ايلاف من لندن: فيما تظاهرعراقيون غاضبون قرب مبنى السفارة الفرنسية في بغداد الاثنين احتجاجا على تصريحات الرئيس ماكرون ضد الاسلام حيث احرقوا صوره والعلم الفرنسي فقد احاطت قوات الامن العراقية بالمبنى وقطعت الطرق المؤدية اليه وسط العاصمة وسط دعوات الى استدعاء السفير الفرنسي احتجاجا ومقاطعة البضائع الفرنسية.
فقد حشدت قوات الامن العراقية تشكيلات لها حول مبنى السفارة الفرنسية في بغداد لدى تظاهر مواطنين غاضبين من تصريحات للرئيس الفرنسي ايمانويل كامرون ضد النبي محمد والاسلام للتظاهر استنكارا للتصريحات رغم قطع الامن للطرق المؤدية الى السفارة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد.
واظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تابعتها "إيلاف" مئات المواطنين حول مبنى السفارة حيث احرقوا العلم الفرنسي وصور ماكرون رافعين شعارات ضده ورسوما كاريكاتورية تندد بتصريحاته وتدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية والتصدي للاساءة للدين الاسلامي.
مفوضية حقوقية تندد بتصريحات ماكرون العنصرية
ومن جهتها، دانت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان "بأشد عبارات الاستنكار" الإساءة إلى الرسول الأعظم محمدنبي الرحمة والإنسانية بنشر الصور المسيئة لشخصه الكريم وما صدرت من تصريحات عنصرية عن الرئيس الفرنسي" ماكرون.
ورفضت المفوضية في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه "الإساءات التي استهدفت شخصية الرسول الاعظم أو أي إساءة تمس الديانات والأنبياء والرسل بحجّة حرّية الرأي والتعبير".. وشددت على أن الاستمرار في هذه الأعمال المشينة يعتبر إهانةً وتجاوزا" لمشاعر المسلمين في العالم وانتهاكاً لحقوقهم التي نصت عليها مبادئ حقوق الإنسان في حرية الأديان واحترام العبادات والرموز الدينية".
واشارت الى إن العالم الذي يواجه تحديات صعبة ومعقدة في مواجهة التطرف الديني يحتاج من الجميع إلى التكاتف وتوحيد الجهود في مكافحة بواعث العنصرية ومنع الإساءات لكل المعتقدات والديانات في العالم أجمع.
وطالبت المفوضية المنظمات الدولية بالنهوض بمسؤولياتها الإنسانية وواجباتها المجتمعية والأخلاقية لمنع الإساءات المتكررة إلى الرسول الأعظم والدين الإسلامي تحت مظلة حرية التعبير لبث بذور الكراهية والبغضاء والعمل بجدية لنشر ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم.
ودعت المفوضية وزارة الخارجية العراقية الى "التحرك عبر قنواتها الرسمية لاستنكار هذا العمل الغير أخلاقي لدى الدول التي صدرت منها تلك الإساءات وطالت بتشريع قانون دولي يجرم الإساءة للأديان لافتة إلى أن ترسيخ حقوق الإنسان ينبع من احترام وتقديس الديانات والرسالات السماوية إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.
احزاب: فرنسا خسرت العالم الاسلامي
ومن جانبه، قال تحالف الفتح الشيعي بزعامة هادي العامري في بيان تابعته "ايلاف" ان "العالم الإسلامي والعربي وأصدقاء الشعب الفرنسي فوجئوا بالتصريحات ماكرون المسيئة ضد الإسلام ورسوله الكريم (ص) وأحكامه معتبرا ماتحدث به "إساءة بالغة للقيم الإنسانية والحضارية والعناصر الحافة بالمركب الثقافي للأمم ومنها الأمة الاسلامية التي تعتز بإسلامها وتقدس رسولها الكريم وتعتقد برسالته الخاتمة وتعدها رحمة ونعمة على العالمين".
واشار التحالف الى أن "تصريحات ماكرون المسيئة تدل على جهل الرجل بالإسلام واكد أن "ماكرون خسر العالم العربي والإسلامي وخسرت فرنسا حليفا ستراتيجيا من الشعوب العربية والإسلامية ومنها الشعب العراقي وإن أقل رد على هذا التجاوز السافر على النبي الأكرم هو مقاطعة المنتجات الفرنسية وعلى الحكومة استدعاء السفير الفرنسي وتوجيه رسالة احتجاج شديد اللهجة للحكومة الفرنسية".
اما حزب الدعوة الاسلامية برئاسة نوري المالكي فقد طالب فرنسا باعتذار رسمي، معتبرا تصريحات ماكرون استفزاز وتحدٍ صارخ لمشاعر المسلمين.
وقال الحزب في بيان تسلمت "ايلاف" نصه ان تصريحات ماكرون ضد الاسلام "تعكس عقده النفسية وهزيمته الداخلية ونزقه كصغير يريد ان يكون كبيرا بالتطاول على الكبار ويأتي ضمن منهج متعمد للنيل من الاسلام واستهداف مقدساته".
وطالب الدولة الفرنسية بالاعتذار الرسمي عن هذه الاساءة التي مست مشاعر قرابة ملياري مسلم ويعد دينهم الاسلام ثاني اكبر ديانة في العالم.. مؤكدا ان تلك التصريحات المسيئة سترتد على اصحابها خسارة في المصالح والعلاقات واثارة البغضاء والكراهية ومشاعر التمييز الديني .
وكان ماكرون أكد في تصريحات الاسبوع تمسك بلاده بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد "في إطار حرصها على علمانية الدولة"، ما أثار غضب المسلمين في عموم العالم.
التعليقات