إيلاف من لندن: كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء عن تعرضه لضغوط لمنعه من ملاحقة حيتان الفساد، موضحًا ان انتحار مدير شركة "دايوو" الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو جاء إثر ضغوط وابتزاز تعرض لهما، مبينًا أن الحوار مستمر مع واشنطن حول الانسحاب الأميركي حيث بحث اليوم مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مستقبل التعاون بين العراق والتحالف الدولي.

وأكد الكاظمي خلال مؤتمر صحافي عقب ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته عن وجود ضغوط لمنع ملاحقة الفاسدين وحيتان الفساد. ولفت إلى أن الشعب والمرجعية الدينية والكتل السياسية تطلب منه محاربة الفساد لكنه يواجه ضغوطًا من جهات لم يسمها بعد اعتقال عدد من المتهمين بالفساد لإطلاق سراحهم. وأشار إلى أن البعض يوصل معلومات غير صحيحة عن تعذيب هؤلاء الفاسدين إلى منظمات حقوق الإنسان.

وكان موضوع محاربة الفساد واحدًا من أبرز القضايا التي تعهد الكاظمي بالتصدي لها في البرنامج الحكومي الذي نال بموجبه ثقة البرلمان في مايو الماضي.

كما كشف رئيس الوزراء العراقي عن فساد كبير ومغالاة بعقود أتمتة الجمارك والحكومة الإلكترونية التي وقعتها الحكومات السابقة، موضحًا أنه خول وزير المالية علي علاوي بالتعاقد مع شركات عالمية وصفها بالرصينة لأتمتة الجمارك والمنافذ والقطاعات الأخرى.

وكان الكاظمي، بهدف فرض سيطرة الدولة على منافذها الحدودية التي تدر على البلاد نحو 6 مليارات دولار سنويا، قد وجه برفدها بضباط مخابرات لانهاء الفساد فيها واغلاق غير الرسمية منها والتي عادة ما تسيطر عليها المليشيات الموالية لإيران لجني ملايين الدولارات من مداخيلها المالية.

بومبيو وخروج القوات الأميركية

فيما يتعلق بالحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية، أشار الكاظمي إلى أنه اتفق خلال زيارته الاخيرة إلى واشنطن مع المسؤولين الأميركيين على إعادة انتشار القوات الاميركية في خارج العراق وخروجها من القواعد العسكرية.

أضاف أن فريق الحوار الاستراتيجي يواصل اجتماعاته للتوصل إلى صيغة نهائية بشأن الانسحاب الأميركي من العراق.

وبالترافق مع ذلك، تلقى الكاظمي مساء الثلاثاء اتصالًا هاتفيًا من مايك بومبيو وزير الخارجية الاميركي جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين فضلًا عن تطور الأوضاع في المنطقة. كما تطرق الجانبان الى مستقبل التعاون بين العراق والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في ضوء تنامي القدرات العراقية في محاربة الإرهاب، كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان تابعته "ايلاف".

يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب يدرس حاليًا خفض عديد قوات بلاده في العراق البالغ 3000 عسكري خلال الايام القليلة المقبلة بمعدل 500 عسكري.

انتحار مدير "دايوو"

حول انتحار مدير شركة "دايوو" الكورية الجنوبية المنفذة لمشروع الفاو الكبير الجنوبي، أشار الكاظمي إلى أن ذلك جاء نتيجة تعرضه لضغوطات وابتزاز لكنه بعث رسالة اطمئنان للمستثمرين.

وقال: "نطمئن رجال الأعمال والمستثمرين من عمليات الابتزاز والبلد متاح استثمارياً لجميع الدول الراغبة في الاستثمار".

وبين أن تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الدول العربية والأجنبية مرهون بإقرار الموازنة للعام المقبل 2021.

وكانت السلطات قد عثرت في التاسع من الشهر الماضي على بارك هوبا معلقا بسلك في سقف إحدى غرف مقر الشركة في مدينة البصرة الجنوبية، وراجت في وقتها معلومات تفيد بأنها عملية انتحار. لكن التحقيق الرسمي في الحادث لم يوضح ملابسات الحادث بعد.

قانون الاقتراض وعقار كورونا

عن قانون الاقتراض الذي صوت عليه البرلمان العراقي الخميس الماضي واجاز للحكومة اقتراض مبلغ 10 مليارات دولار من الخارج والداخل لسد العجز المالي الذي تواجهه الدولة فقد اشار الكاظمي الى ان هناك إرادة برلمانية أسهمت بحذف بعض الالتزامات المهمة في قانون تمويل العجز المالي.

أضاف ان هذا الحذف قد اثر على عمل مفوضية الانتخابات التي حذفت الاموال المقترحة لها لاجراء الانتخابات المبكرة منتصف العام المقبل. واوضح ان مجلس الوزراء قد صوت اليوم على إطفاء ديون المفوضية للمؤسسات والوزارات الأخرى.

تابع الكاظمي أن حكومته صاغت مشروع قانون لتأمين تمويل لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في السادس من حزيران يونيو من العام المقبل.

الاتفاقية الصينية والتعداد السكاني

حول الاتفاقية العراقية الصينية، شدد الكاظمي على عدم وجود الى الغاء لها معتبرا الحديث عن ذلك امر مؤسف.

ووجه رسالة الى السياسيين والإعلاميين بضرورة "نقل الحقيقة وليس الأكاذيب" منوها إلى أنها وقعت من قبل حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في فبراير 2018.

والاتفاقية مع الصين هي عبارة عن قرض ائتماني صيني قدره 10 مليارات دولار يتم تسديده عبر وضع عائدات 100 ألف برميل من صادرات النفط الخام العراقي إلى الصين في حساب خاص في أحد البنوك الصينية وتبلغ قيمة تلك العائدات نحو ملياري دولار في السنة بأسعار تاريخ توقيع الاتفاقية التي قُدرت 55 دولاراً أميركياً وتبلغ مدة الاتفاقية عشرين عاماً وتقضي بإنشاء صندوق عراقي-صيني للإعمار تُشرف عليه الحكومة العراقية عبر البنك المركزي والحكومة الصينية بضمانة مؤسسة التأمين الصينية.

كما أشار الكاظمي إلى أن مجلس لوزراء صوت اليوم على تأجيل إجراء التعداد السكاني المقرر في نهاية العام الحالي لافتًا إلى حكومته حققت أكثر من 70 في المئة من المنهاج الحكومي.

وعن الموازنة العامة لعام 2021، اوضح الكاظمي أنها ستقر وترسل إلى مجلس النواب، محذرًا من أنه إذا لم تقر في البرلمان في موعدها فإن البلد سيواجه مشكله مالية في الشهر الأول من عام 2021.