إيلاف" اليوم "سنقاضي كل من استحوذ على ممتلكات العائلة الشخصية، هذه وغيرها. وننبّه الآخرين إلى عدم الانخراط في هذه الأمور لأي سبب لأنهم سيتعرّضون للمساءلة القانونية".

رغد صدام حسين

بعد سقوط النظام السابق عام 2003 نشرت وسائل إعلام عالمية تقارير عن ظهور مقتنيات خاصة بالرئيس السابق وأخرى في القصور الرئاسية قد سرقت منها إما من أفراد في القوات الأميركية أو من عراقيين.

بريطاني يتطلع إلى شراء الفيراري
جاء تهديد ابنة صدام هذا إثر ما نشره شخصية يوتيوب البريطاني كريس سميث المعروف بحساب رتاروسا على مواقع التواصل الاجتماعي يطلب فيه المساعدة من أي شخص يعرف مكان سيارة الفيراري الإيطالية التي كانت سابقًا ملكًا لعدي صدام حسين حتى يتمكن من تقديم عرض لشرائها من أجل ضمها إلى مجموعته وإصلاحها.

عرض الفيديو صورة للسيارة المغطاة بالرمال في مكان ما في العراق. وقال إن الاستجابة التي حصل عليها كانت مذهلة، وإنه بفضل مشاهدين تبيّن أن السيارة التي لا تزال قيمتها المالية تتجاوز قدرات معظم الناس موجودة في أربيل عاصمة إقليم كردستان، بحسب ما نقلت عنه قناة الحرة الأميركية الموجّهة إلى العراق.

وبحسب الفيديو، فإن كريس سميث المتخصص في ترميم السيارات الكلاسيكية كان أحد الذين أرسلوا في مهمة للعثور على الفيراري F40 في عام 2016. وأوضح سميث أنه تمكن من تحديد موقع السيارة في العراق وتوجّه إليه من أجل تقييمها.

السيارة مغطاة بالرمال
وكما كان متوقعًا كانت السيارة مغطاة بالرمال، بما في ذلك محركها، فيما كانت أجزاء عدة منها مفقودة، فالوضع الذي كانت عليه السيارة كان أسوأ ما رآه سميث على الإطلاق. أما نقلها من العراق إلى بريطانيا فإنه سيكون كابوسًا لوجستيًا لو تم، وفق ما قاله.

أوضح سميث أنه لم يتوصل إلى أي اتفاق حول السيارة، وأنه عاد من العراق من دون نتيجة، وذلك بسبب صعوبة نقلها من البلد وكمية العمل التي تحتاجه لكي تكون قيادتها ممكنة مرة أخرى.

منذ تلك الفترة، فإن متخصصًا في سيارات فيراري أنجز مهمة شبيهة بالمعجزة لتنظيف محرك السيارة ومحيطه وإعادة تركيب الإلكترونيات، التي إما خربت أو انفجرت بسبب الحر الشديد، وفي أعقاب تلك الجهود عادت السيارة إلى العمل، لكنها كانت بعيدة عن الشكل المطلوب للمشاركة في مسابقات.

السيارة بحلة جديدة
وفي لقطة عند نهاية فيديو راتاروسا تظهر ذات السيارة في حلة جديدة تقريبًا لا يمكن التعرف إليها من دون رمال الصحراء التي تخفي لونها الأحمر.

صدام بين ولديه عدي وقصي

السيارة الأسطورية لا تزال في أربيل، لكنها توجد اليوم داخل مرآب، ومالكها الحالي حدد سعر مليون و150 ألف دولار مقابل التخلي عنها، وهي قيمة فوق طاقة سميث، الذي أكد أنه لا يزال يبحث عن فيراري F40 مهملة أو متضررة لإصلاحها.

وصنعت شركة فيراري أولى سيارات F40 في عام 1987، وكان سعرها حوالى 400 ألف دولار، فيما تصل قيمتها اليوم إلى 1.6 مليون دولار.

أول إعلان عن وجود فيراري في أربيل
وكان أول إعلان عن وجود سيارة الفيراري لعدي صدام حسين في العاشر من يونيو عام 2010 حين نشرت مجلة "كار بيز" موضوعًا عنها تحت عنوان "فيراري F40 حسين لا يزال يجمع الغبار في العراق"، مؤكدة في تقرير إطلعت عليه "إيلاف" أنه تم رصد سيارة عدي صدام حسين فيراري F40 المهجورة في العراق.

وأشارت إلى "أن F40 الأسطورية واحدة من أفضل النماذج وأكثرها تحدثيًا حول طرازات فيراري في التاريخ". وأوضحت أنه "لم يكن F40 شائعًا فقط لدى هواة السيارات، بل أبناء الديكتاتوريين أيضًا، حيث اشترى نجل صدام حسين الأكبر عدي واحدة منها خلال حرب الخليج الأولى مع إيران بين عامي 1980 و1988، وتصل سرعتها إلى 370 كيلومترًا في الساعة، لذلك من العار أن نرى ما حدث للفيراري بعد 9 سنوات تقريبًا من مقتل عدي على أيدي القوات الخاصة الأميركية".

قالت المجلة "يبدو أن فيراري F40 كانت في مرآب في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي بعد القيام ببعض الأعمال عليها قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث إنه عندما اندلعت الحرب كانت لدى عدي أشياء أخرى مقلقة في ذهنه بخلاف سيارته الخارقة الإيطالية، لذلك أصبحت قطعة مهجورة من الممتلكات".

ونوهت بأنه لم يكن هذا كل شيء، حيث كان عدي جامعًا متحمسًا للسيارات، وله مجموعة منها. وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد أكدت في 23 يوليو عام 2003 مقتل عدي وقصي صدام حسين في هجوم أميركي استهدف منزلًا كانا يختبئان فيه في مدينة الموصل في شمال العراق. وقال مسؤولون إن جثتي نجلي الرئيس العراقي المخلوع في حالة تسمح بالتعرف إلى هويتيهما، ومع تأكيد نبأ مقتل عدي وقصي، اتضحت أكثر فأكثر تفاصيل العملية الأميركية التي أوقعت أيضًا أربعة جرحى في صفوف الجنود الأميركيين.

وقالت إحدى قريبات صاحب المنزل الذي كان يختبئ فيه عدي وقصي، ويدعى نواف محمد الزيدان، إن الأخير هو الذي "أبلغ على ما يبدو القوات الأميركية بوجود نجلي صدام لديه، إلى جانب أحد حراسهما، ويدعى عبد الصمد"، مشيرة إلى أن الزيدان أراد التخلص منهما.