ايلاف من لندن: شهدت بغداد خلال الساعات الاخيرة مباحثات عراقية فلسطينية ماراثونية قادها جبيرالرجوب امين سر حركة فتح مبعوث الرئيس محمود عباس مع الرئيس العراقي ورئيس الحكومة ووزير الخارجية تركزت على آخر تطورات القضية الفلسطينية وعقد اللجنة المشتركة بين البلدين وبذل الجهود لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في دولته المستقلة.

وخلال اجتماع مبعوث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب مع الرئيس العراقي برهم صالح فقد سلمه رسالة خطية من عباس حول مستجدات الوضعين الفلسطيني والدولي كما حيث جرى بحث العلاقات الأخوية والروابط المشتركة بين العراق وفلسطين وضرورة العمل على تطويرها والارتقاء بها، بما يخدم تطلعات الشعبين كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "ايلاف" عقب الاجتماع مساء الخميس تابعته "ايلاف".

وقد ناقش الطرفان ايضا سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات كافة "والتأكيد على ضرورة بذل الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في دولته المستقلة ونيله كامل حقوقه المشروعة".

الكاظمي: القضية الفلسطينية في ضمير العراق ووجدانه
وخلال استقبال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للرجوب فقد سلمه رساة خطية من الرئيس محمود عباس طالبا دعم العراق للفلسطينيين كما نقل تهاني السلطة الفلسطينية لمناسبة ذكرى يوم النصر على تنظيم داعش الذي يحتفل العراق بذكراه الثالثة حاليا.

وقد أكد الكاظمي "أن القضية الفلسطينية في الضمير والوجدان العراقي وأن الفلسطينيين في العراق لا يعاملون كغرباء لكن وجودهم المؤقت هو في سبيل تأمين حق العودة الى وطنهم وتقرير مصيرهم على أرضهم".. كما حثّ على توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز الوحدة الداخلية بحسب ما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعت "ايلاف".

من جانبه نقل الرجوب ثناء القيادة الفلسطينية على الموقف العراقي الداعم للقضية الفلسطينية وثقتها بالدور العراقي في دعمها عبر العلاقات الدولية الجيدة التي يمتلكها العراق.

وشهد اللقاء كذلك مناقشة الوضع الإقليمي والعلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك التباحث في تنشيط اللجنة الوزارية المشتركة وانعقادها في أقرب فرصة ممكنة.

يشار الى ان الفلسطينيين يعانون من انقسام داخلي مستمر منذ 13 عاما على إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وتوصلت فتح وحماس لعدة اتفاقات للمصالحة لم يجر تنفيذها أخرها في تشرين الاول أكتوبرعام 2017 برعاية مصرية تتضمن موافقة حماس على نقل السلطات في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية دون أن يجد طريقه للتنفيذ.

كما فشلت اخر مفاوضات بين الطرفين انعقدت في القاهرة الشهر الماضي في التوصل الى اي اتفاق بعد يومين من الاجتماعات على غرار سابقاتها وبدون الإعلان عن صيغة نهائية لإنهاء الانقسام أو حتى موعد لعقد الاجتماع الجديد للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لإقرار آليات المصالحة النهائية.

تفعيل مذكرات التفاهم بين البلدين
ولدى استقبال وزير الخارجيّة العراقيّة فؤاد حسين لمبعوث الرئيس الفلسطينيّ فقد تم بحث سُبُل تعزيز التعاون بين البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية بخاصة أبرز التطورات في المنطقة.

وشدّد الوزير على أهمّية تقديم الدعم اللازم للجُهُود، والمساعي الفلسطينيّة وُصُولاً إلى تحقيق أهداف شعب فلسطين بالحرية، والاستقلال وكما تحددها القيادة الفلسطينيّة داعياً إلى أهمية عقد اجتماعات اللجنة العراقيّة-الفلسطينيّة المشتركة وتفعيل مذكرات التفاهم بين البلدين من خلال المشاورات السياسيّة.

من جانبه دعا الرجوب الدول العربيّة لدفع مستحقات فلسطين المقررة في جامعة الدول العربيّة موجهاً دعوة رسمية إلى الوزير لزيارة دولة فلسطين في أقرب فرصة ممكنة.

يشار الى انه كان يعيش في العراق قبل سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 حوالي 35 الف فلسطيني بعد أن طردوا من وطنهم في عام 1948 وكانوا يتمركزون بصورة رئيسية في العاصمة بغداد ثم في البصرة الجنوبية والموصل الشمالية وغاليتهم من السنة مع بعض المسيحيين لكن هذا العدد تقلص بعد ذلك الى 10 الف فلسطيني وتدهور وضعهم وخاصة بعد تفجير مسجد الإمام العسكري للشيعة بمدينة سامراء شمال بغداد في عام 2006.

ومنذ ذلك الحين ومع تزايد انعدام الأمن في جميع أنحاء العراق بعد سقوط النظام السابق كان الفلسطينيون عرضة للاضطهاد والعنف مع استهداف المليشيات الشيعية المسلحة لهم بذريعة مساندتهم لصدام حسين.