إيلاف من بيروت: أقر مجلس النواب اللبناني حالة الطوارئ في بيروت، في أول جلسة يعقدها منذ الانفجار المدمّر في مرفأ المدينة والذي أجج غضباً شعبياً على طبقة سياسية متهمة بالفساد والإهمال. كما وافق البرلمان على استقالة 7 من أعضائه على خلفية الانفجار نفسه.

وعاد التوتر في محيط البرلمان في وسط بيروت صباح اليوم، قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب، بينالمتظاهرين وقوات الأمن.

وتم تداول دعوات للتظاهر الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع انعقاد جلسة البرلمان التي بدأت عند الساعة 11,00 صباحا (08,00 ت غ) في قصر الأونسكو.

وعقب الانفجار الذي خلف 171 قتيلا وأكثر من 6500 جريح في 4 أغسطس، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لمدة أسبوعين، على أن يناقش البرلمان الخميس المرسوم المتعلق بإعلان حال الطوارئ.

وجاء في الدعوة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي "قتلتمونا! ارحلوا! سننزل لمنع المجرمين من الاجتماع".

إعلان الطوارئ مس بالحريات
ويثير إعلان حال الطوارئ خشية منظمات حقوقية. وقالت المفكرة القانونية، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بدرس القوانين وتقييمها، في بيان الأربعاء "إعلان الطوارئ تبعاً للكارثة ولو جزئياً في بيروت يؤدي عملياً إلى تسليم مقاليد السلطة في المدينة إلى الجيش والمسّ بحريات التجمع والتظاهر".

وأضافت "هذا الأمر غير مبرر طالما أن الكارثة لم تترافق أقله حتى الآن مع أيّ خطر أمني".

وقالت المنظمة إن حالة الطوارئ تؤدي إلى "توسيع صلاحية المحكمة العسكرية لمحاكمة المدنيين في جميع الجرائم المخلّة بالأمن". ويمكن للجيش من خلالها "منع الاجتماعات المخلّة بالأمن" بالإضافة إلى "فرض الإقامة الجبرية على من يقوم بنشاط يشكل خطراً على الأمن". كما يخوّله "الدخول إلى المنازل في أي وقت".

وأدى انفجار 4 أغسطس في هذا البلد الذي يعاني سكانه من أزمة اقتصادية حادة إلى تأجيج غضب السكان ضد الزعماء.

وبضغط من الشارع، استقالت الحكومة الاثنين بينما يطالب المتظاهرون في الشارع برحيل الطبقة السياسية مجتمعة وكل المسؤولين المتهمين بالفساد وعدم الكفاءة. وأعلن نحو عشرة نواب من أصل 128 استقالتهم عقب الانفجار.

وأعادت مأساة المرفأ الزخم إلى حركة الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي انطلقت في خريف العام 2019.

وشهد محيط البرلمان في وسط بيروت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي ردت على رشقها بالحجارة عبر اطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات.

وتتوالى زيارات المسؤولين الأجانب إلى لبنان. وتصل وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي الخميس إلى بيروت في زيارة تستمر ليومين. كما يصل مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل الخميس.