في خطوة وصفت بأنها الأكبر من نوعها لعلاج فيروس كورونا منذ تفشيه، أعلنت وزارة الصحة البريطانية، الثلاثاء، إنها ستستخدم عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات في علاج بعض مرضى كوفيد-19، الذين من المرجح أن يستفيدوا منه.

وكشفت الوزارة أن تلك الخطوة ستتم في إطار التعاون مع شركة غيلياد ساينسز المصنعة للعقار.

وأكدت أن البيانات الأولية من التجارب السريرية على مستوى العالم أظهرت أن العقار يمكن أن يقلل وقت التعافي من كوفيد-19 بأربعة أيام.

وقال وزير الصحة مات هانكوك في مؤتمر صحفي للحكومة “ربما تكون هذه أكبر خطوة للأمام في علاج فيروس كورونا منذ بدء الأزمة”.

وأضاف “هذه خطوات مبكرة للغاية، لكننا مصممون على دعم العلم ومساندة المشروعات المبشرة”.

وقالت الحكومة إن توزيع العقار سيتحدد وفق أكبر فائدة ممكنة منه، لكنها لم تفصح عن عدد المرضى الذين سيعالجون به.

وقالت المعاهد الوطنية الأميركية للصحة الأسبوع الماضي إن بيانات تجاربها لهذا العقار أظهرت أنه أكثر فاعلية في علاج حالات كوفيد-19 التي تحتاج لأوكسجين إضافي، لكن لا تحتاج إلى أجهزة تنفس صناعي.

وقال الباحثون كذلك إنه “نظرا إلى ارتفاع حالات الوفاة رغم العلاج برمديسيفير” من المرجح أن يكون العقار أكثر فاعلية باستخدامه مع عقاقير أخرى في علاج المرض، الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

رمديسيفير الذي تم اختباره مرارا، هو واحد من العديد من العلاجات التي تتم دراسة تأثيرها على فيروس كورونا.

وهذا الدواء، الذي أنتجته شركة غيلياد ساينسز، كان أول دواء لكوفيد-19 تتم الموافقة عليه في اليابان، قبل دواء فافيبيرافير المضاد للإنفلونزا الذي طورته خبرات محلية.

وتم تطوير رمديسيفير في الأصل لعلاج إيبولا، لكن التسريبات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن التجارب السريرية الصينية تشير إلى أن الدواء لم يكن فعالا في الحالات المزمنة لهذا المرض.

وتم استخدام الدواء أيضًا لعلاج سارس وميرس، لكنه لا يزال قيد التجارب بشأن استخدامه لعلاج كوفيد-19.

ويعد رمديسيفير أحد الخيارات المطروحة حاليا، إلى جانب غيره من العقاقير المضادة للفيروسات، كعقار هيدروكسي كلوروكوين المستخدم في علاج الملاريا رغم العديد من التحذيرات الطبية من آثاره الجانبية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب أشاد بنتائج التجارب السريرية لعقار رمديسيفير، واصفا إياها بالخطوة بالمهمة.

وتجرى تجارب سريرية عدة في العديد من الدول، مثل بريطانيا وروسيا واليابان والصين وغيرها، لا تزال نتائجها منتظرة فيما يشتد السباق الدولي لتطوير لقاح، بينما كانت توقعات خبراء في الصحة تؤكد أن الأمر يتطلب ما بين عام إلى عام ونصف، للتوصل إلى علاج ناجع لهذا الوباء.

وفي نهاية ابريل الفائت، أعلن خبير الأوبئة الأميركي انطوني فاوتشي أن عقار رمديسيفير أظهر "اثرا واضحا" في مساعدة مرضى كوفيد-19 على التعافي، وذلك بعد نشر نتائج تجربة سريرية واسعة لهذا الدواء المضاد للفيروسات كانت موضع ترقب شديد، معتبرا ان ذلك يشكل دليلا على أنه يمكن وقف فيروس كورونا المستجد عبر دواء.