رحبت باريس باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل والمغرب، فيما وصفت موسكو القرار الأميركي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء بأنه يتعارض مع القانون الدولي.

ايلاف من الرباط: بينما رحبت باريس اليوم الجمعة "باستئناف العلاقات الدبلوماسية" بين اسرائيل والمغرب، دانت روسيا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرة إنه يتعارض مع القانون الدولي.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله "هذا انتهاك للقانون الدولي".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن "النزاع في الصحراء الغربية طال أمده ويمثل مخاطر دائمة باندلاع توتر". واضافت "لا بد من ايجاد حل عادل ودائم له".

واعترف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب الخميس بسيادة المغرب على هذه المنطقة المتنازع عليها مقابل تطبيع الرياط للعلاقات مع اسرائيل.

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أن القرار الأميركي لا يغيّر موقفها حيال ملف نزاع الصحراء.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن التطور الأخير في العلاقات بين بلاده وإسرائيل "ليس تطبيعًا". واوضح بوريطة في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن "المغرب كان لديه مكتب اتصال حتى عام 2002، وأن بعض القرارات التي تطلبت إعادة الاتصال مع إسرائيل لا تعد تطبيعًا".

"البوليساريو" تواصل القتال

وعدت جبهة البوليساريو بمواصلة القتال في الصحراء. وقال وزير خارجيتها، محمد سالم ولد السالك، لفرانس برس الجمعة "إن القتال سيستمر حتى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال المغربية".

وعد ولد السالك أن القرار الأميركي "باطل"، زاعما أن المجتمع الدولي "لا يعترف ولن يعترف بأي سيادة مغربية على الصحراء الغربية".

عُمان ترحب

توالت ردات الفعل العربية والاسلامية على القرار الاميركي المعترف بمغربية الصحراء، وإقامة المغرب لعلاقات دبلوماسية مع اسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية العُمانية اليوم الجمعة أن السلطنة ترحب بإعلان المغرب إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتأمل في أن تعزز هذه الخطوة المساعي نحو إقرار سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط.

واضافت الوزارة في بيان "ترحب سلطنة عُمان بما أعلنه جلالة الملك محمد السادس عاهل المغرب الشقيق في اتصالاته الهاتفية بكل من الرئيس ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس".

ايران: خيانة

من جهته، قال مسؤول إيراني كبير أن قيام المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل خيانة وطعنة في الظهر للفلسطينيين.

وذكر حسين أمير عبداللهيان، وهو مستشار لرئيس البرلمان الإيراني، اليوم الجمعة أن تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل خيانة وطعنة في ظهر فلسطين.

عاهل البحرين يشيد بجهود ترمب

في المنامة، رحب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مساء الخميس باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة المغربية على "منطقة الصحراء المغربية" وافتتاح قنصلية اميركية في مدينة الداخلة باعتباره خطوة تاريخية مهمة تعزز من السيادة الترابية والحقوق المغربية في "الصحراء المغربية".

أشاد ملك البحرين، بحسب ما أوردته وكالة أنباء البحرين بما أعلنه الملك محمد السادس من اقامة الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

ونوه ملك البحرين بالجهود الطيبة التي بذلها الرئيس ترمب لتسهيل التوصل إلى هذا الاتفاق.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية

في الرباط، قال السفير الأميركي لدى المغرب، ديفيد فيشر، الجمعة، أن الأسبوع المقبل سيشهد الإعلان عن سلسلة من القرارات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية.

أوضح قائلًا: "نعتزم الأسبوع المقبل إصدار سلسلة من الإعلانات التي ستسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب في مجال التنمية الاقتصادية والتجارة، مع توطيد دور المغرب باعتباره رائدا في المجال الاقتصادي على الصعيد الإقليمي".

وجاء إعلان السفير الأميركي ذلك خلال مؤتمر صحفي.

وبعد أن أبرز متانة العلاقات الأميركية - المغربية العريقة التي ستصادف العام المقبل الذكرى المئوية الثانية لإنشاء واشنطن أول تمثيلية دبلوماسية لها في المغرب، أعرب السفير الأميركي عن اقتناعه بأن أمام المملكة "مستقبلا اقتصاديا" زاهرا بعد انتهاء الأزمة العالمية الحالية المرتبطة بوباء كوفيد-19.

من جهة أخرى، أشار فيشر إلى أن الولايات المتحدة ستفتح قنصلية لها في الداخلة لدعم وتشجيع مشاريع استثمارية وتنموية ستكون لها "منافع ملموسة".

نوه السفير الاميركي بالقيادة "الجريئة" للملك محمد السادس، الذي جعل من المغرب، "بحكمة وتبصر"، "البوابة الاقتصادية" في إفريقيا بفضل اتفاقات التبادل الحر الموقعة مع بلدان من أوروبا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، مذكرا بأن المملكة هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي ترتبط باتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة.