الناصرية: تحدى متظاهرون مناهضون للحكومة العراقية السبت إجراءات الإغلاق والتهديد بالعنف للقيام بتظاهرات في عدة مدن عراقية تخللتها اشتباكات جديدة مع قوات الأمن أودت بحياة أحد المحتجين..

وتصاعد التوتر في مدن عراقية عدة السبت غداة صدامات بين متظاهرين من نشطاء حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل نحو عام، ومؤيدين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وكان الصدر وجه دعوة إلى أنصاره إلى التظاهر الجمعة لاستعراض قوة تياره السياسية، استجاب لها عشرات الآلاف في بغداد ومدن أخرى.

في مدينة الناصرية في جنوب العراق، اتهم نشطاء مناهضون للحكومة أنصار الصدر بإطلاق النار عليهم وإحراق خيامهم في مكان تجمعهم الرئيسي بساحة الحبوبيفي وقت متأخر من الجمعة.

وتحدثت مصادر طبية عن مقتل سبعة أشخاص حتى صباح السبت، خمسة منهم بطلقات نارية، وإصابة ما لا يقل عن ستين آخرين بجروح.

وتمثل الناصرية معقلا رئيسيا لحركة الاحتجاج ضد الحكومة التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2019. ويتهم المحتجون السلطات بالفساد والعجر والارتهان لإيران.

وساد التوتر كذلك مدينة العمارة مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة، فيما جرت أعمال عنف بعد ظهر السبت في مدينة الكوت. وصرح مصدر من الشرطة طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس أن متظاهرا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خلال مناوشات مع قوات الأمن.

وكانت السلطات فرضت فجر السبت قيودا جديدة على الحركة في الكوت. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لإخلاء ساحة الاحتجاج في المدينة وإزالة الخيم منها.

تزامنت أحداث العنف مع ذكرى مرور عام على إحدى أكثر الحوادث دموية منذ بداية حركة الاحتجاج في العراق.

وقتل أكثر من ثلاثين شخصا في أعمال عنف على علاقة بالاحتجاجات في جسر الزيتون بالناصرية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وأثارت تلك الحادثة موجة غضب واسعة في العراق وساهمت في دفع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى تقديم استقالته.

ومدّ رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يده للمتظاهرين، وهو يسعى لتحقيق أحد أهم مطالبهم عبر إقراره انتخابات برلمانية في حزيران/يونيو 2021.

وستجري الانتخابات وفق قانون جديد. وبدل التصويت على اللوائح سيتم التصويت على الأفراد وفي دوائر انتخابية أضيق. لكن يتوقع غالبية المراقبين تأجيل موعد الاقتراع بضعة أشهر على الأقل.

لكن المحتجين في الناصرية رددوا السبت شعارات تعبر عن غضبهم تجاه الكاظمي. ورغم فرض حظر تجول في المدينة مساء الجمعة، تجمع متظاهرون غاضبون في ساحة الحبوبي منذ صباح السبت، وارتفع عددهم خلال اليوم.

وحمل بعضهم لافتة تحمل صورتي الكاظمي وعبد المهدي كتب عليها "وجهان لعملة واحدة".

ولم تتواجد الشرطة في ساحة الحبوبي، لكن قال مصدر أمني لفرانس برس إنه جرى نشر قوات أمنية في أطراف المدينة لمنع دخول غير سكان الناصرية.

أقالت السلطات قائد شرطة محافظة ذي قار التي تمثل الناصرية مركزها، وفتحت تحقيقا في الحوادث وفرضت حظرا للتجول.

لكن لا تُعلَّق آمال كبيرة على التحقيق الرسمي، إذ ما تزال عائلات ضحايا أحداث عنف العام الماضي تطالب بتحقيق العدالة.

وخرجت تظاهرة كبيرة من ساحة الحبوبي بعد ظهر السبت تكريما لمن فقدوا حياتهم في أحداث العنف قبل سنة.

وسار المتظاهرون من الساحة إلى جسر الزيتون رافعين توابيت رمزية.

ودعا المسؤول الصدري السابق في الناصرية أسعد الناصري رئيس الوزراء للتنحي.

وقال الناصري في تغريدة على تويتر "قدم استقالتك يا مصطفى الكاظمي وارحم نفسك واخدم العراق بذلك".