واشنطن: بعد ثلاثة أشهر من اكتشاف إصابته بوباء كوفيد-19، ما زال سكوت كراكوير يشعر بالإرهاق وضيق التنفس وعدم قدرته على الكلام بسبب تشنج حلقه.

وسكوت كراكوير البالغ من العمر 40 عاما هو واحد من مجموعة ناشئة من المرضى الذين تستمر أعراض وباء كوفيد-19 لديهم أكثر من أسبوعين، في حال بقائهم على قيد الحياة.

لكن، بالنسبة إلى كراكوير، تحول الشفاء المأمول إلى سلسلة من الانتكاسات.

وروى هذا الاربعيني لوكالة فرانس برس عبر مكالمة فيديو "عندما أقول لنفسي إن الأمور بدأت تتحسن بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيام خالية من الأعراض، أمضي ثلاثة أو أربعة أيام لا أستطيع خلالها التحدث أو تتورم العقد اللمفاوية على الجانب الأيمن من رقبتي".

في بعض الأحيان، يجعله هذا الموقف مشككا في حقيقة مرضه... إلى أن يلاحظ أنه يلهث إذا قام بأي جهد بسيط.

وتابع "إنه موجود فعلا"، مستشهدا بمجموعات المراسلة الإلكترونية التي تجمع مرضى كوفيد-19على المدى الطويل الذين يعانون من الأعراض نفسها.

وتعزى هذه الظاهرة إلى مرض غامض يصيب المرضى بعد الفيروس لا تزال أسبابه غير مفهومة لكن يتم الإبلاغ عنه بشكل متزايد من قبل المرضى الذين يشاركون تجاربهم عبر الإنترنت في منتديات مثل "لونغ كوفيد سابورت غروب" على فيسبوك الذي يضم أكثر من خمسة آلاف عضو.

وأضاف "إنه ليس نتاج خيال الناس. إنه ما يختبره المرضى يوما بعد يوم ويصفونه عبر الإنترنت".

ويعتقد سكوت كراكوير، وهو طبيب نفسي للأطفال أنه أصيب بفيروس كورونا في مكان عمله، في مستشفى زوكر هيلسايد في لونغ آيلاند حين كانت تعتبر بؤرة الوباء في الولايات المتحدة.

وكانت الإشارة الأولى إلى إصابته بالوباء فقدان حاستَي الذوق والشم. وقال "كل شيء كان مذاقه مثل المطاط".

وقد منعه السعال المقلق من العمل حتى من مسافة بعيدة، لدرجة أنه أثر على صوته.

وبعد ثلاثة أسابع ونصف أسبوع من الأعراض الأولى إضافة إلى الحمى والقشعريرة، أصبح السعال أكثر حدة لدرجة أنه كان يبسق الدم.

وبسبب التهاب الحنجرة الشديد، نقل إلى الطوارئ حيث وصف له الطبيب الستيرويد ديكساميثازون القوي الذي أثبتت فعاليته أخيرا في تجربة سريرية بريطانية واسعة النطاق.

- بعيدا عن عائلته -

وكإجراء وقائي، عزل كراكوير بعيدا عن زوجته وطفليه الصغيرين لمدة خمسة أسابيع، وهي فترة كانت صعبة جدا بالنسبة إلى العائلة.

وكان تطبيق "فيس تايم" وسيلة الاتصال الوحيدة في وقت العشاء. وكان الوالد من خلال هذا التطبيق، يقرأ قصص ما قبل النوم لطفليه اللذين يبلغان من العمر عامين وأربعة أشهر في بداية تلك الفترة.

وقال الوالد "لم أكن أريد أحدا أن يمر بما مررت به". وهو اجتمع مجددا مع عائلته بعد اختبارين كانت نتيجتهما سلبية.

واليوم، ما زال يعاني من إرهاق مزمن ومعيق ما يمنعه من استئناف النشاطات العادية التي يطمح إلى ممارستها مجددا.

ويصر طبيبه على أهمية المتابعة النفسية للمرضى في مثل حالته والذين من المرجح أن يقنعوا أنفسهم بأنهم يعانون من نوبات قلق ليس أكثر. وقال الطبيب روبرت غلاتر إن الأمر "حقيقي. إنه ليس وهما".