إيلاف من لندن: حثت بريطانيا دول العالم على تعزيز جهودها إلى جانب المملكة المتحدة لمواجهة الكوارث ومكافحة فيروس كورونا والخطر المتنامي لحدوث مجاعات في دول نامية.

وأعلنت المملكة المتحدة تقديم حزمة جديدة من المساعدات تبلغ 119 مليون جنيه إسترليني لمكافحة خطر فيروس كورونا والحيلولة دون حدوث مجاعات، وذلك بينما تستعد لرئاسة مجموعة السبع ورئاسة قمة العمل المناخي 26.

ومن المتوقع أن تساهم هذه المساعدات في تخفيف حالة الجوع الشديد لدى أكثر من 6 ملايين شخص في اليمن وجمهورية الكونغو الديموقراطية والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى والساحل والسودان وجنوب السودان.

وأصدر وزير الخارجية دومينيك راب قرارا بتعيين القائم السابق بأعمال وكيل الوزارة الدائم في وزارة التنمية الدولية، نِك داير، كأول مبعوث بريطاني خاص للشؤون الإنسانية ومنع المجاعات.

تصريحات راب
وأعلن راب، في تصريحات يوم الثلاثاء، أن المملكة المتحدة ستكون في طليعة المطالبين باتخاذ إجراء لحماية أكثر المجتمعات فقرا من فيروس كورونا والخطر المتزايد لحدوث مجاعة.

ومع انطلاق مهام وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية الجديدة اعتبارا من يوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2020، بعد الحاق وزارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية، تعهد وزير الخارجية بالاستعانة بالمساعي الدبلوماسية للمملكة المتحدة وخبرتها بمجال المساعدات الإنسانية لحشد إجماع دولي أكثر قوة للتصدي للآثار المدمرة لفيروس كورونا والصراع وتغير المناخ.

كورونا والصراعات
وقال راب إن جائحة فيروس كورونا، والصراعات، وأسراب الجراد، وتغير المناخ كلها عوامل تسببت في أن يواجه 250 مليون شخص في أنحاء العالم حالة الجوع الشديد هذه السنة، بينما باتت أجزاء من اليمن وجنوب السودان ونيجيريا وبوركينا فاسو على حافة حدوث مجاعات فيها.
وأشار إلى أن عدم الاهتمام الدولي سيؤدي إلى وفاة الكثيرين غيرهم بسبب الجوع والمرض، بينما يواصل الوباء الانتشار في دول نامية وفي العالم الأوسع نطاقا.

وتابع وزير الخارجية القول: إن "فيروس كورونا والمجاعة يهددان ملايين الناس في بعض من أكثر دول العالم فقرا، ويتسببان في مشاكل مباشرة تؤثر على المملكة المتحدة، بما فيها الإرهاب وتدفق اللاجئين.

وأضاف: "ومن هنا فإن بريطانيا العالمية، والتي هي قوة لأجل الخير في العالم، سوف تكون قدوة في طليعة الجهود المبذولة، وتحشد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذه التهديدات الفتاكة، لأن ذلك هو ما يصح عمله، وهو يحمي المصالح البريطانية.
وأكد راب: "باستطاعتنا معالجة هذه التحديات العالمية فقط بدمج قوتنا الدبلوماسية وخبرتنا العالمية بمجال تقديم المساعدات."

رئاسة مجموعة السبع
وبينما تستعد المملكة المتحدة لرئاسة مجموعة السبع ورئاسة مؤتمر العمل المناخي 26، دعا وزير الخارجية بدول أخرى بتعزيز دعمها ومساعدة الدول النامية التي تواجه سلسلة من التحديات المدمرة.

وأكدت وزارة الخارجية والتنمية الدولية أن المملكة المتحدة تقود الجهود بالفعل في السعي العالمي لإيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا، والتزمت بأن توفر للجميع اللقاح الناجح المضاد للفيروس، والعلاجات والاختبارات لتشخيص الإصابة به. وهي أكبر جهة مانحة لتحالف غافي للقاحات والتحصين، والذي يساعد في ضمان توفر اللقاح المضاد لفيروس كورونا للبلدان الفقيرة.

العمل بحيادية
وإضافة إلى ذلك، سوف تواصل المملكة المتحدة استغلال مقعدها في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوصول مساعدات منقذة للأرواح لكل من يحتاجها، ومحاسبة الدول بشأن التزاماتها القانونية الدولية بالسماح لموظفي الإغاثة بالعمل بحيادية في مناطق الصراع.

وقالت الوزارة: لقد التزمت المملكة المتحدة بإنفاق 0.7% من إجمالي ناتجنا القومي على المساعدات، وتأسيس وزارة الخارجية والتنمية اليوم يضمن الجمع بين نفوذنا الدبلوماسي وخبرتنا بمجال التنمية لتحقيق أفضل أثر على الساحة العالمية.

وأضافت: وسوف نسترشد بالمراجعة المتكاملة المستمرة لتحديد الأولويات الاستراتيجية لوزارتنا الجديدة، وضمان أن تكون المساعدات والجهود الدبلوماسية البريطانية قوة لأجل الخير، وتساند المصلحة القومية.