إيلاف من لندن: مع اقتراب احياء العراق لمراسيم عاشوراء، اكبر شعيرة سنوية للمسلمين الشيعة مطلع الاسبوع المقبل، منعت اجراءات صحية جديدة دخول الزائرين الى البلاد من خارجها، نظراً لتواصل تسجيل اعلى الاصابات بفيروس كورونا فيها، ما يعني حرمان ملايين الايرانيين من دخول البلاد للمشاركة فيها. وقد أفتى المرجع الشيعي الاعلى السيستاني بجوازاقامة هذه الشعائر شرط الالتزام فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً.

وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة في العراق برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي منع الزائرين للسياحة بأشكالها كافة من خارج العراق منعاً باتاً، والتأكيد على التزام العراقيين بالتعليمات والتعاون مع السلطات في تطبيقها ومنع المخالفين والاكتفاء ببث المجالس الحسينية عبر شاشات التلفزيون.

ومددت اللجنة الاحد حظر التجوال الجزئي ليطبق من الساعة العاشرة مساءً وحتى الخامسة فجراً ومنع التنقل بين المحافظات الا للضرورة القصوى. ودعت المواطنين الى الاقتصار على إقامة المجالس العائلية الحسينية المحدودة في منازلهم، وعدم نصب السرادقات وضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي لمسافة لا تقل عن مترين في كل اتجاه، مهددة المخالفين بتحمل المسؤولية القانونية والشرعية والأخلاقية عن مخالفاتهم.

خطورة الموقف

وأرجعت اللجنة قراراتها إلى استمرار خطورة الموقف الوبائي لفيروس كورونا، محذرة من أي تهاون في منع التجمعات البشرية وذلك لقرب حلول شهر محرم عام 1442 واستعداد الملايين لإقامة مجالس العزاء احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في العاشر منه.

من جانبه، لوح وزير الصحة حسن التميمي بإمكانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وفرض قيود إضافية للحد من الحركة والعودة مجدداً لفرض الحظر الشامل للتجوال في حال استمرار المواطنين بعدم الالتزام بالتعليمات الوقائية والصحية واستمرار الزيادة الكبيرة بالإصابات.

وجاءت هذه القرارات اثر تسجيل العراق أمس أعلى اصابات بفيروس كورونا لليوم الخامس على التوالي منذ ظهور الوباء في البلاد في 24 فبراير الماضي، حيث أعلنت وزارة الصحة تسجيل 76 حالة وفاة و4293 اصابة جديدة بفيروس كورونا خلال يوم واحد في عموم البلاد، ليرتفع عدد الاصابات الى 172 الفاً و583 اصابة وعدد الوفيات الى 5 الاف و785 حالة.

يشار الى ان المسلمين الشيعة في العراق والعالم يحيون ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم من كل عام، وهي أكبر المناسبات الدينية لديهم لمقتل الامام الحسين وذلك في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.

ففي العاشر من محرم، وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من أفراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية، في اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصل الى العراق ملايين الايرانيين وآلاف من دول عربية واسلامية للمشاركة في مراسيم الزيارة التي تجري في مدينة كربلاء حيث مرقد الامام، اضافة الى مشاركة ملايين العراقيين الذين يصلون الى المدينة سيرا على الاقدام قادمين من مختلف مناطق البلاد.

السيستاني: احياء عاشوراء بشروط
افتى المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني بجواز اقامة شعائر عاشوراء شرط الالتزام فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً. وقال السيستاني في بيان إن هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتّباعها في التعبير عن الحزن والأسى في هذه المناسبة الأليمة واظهار المواساة. واوصى بالاكثار من بثّ المجالس الحسينية النافعة على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الإنترنت، وعقد المجالس البيتية في اوقات معينة من الليل أو النهار يقتصر الحضور فيها على افراد العائلة والمخالطين معهم ويستمع فيها الى بعض المجالس الحسينية النافعة.

أما بالنسبة إلى المجالس العامة، فقد شدد السيستاني على ضرورة الالتزام فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً مع مراعاة التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من انتشار وباء كورونا مع الاقتصار في عدد الحضور على ما تسمح به الجهات المعنية، وهو مما يختلف بحسب الموارد من حيث عقدها في الاماكن المفتوحة أو المغلقة ومن حيث اختلاف البلدان بالنظر الى مدى انتشار الوباء فيها.

أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فقد طرح مقترحات عدة بخصوص احياء الشعائر الدينية الخاصة بيوم عاشوراء تقضي بالابتعاد عن المهاترات الطائفية والالتزام بالوصايا الطبية وامكانية الزيارة عن بعد ودعا الى اطعام الفقراء والمساكين والمهجرين ونشر الخطاب الحسيني الواعي الذي لا يحمل اي عناوين طائفية او فئوية.
وفي محافظة النجف التي يرتادها الملايين بهذه المناسبة فقد اكدت خلية الازمة انه "لا يمكن لاحد منع الشعائر الحسينية الا ان على اصحاب المواكب اخذ الاحتياطات والالتزام بوصايا المرجعية والضوابط الصحية".

واوصى رئيس الخلية محافظ النجف لؤي الياسري بالجلوس على الكراسي والمسافة بين واحد وآخر متر ونصف الى مترين وكذلك ارتداء جميع الحضور الكمامات وهذه المسؤولية تقع على عاتق صاحب الموكب. وشدد على ضرورة تعقيم المكان قبل وبعد المجلس واختصار وقته على ان يكون "اللطم" جلوسا على الكراسي تفاديا لخرق التباعد المطلوب وضرورة ان يكون المجلس بالاماكن المفتوحة مع توفير مِحرار يديوي للفحص.

واشار الى ان "الخلية اوصت كذلك بعدم المصافحة ونحوها مطلقا كما نصحت كبار السن وعدم الحضور حفاظا على حياتهم لاسيما من لديه امراض مزمنة.