إيلاف: قتل شاب كردي في العاصمة التركية أنقرة بعد خلاف نشب بسبب "سماعه للموسيقى الكردية" وأثارت هذه الجريمة ردود فعل شاجبة وغاضبة خاصة أن الشاب كان أعزل ومسالمًا ولم يتعرض لأحد.

قُتل الشاب باريش جاكان (20 عامًا) إثر هجوم شنّ عليه من قبل ثلاثة شُبان أتراك أثناء استماعه للأغاني الكردية في إحدى حدائق العاصمة التركية أنقرة، ولاقى هذا الهجوم حالة من الشجب والاستنكار من قبل شرائح المجتمع الكردي.

أشار موقع "أحوال" الناطق باللغات التركية والعربية والإنجليزية إلى أن "شابًا كرديًا يدعى باريش جاكان يبلغ من العمر 20 عامًا قتل في قلب العاصمة التركية أنقرة مساء الأحد على يد ثلاثة رجال استهدفوه حينما كان يستمع إلى الموسيقى الكردية في حديقة مع أصدقائه".

شوفينية تريد محو الشعوب
ونقل الموقع عن عائلة الشاب المتوفي قولهم إنه "قتل لأنه كان يستمع إلى هذه الموسيقى". وبحسب الموقع فإن "أفرادًا من عائلة الشاب كانوا قد استهدفوا من قبل لاستماعهم إلى الموسيقى الكردية"، واحتجزت الشرطة ثلاثة متهمين على خلفية الحادث.

وتنديدًا بالهجوم الذي شُن على الشاب باريش جاكان، تجمع أمس العشرات من فناني شمال وشرق سوريا أمام مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة القامشلي، وأدلوا ببيان للرأي العام.

البيان الذي تلاه الرئيس المشترك لحركة مزبوتاميا للثقافة والفن في شمال وشرق سوريا أحمد جتلى جاء فيه: "لقد تعرّض الشاب باريش جاكان البالغ من العمر 20 عامًا، من منطقة آكري في باكور كردستان، لهجوم من قبل مجموعة من الشوفينيين الأتراك، وتم طعنه بالسكاكين، وعلى إثرها استشهد".

وأكد البيان أن هذا العمل "ليس حدثًا عابرًا، إنما ينبع من الذهنية الشوفينية للدولة التركية، الدولة التي تأسست على إبادة ومحو الشعوب، ومازالت مستمرة في سياساتها القذرة، وبهذه الممارسات تظهر السياسات الشوفينية التركية ضد اللغة والثقافة والتراث الكردي للعلن".

مناشدة المنظمات الإنسانية
أسف البيان لكون "الشعب الكردي في باكور كردستان (شمال كردستان) يتعرّض لأبشع الممارسات العنصرية، على مستوى اللغة والثقافة والسياسة والإرادة والفن والإعلام، وكل من يطالب بالحرية".

ناشد جتلى باسم فناني شمال وشرق سوريا خلال البيان، "المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم وكل الفنانين والمثقفين في كردستان والعالم لإبداء موقفهم حيال هذه الممارسات العنصرية والقذرة التي تمارسها تركيا بحق الشعب الكردي".

شدد خلال البيان "نؤكد أننا كفنانين في روج آفا سنكتب وندرس ونغني بلغتنا حتى تحقيق أحلام الشاب باريش جاكان وكل شهداء الحرية".

معادون لكل شيء
البرلمانية الكردية رمزية طوسون كتبت في تغريدة على موقع تويتر: "بعض الناس معادون لكل شيء عن الأكراد! هذا العداء سيفضي بكم إلى النهاية، أنتم فاشيون". وسأل النائب الكردي الآخر حسين كاظمز وزير الداخلية التركي في تغريدة: "هل أنت سعيد الآن، سليمان صويلو؟".

رد عليه مستشار صويلو بوراك غولتكي بالقول إنّ جاكان وأصدقاءه كانوا في سيارة عندما اندلعت معركة لأن الموسيقى كانت عالية جدًا، ولا علاقة لها بلغة الموسيقى. وقال غولتكين إن "السلطات ذات الصلة ستوجه اتهامات إليك بالتحريض علنًا على الكراهية والعداء".

تعليقًا على الحادثة، كتب الكاتب الكردي شورش درويش على صفحته في موقع فايسبوك "قتلوا الفتى الكردي بالسكاكين، كان يستمع إلى أغنية كردية، كفر برب الفاشيست فنال العقاب، حدث ذلك بالأمس للفتى ذي العشرين عامًا في دوحة الديمقراطية وكعبة العلمانية، أنقرة".