إيلاف من لندن: مع تزكية الأمير، للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأخ غير الشقيق ولياً للعهد، ولا استقالة للحكومة، تقف دولة الكويت أمام استحقاقات مهمة لعل أهمها إجراء انتخابات برلمانية في نوفمبر.

وأصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مرسوماً أميرياً، اليوم الأربعاء، يقضي بتزكية مشعل الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد، وسيتم ارسال الأمر الأميري اليوم لمجلس الأمة، لمبايعة ولي العهد غداً الخميس.

وقال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح أن أسرة آل صباح قد باركت تزكية أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد. متمنين له التوفيق والسداد ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الكويت.

توقع ايلاف
وكانت (إيلاف) اشارت في تقرير لها إلى أن اسم الشيخ مشعل الأحمد الصباح (80 عاما) الذي يشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير منذ 17 عاما برز لتولي المنصب غداة إعلان وفاة الأمير الشيخ صباح الأحمد.

ومشعل الأحمد هو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة ما بين 1921 وحتى 1951، والأخ غير الشقيق للشيخ جابر الذي حكم الكويت 28 عاما.

ولد الشيخ مشعل الأحمد في الكويت عام 1940، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية وكلية (هندن) للشرطة في المملكة المتحدة عام 1960. والتحق بوزارة الداخلية وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً للمباحث العامة آنذاك برتبة عقيد منذ عام 1967 وحتى عام 1980، وقد تحولت في عهده إلى إدارة "أمن الدولة".

وكان الشيخ مشعل عُين من قبل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، عام 1977 رئيساً لديوانية شعراء النبط، كما عُين بموجب المرسوم رقم ( 12 / 2004 ) الصادر في 13 أبريل 2004 نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير.

ويعتبر الشيخ مشعل الأحمد أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها، والرئيس الفخري لجمعية الطيارين الكويتية منذ عام 1973.

أهمية قصوى
ويكتسب منصب ولي العهد أهمية قصوى لأن من يتولى هذا المنصب يعد بمثابة الأمير المستقبلي للبلاد. وتنص المادة السابعة من قانون توارث الإمارة على أنه "ينوب عن الأمير في ممارسة صلاحياته الدستورية في حال تغيبه خارج الدولة، وفقا للشروط والأوضاع المبينة في المواد 61 و62 و63 و64 من الدستور".

وبحسب المادة نفسها، للأمير أن "يستعين بولي العهد في أي أمر من الأمور الداخلة في صلاحيات رئيس الدولة الدستورية".
وتحدد المادة الرابعة من دستور الكويت والمادة السادسة من قانون توارث الإمارة 5 شروط يجب توافرها في ولي العهد، وهي: أن يكون من ذرية المغفور له مبارك الصباح، رشيدا، عاقلا، وابنا شرعيا لأبوين مسلمين، وألا تقل سنه يوم مبايعته عن ثلاثين سنة ميلادية كاملة. وضمن هذه الآلية، يزكي الأمير أحد الأشخاص ممن تنطبق عليه الشروط لهذا المنصب ويقوم مجلس الأمة بمبايعته، وهذا ما حدث عند اختيار الشيخ نواف وليا للعهد عام 2006.

الحكومة باقية
وإلى ذلك، فإنه مع رفض أمير الكويت الجديد لاستقالة الحكومة برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، فإن البلاد على موعد في نوفمبر المقبل لتنظيم انتخابات برلمانية جديدة في البلاد، وسط دعوات إلى إجراء عملية إصلاحية في النظام الانتخابي والحياة السياسية.

وواجه رئيس الوزراء الكويتي أزمات متعددة على أكثر من صعيد، والتي أثرت بشكل مباشر على العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وربط مراقبون رفض الاستقالة بتوجه الأمير الجديد إلى الحفاظ على قدر من الاستقرار في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها الكويت، لافتين إلى أن الأمير نواف يفضل الانتظار إلى حين إجراء انتخابات مجلس الأمة التي لم يعد يفصل عنها سوى أسابيع قليلة لاختيار حكومة جديدة.

وتشير دوائر سياسية كويتية إلى أنه لم يرد في الدستور أي إشارة من قريب أو بعيد عن استقالة الحكومة عند وفاة الأمير، ومع ذلك يملك الأمير الجديد إن أراد إعفاء رئيس مجلس الوزراء في أي وقت.

استقبال
وكان الشيخ نواف الأحمد أثنى على جهود رئيس مجلس الوزراء والوزراء في أداء المهام الوزارية المنوطة بهم، مؤكداً ثقته بالحكومة الحالية للاستمرار في القيام بمهامها وأداء الواجبات الدستورية.

وطالب الحكومة خلال تقديم استقالتها التي رفضها يوم الثلاثاء، باستكمال التحضير والاستعداد للانتخابات التشريعية القادمة لاستمرار المسيرة الديمقراطية وممارسة الحريات والحقوق الدستورية التي قررها الدستور لجميع المواطنين.
وشدد أمير الكويت على وجوب التزام الجميع بما يفرضه الدستور والقوانين من واجبات ومسؤوليات.