واشنطن: تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد الألفين خلال 24 ساعة في الولايات المتحدة، بينما بلغ عدد الإصابات في إفريقيا مليونا وفي الهند مليونين، في أرقام مقلقة جديدة تكشف تقدم وباء كوفيد-19 الذي يدفع العديد من الدول إلى تشديد إجراءاتها الصحية للحد منه.

وأعلنت جامعة جونز هوبكينز التي تعد مرجعا أن الولايات المتحدة سجلت الخميس 2060 وفاة جديدة مرتبطة بالفيروس في حصيلة يومية محزنة لم تسجل منذ ثلاثة أشهر. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيات بكورونا إلى أكثر من 160 ألفا في هذا البلد الأكثر تضررا في العالم ويتقدم على البرازيل.

لكن السلطات الأميركية أعلنت الخميس تحذيرها من السفر إلى الخارج. وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها ستتخذ قرارتها اعتبارا من الآن، بناء على الوضع في كل دولة على حدة، مشيرة إلى تحسن في الوضع الصحي في بعضها.

وأوضحت الخارجية أن "الظروف الصحية والأمنية تتحسن في بعض الدول وقد تتراجع في أخرى"، لذلك ستعود الوزارة إلى نظامها السابق بتوجيه النصائح للمسافرين بناء على المخاطر في كل بلد.

وأدرجت فرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرها من الدول الحليفة للولايات المتحدة، في "الدرجة الثالثة"، بينما جاءت الهند في الدرجة الرابعة وهي الأعلى وتوصي السلطات الأميركية بتجنب السفر إليها.

وكانت واشنطن دعت الأميركيين في 19 مارس إلى الامتناع عن السفر إلى الخارج لأي سبب، في إجراء غير مسبوق في دول العالم.

وخلافا لخبرائه الذين يلتزمون حذرا أكبر، اعلن الرئيس دونالد ترامب الخميس أنه قد يتم إنتاج لقاح ضد الفيروس قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ضمير مرتاح

في البرازيل حيث بلغت حصيلة الوفيات الخميس 98 ألفا و493، أكد الرئيس جايير بولسونارو أن "ضميره مرتاح".

وقال "بوسائلنا يمكننا القول إننا فعلنا ما بوسعنا وحتى المستحيل لإنقاذ أرواح". ويعارض الرئيس البرازيلي منذ بداية الوباء إجراءات العزل والتباعد الجسدي ويقلل من خطورة المرض.

وفي المكسيك ثالث الدول الأكثر تضررا في العالم، تجاوز عدد الوفيات الخميس الخمسين ألفا بينما تتزايد الانتقادات لإدارة الوباء والأزمة الاقتصادية من قبل الحكومة.

من جهتها، أحصت الأرجنتين حيث أودى المرض بحياة 4251 شخصا، سجل عدد قياسي من الإصابات لليوم الثالث على التوالي.

وبعد ثمانية أشهر على انتشار الفيروس، تجاوز عدد الإصابات به في إفريقيا المليون أكثر من نصفهم في جنوب إفريقيا، حسب تعداد لوكالة فرانس برس. وأدى الوباء إلى وفاة أكثر من 21 ألف شخص في القارة التي تبقى مع ذلك الأقل تضررا في العالم.

ولا تعكس هذه الأرقام سوى جزء من الواقع لأن قدرات الفحص في العديد من الدول الإفريقية محدودة.

مليون اصابة خلال أربعة أيام

على مستوى العالم، سجلت 19 مليون إصابة في المجموع، بينها مليون خلال أربعة أيام بينما توفي أكثر من 712 ألف شخص.

وفي مواجهة الوباء الذي لا يضعف، فرضت دول عدة إجراءات عزل جديدة أو قيودا على السفر.

وأعلنت السلطات في بريطانيا أن المسافرين القادمين من بلجيكا والاندور والباهاماس، إلى انكلترا واسكتلندا سيخضعون للحجر اعتبارا من السبت بسبب "زيادة كبيرة" في عدد الإصابات في هذه البلاد.

وذكرت فنلندا إحدى دول القارة الأقل تضررا، الخميس أنها تعد لإجراءات جديدة لمواجهة تسارع في انتشار الوباء. وقالت المديرة الاستراتيجية لوزارة الصحة ليزا-ماريا فويبيو-بولكي إن "الوضع بالغ الحساسية". وأضافت أن "شكلا من مرحلة ثانية بدأ" وإن كان من المبكر جدا الحديث عن "موجة ثانية".

من جهتها أعلنت النروج أنها أعادت فرنسا إلى لائحة الدول الخطيرة بسبب ارتفاع جديد في عدد الإصابات، وهذا يعني فرض حجر إلزامي مدته عشرة أيام على كل المسافرين القادمين من فرنسا إلى الدولة الاسكندينافية.

وفي فرنسا حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين شخصت إصابتهم بالفيروس، اصبح وضع الكمامات إجباريا حتى خارج المناطق الأكثر ازدحاما في مدن مثل تولوز وسان تروبيز المنتجع الشهير الواقع في الكوت دازور.

وسيطبق ذلك في باريس قريبا بينما رأت الهيئة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة أنه "من المرجح جدا مواجهة موجة ثانية للوباء في الخريف أو الشتاء".

ودخل إجراء مماثل حيز التنفيذ في الحي الأحمر في امستردام والأحياء التجارية في روتردام بهولندا.

وقررت إيرلندا إرجاء المرحلة الأخيرة من رفع العزل، التي تشمل خصوصا إعادة فتح الحانات.

من جهتها، أعلنت اليونان الخميس أنها ستغلق حدودها البرية أمام المسافرين ليلا وأنها اخذت إجراءات صحية عاجلة في جزيرة بوروس مع ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19.

وقالت السلطات الصحة اليونانية في حصيلتها اليومية أنها سجلت 153 إصابة بفيروس كورونا المستجد في الساعات ال24 السابقة، ما يرفع إلى 5100 مجموع الإصابات منذ بداية الوباء، بينهم 210 وفيات. وسجلت أسوأ حصيلة لعدد الإصابات الجديدة بلغت 156 إصابة في 21 ابريل.

وفي اسبانيا أكدت وزارة الصحة الخميس أن البلاد لا تواجه موجة جديدة من وباء كوفيد-19 على الرغم من الزيادة الواضحة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة.

وقال كبير خبراء الأوبئة فرناندو سايمن "لن اتحدث عن موجة ثانية" طالما أننا "لا نشهد انتقالا للفيروس بين الناس خارجا عن السيطرة" ولا يكون واضحا أن ارتفاع عدد الإصابات ليس ناجما عن زيادة عدد الفحوص.

وأوضحت النشرة اليومية للوزارة أن اسبانيا سجلت في الأيام السبعة الأخيرة 19 ألفا و405 إصابات بكوفيد-19 أي بمعدل 2772 إصابة يوميا.

المنطقتان الأكثر تضررا هما كاتالونيا (شمال شرق) حيث سجلت 5100 إصابة في الأيام السبعة الأخيرة، وأراغون المجاورة (4100 إصابة). لكن أراغون تثير القلق الأكبر بسبب معدل الإصابات مقارنة بعدد السكان وبلغ 312 لكل مئة ألف نسمة.