إيلاف من لندن: أكد سفير دولة الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة أن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات يفتح الباب أمام مستقبل أفضل للشرق الأوسط.

وعرض السفير العتيبة في المقال الذي كتبه في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية تحت عنوان (شالوم..السلام عليكم)، اليوم الجمعة، تداعيات الموقف من السلام في الشرق الأوسط عبر العقود، مشدداً على القول إن الإمارات العربية المتحدة أبدت على مدار سنوات تأييداً غير محدود للسلام في المنطقة. لقد ساهمنا في الجهود وتقليص النزاعات.

وقال العتيبة في مقاله إن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل أوقف ضم مناطق في الضفة الغربية، وأنه اتفاق يفتح الباب أمام مستقبل أفضل للشرق الأوسط.

فوائد

وعدّد السفير الإماراتي الفوائد التي سيجنيها الإسرائيليون من الاتفاق مع الإمارات في المجالات كافة؛ السياحة والعمل والتعليم، وحتى "الصلاة" في مركز التسامح الديني الذي سيتم تشييده في الإمارات.

وقال إن أول تعاون مهم بالنسبة للطرفين هو في مجال مواجهة جائحة كورونا، بكونه مقدمة لتعاون في مجالات الرحلات الجوية والطيران والاتصالات والنقل الدولي والصحة والأمن الغذائي والتكنولوجيا والطاقة والتبادل الثقافي.

وأضاف العتيبة إن أفق التعاون يشمل الفوائد الإسرائيلية الجناح الإسرائيلي في معرض إكسبو، في العام المقبل في دبي، والحديث عن التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

تطبيع وتنوع

وتحدث العتيبة عن التطبيع الديني والتنوع الديني والثقافي في الإمارات، قائلا: "مع ذلك فإن حيّنا (هكذا بالأصل) لا يزال يمر بزلزال كبير، ضعف في الحكم، شقاق، وتدخل على مستوى الإقليم، توفر الظروف للمآسي والنزاعات. التوسع الإسلامي، يشجع التطرف ويهدد الاستقرار. مئات السنين من عدم الفهم وعقود من الشك تحيي العدوانية".

وواصل العتيبة قائلاً: "من خلال هذا الاختراق اختارت الإمارات وإسرائيل الدبلوماسية والتعاون باعتبارهما الخيار المفضل لدينا لمواجهة هذه التحديات. سنعمل معاً مع الولايات المتحدة لتعزيز أمننا المشترك".

وأكد السفير العتيبة في مقاله أن "القرار الإسرائيلي بتفضيل المفاوضات على خطوات أحادية الجانب، وتعليق خطة ضم أراضٍ فلسطينية، هو ربما النتيجة المباشرة الأهم في الإعلان المشترك. وهو قرار يخلق الوقت والفضاء، وديناميكيات وطاقات جديدة لعملية السلام".

وتابع في عرض أهمية تطبيع الإمارات للعلاقات مع "إسرائيل" بأنه "يبقي على حل الدولتين على قيد الحياة، وفقاً لما تتبناه الجامعة العربية والمجتمع الدولي. كما أن البيان يعزز استقرار الأردن ويثبت أهميته لمبادرات مستقبلية".

تأييد الفلسطينيين

وأضاف: "بهذه الروح ستبقى الإمارات مؤيداً متحمساً ومثابراً للشعب الفلسطيني وكرامتهم وحقوقهم ودولتهم السيادية. عليهم أن يربحوا من ثمار التطبيع. وكما عملنا على مدار 60 عاماً، سنؤيد بتصميم هذه الأهداف".

وتابع: "هذا الصراع المعاند، وصراعات كثيرة أخرى غيره في حيّنا لن تحل بلحظة. لكنه لن يحل أبداً بواسطة العنف المتواصل، أو من خلال السير في مسارات مسدودة. قدرات المنطقة، وآمال شعوبها، هي التي تذهب للضياع".

وخلص العتيبة إلى القول: "الآن فتح هذا الباب. وبمقدور إسرائيل والإمارات السير معاً، وكما في كل الرحلات ستكون هناك تحديات ومصاعب. وقد نتناقش أحياناً على الاتجاه، لكن الهدف واضح وموثوق به أكثر من أي وقت مضى: شرق أوسط أكثر هدوءاً وازدهاراً ومفعم بالأمل".

مقال سابق

يشار إلى أن العتيبة كان كتب مقالاً في صحيفة (يديعوت) في يوليو الماضي تحت عنوان "إمّا الضم أو التطبيع"، استهله السفير بالقول: "حتى الفترة الأخيرة، تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية إضافية. لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الإسرائيلية".

وبحسب العتيبة، فإن خطة الضم الإسرائيلية تتحدى الإجماع العربي - وعملياً الدولي أيضاً - في ما يتعلق بالحق الفلسطيني. ستؤثر أساساً على الأردن، التي يعود استقرارها - الذي يبدو كأمر مفروغ منه أحياناً - بالفائدة على المنطقة كلها وتربح منه إسرائيل على نحو خاص".

تأييد السلام

وقال العتيبة: "أبدت الإمارات العربية المتحدة على مدار سنوات تأييداً غير محدود للسلام في المنطقة. لقد ساهمنا في الجهود وتقليص النزاعات، وساعدنا في توفير المحفزات، الجزر بدلاً من العصي، وركزنا الجهد على الأمور التي يمكنها أن تساعد كل الأطراف. لقد عارضنا بشكل مثابر وناشط العنف: صنفنا (حزب الله) كمنظمة إرهابية، وشجبنا تحريض (حماس)، واستنكرنا الاستفزازات الإسرائيلية، وبقينا طيلة الوقت مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني ومريدين لمبادرة السلام العربية".

واستذكر العتيبة في المقال المذكور أنه كان واحداً من بين ثلاثة سفراء عرب شاركوا وحضروا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاصيل خطة "صفقة القرن"، مشيراً كذلك إلى أنه عمل مع إدارة الرئيس باراك أوباما على خطط لخطوات بانية للثقة، تعود بالفوائد الكبيرة على إسرائيل - على صورة علاقات مشتركة مع الدول العربية - مقابل حكم ذاتي موسع واستثمارات في فلسطين.

علاقات أمنية واقتصادية

وقال السفير الإماراتي في مقالته، إن "الضم سيقلب رأساً على عقب، بداية وقبل كل شيء، التطلعات الإسرائيلية لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية جيدة مع العالم العربي ومع الإمارات العربية المتحدة. إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تملكان جيشين من أفضل الجيوش المدربة في المنطقة، مع مخاوف مشتركة في مجال الإرهاب والعدوان، وتربطهما علاقات طويلة ووثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية"، لافتاً إلى أنه كان بمقدور الدولتين أن تخلقا تعاوناً أمنياً أكثر عمقاً وفعاليةً، باعتبارهما الدولتين اللتين تملكان اقتصاداً متطوراً ومتنوعاً".

وأقرّ العتيبي في مقالته بأن الضم "سيزيد من تصلب وجهات النظر العربية ضد إسرائيل، في الوقت الذي تبادر فيه الإمارات إلى مشاريع للتبادل الثقافي وفهم أوسع لإسرائيل، فقد شجعت الإمارات العربية المتحدة الإسرائيليين على التفكير في الجانب الإيجابي لعلاقات أفضل أكثر انفتاحاً وتطبيعاً، وقمنا بشيء مماثل في أوساط المواطنين الإماراتيين ومع العرب عموماً، مثل دعوة إسرائيل للمشاركة في معرض إكسبو".