ايلاف من لندن: اتفق رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي اثر محادثات في انقرة الخميس على خطط لحل مشكلة المياه المشتركة ومواجهة ارهاب حزب العمال الكردستاني وزياردة حجم التبادل التجاري بين بلديهما.

خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في انقرة تابعته "إيلاف"، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعمه للكاظمي في جهودة لتجاوز الصعوبات التي تواجهها بلده، وقال انهما بحثا التحديات التي يواجهها البلدان ومنها جائحة كورونا والارهاب.

واشار الى انه اكد خلال المباحثات على دعم وحدة الاراضي العراقية ومساندة جميع التوجهات لمكونات العراق العربية والتركمانية والكردية، وقال "نعتبر جميع أطياف الشعب العراقي أشقاء لنا بغض النظر عن الطائفة أو العرق".

أضاف ان تركيا تؤمن بأن الحكومة العراقية ستتغلب على التحديات التي تواجهها في الداخل وتحقق الاستقرار والعدالة. وشدد بالقول إن تركيا تقف الى جانب العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية مثل داعش وحزب العمال، اللذين لن يكون لهما مكان في المنطقة بعد ان اظهرا وجههما الوحشي البشع.

وشدد على انه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة بوجودهما هما، مؤكدا دعم تركيا للعراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والقضاء عليها واجتثاثها من جذورها.

أشار اردوغان الى اهمية خلق الارضية المشتركة لرفع الحجم التجاري بين البلدين والغاء الازدواج الضريبي بينهما واستمرار تنفيذ المشاريع التنموية في العراق التي تضرر من ارهاب داعش . وشدد على الاهمية القصوى لترميم خط انابيب النفط من كركوك العراقية الى جيهان التركية لتطوير امكانياته في ضخ النفط العراقي عبر تركيا الى باقي مناطق العالم.

وبين اردوغان ان تركيا تدرك اهمية المياه والطاقة للبلدين وضرورة استخدامهما بشكل اقتصادي ووضع خطة عمل مشتركة في هذا المجال .. مشددا على انه لايجب ان تكون المياه نقطة خلاف بين البلدين وانما نقطة تعاون .. وعبر عن اعتقاده بتطوير ونمو العلاقات العراقية التركية في مرحلة رئاسة الكاظمي لحكومة بلاده.

يرفض سياسة المحاور

اكد الكاظمي تطلع بلاده الى مزيد من التعاون مع تركيا في جميع المجالات وحل جميع العقبات التي تواجهها .. واوضح انه اكد للرئيس التركي رغبة بلاده في تطوير وتعزيز العلاقات الثنئائية على اساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وضرورة تعزيز وتطوير عمل مجلس التعاون الاستراتيجي واللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.

واشار الكاظمي الى ان بلاده ترفض سياسة المحاور ولا تسعى للانخراط فيها، منوها الى انها تسعى الى علاقات جيدة مع جميع دول الجوار ..منوها الى ان تركيا تعتبر اهم شريك تجاري للعراق الذي يعتمد على شركاتها في اعادة البناء .. وشدد على ان ابواب العراق مفتوحة لرجال الاعمال الاتراك واستثماراتهم، متعهدا بتذليل جميع الصعوبات التي يواجهونها في العراق.

وحول المنظمات الارهابية وخاصة حزب العمال فقد اوضح الكاظمي ان بلاده قد اتخذت اجراءات حاسمة لتحقيق استقرار المناطق الحدودية لمنع عملياته المسلحة ضد تركيا مشددا على رفض استخدام اراضيه في اي تهديدات ضد دول الجوار ومنها تركيا.

كما وقّع العراق، اليوم اتفاقيتين مع الجانب التركي، في المجالين الضريبي والثقافي، بحضور الكاظمي وأردوغان.
حيث وقّع وزير التخطيط السيد خالد بتال النجم، مع الجانب التركي، اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي.
فيما وقّع وزير الخارجية السيد فؤاد حسين، ونظيره التركي السيد مولود جاويش أوغلو، اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين.

وبدأ الكاظمي في وقت سابق من يوم الخميس زيارة رسمية قصيرة الى تركيا للبحث مع القادة الاتراك يتقدمهم الرئيس اردوغان، ملفات حزب العمال والمياه والتعاون التجاري وأموال بلاده المجمدة هناك والتوترات في المنطقة.

وكان السفير التركي في العراق فاتح يلمز قد كشف مؤخرا عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 15.8 مليار دولار في 2019 من 13 مليار دولار عام 2018، مشيرا إلى أن البلدين يهدفان إلى رفع حجمه إلى 20 مليار دولار سنويا والذي يجري معظمه من خلال معبرين حدودين يقعان في محافظة دهوك بإقليم كردستان وهما إبراهيم الخليل - فيشخابوروسرزيرة -أوزوملو.

سبق للعراق وتركيا ان شكلا عام 2008 مجلسا للتعاون الاستراتيجي بينهما وفي عام 2009 تم توقيع 48 اتفاقية في مجالات الأمن والطاقة ومختلف الجوانب الاقتصادية اذ يساهم العراق في مد تركيا باحتياجاتها من النفط بنحو 15% من إجمالي احتياجاتها منه.

وكان الرئيس التركي قد وجه في الرابع عشر من اكتوبر الماضي دعوة رسمية الى الكاظمي لزيارة انقرة حملها سفيره لدى بغداد فاتح يلديز، الذي اشار الى ان أردوغان يضع العراق في أولوياته ومحور اهتماماته ولديه الرغبة في تعميق العلاقات مع البلدين سياسيا وأمنيا وأقتصاديا.