إيلاف من لندن: اتهم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاثنين المليشيات العراقية الموالية لايران بقصف سفارة بلاده في بغداد الليلة الماضية حين استهدفت المنطقة الخضراء ثمانية صواريخ سقط معظمها على مناطق سكنية، فيما وصفت الرئاسة العراقية القصف بالعمل الاجرامي بينما اكدت القيادة العسكرية العراقية التزامها بحماية البعثات الدبلوماسية.

واكد بومبيو ان الميليشيات المدعومة من إيران قامت باستهداف السفارة الاميركية في بغداد محذرا من انها "تشكل أخطر عائق أمام مساعدة العراق على استعادة السلام والازدهار. وشدد على حق العراقيين في محاكمة عناصر هذه المليشيات. واضاف "مرة جديدة تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران بشكل صارخ ومتهوّر مناطق في بغداد، ما أدّى إلى إصابة مدنيين عراقيين". ودعا لى محاسبة المهاجمين الذين وصفهم بـ "المجرمين، قائلاً: "يستحق الشعب العراقي أن يرى محاكمة هؤلاء المهاجمين, ويجب على هؤلاء المجرمين العنيفين والفاسدين الكفّ عن أعمالهم المزعزعة لاستقرار البلاد".

من جانبها، دعت السفارة الأميركية في بغداد القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى اتخاذ خطوات لمنع استهدافها ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات الصاروخية التي استهدفتها.

وقالت السفارة في بيان تابعته "إيلاف" أن الصواريخ التي استهدفت المنطقة الدولية أدت إلى رد الأنظمة الدفاعية للسفارة، منوهة الى ان الصواريخ ألحقت أضرارا طفيفة بمجمع السفارة من دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية.

واضافت انها تلقت تقارير تفيد بإلحاق أضرار بمناطق سكنية بالقرب من السفارة الأميركية واحتمال إصابات في صفوف المدنيين العراقيين الأبرياء.. مؤكدة ان هذه الأنواع من الهجمات على المنشآت الدبلوماسية هي انتهاك للقانون الدولي واعتداء مباشر على سيادة حكومة العراق.

وطالبت السفارة جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين "باتخاذ خطوات لمنع هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها".

لندن: افلات الجماعات المسلحة من العقاب يمنع استقرار العراق
واعتبر السفير البريطاني في بغداد ستيفن هيكي افلات الجماعات المسلحة من العقاب يعيق اقامة عراق مستقر مزدهر.

وقال هيكي في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" اطلعت عليها "إيلاف" الاثنين، "إن الهجمات الصاروخية ضد البعثات الدبلوماسية لا تؤدي إلا إلى ترويع سكان بغداد وتخويف الاستثمار الذي يحتاجه الاقتصاد بصورة ملحة وتزيد مخاطر الصراع على نطاق أوسع".

وأشار الى انه "طالما استمرت الجماعات المسلحة في هذه الأعمال مع الإفلات من العقاب طبقا للقانون، فلن يصبح العراق دولة مستقرة ومزدهرة".

الرئاسة العراقية: عمل إجرامي
اما الرئاسة العراقية فقد اعتبرت استهداف المنطقة الخضراء بالصواريخ عملا ارهابيا، محذرة من ان استمرار هذه "الاعمال الإجرامية" يؤدي إلى تعريض أمن وحياة المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم الى الخطر وتمثل استهدافاً لسيادة البلد.

واشارت الرئاسة في بيان صحافي تابعته "ايلاف" الى ان هذا القصف ينال من سمعة العراق الدولية ومن علاقاته الخارجية عبر استهداف البعثات الدبلوماسية، التي تقع مسؤولية حماية امنها وسلامة منشآتها وافرادها على الجانب العراقي ضمن التزاماته الدولية المعمول بها.

وشددت الرئاسة على ضرورة ملاحقة القوات الأمنية "العصابات الاجرامية الخارجة عن القانون" وتقديمهم الى العدالة وعدم السماح بتكرار هذه الحوادث من أجل حماية المصلحة العليا للبلد وضمان أمن واستقرار المواطنين.

بغداد: ملتزمون بحماية البعثات الدبلوماسية
وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول قد اكد أن القوات الأمنية العراقية لن تسمح بلغة فرض الإرادات على حساب اسم العراق وسيادته. واضاف في بيان أن عصابات الجريمة جددت استهدافها الصاروخي لمنشآت ومنازل مدنية في المنطقة الخضراء في بغداد.

واوضح أن الاستهداف الصاروخي أدى إلى حدوث أضرار في عدد من البنايات السكنية والسيارات وترويع للسكان.. وقال إن "مثل هذه الأعمال الإجرامية تستهدف المواطن وأمنه وتسعى إلى الانتقاص من هيبة الدولة وزعزعة الاستقرار.. مشددا بالقول "لن نسمح بالمساس بأمن البعثات الدبلوماسية في العاصمة بغداد وتهديدها وإننا ملتزمون بحمايتها".

الامن العراقي: ثمانية صواريخ استهدفت السفارة الاميركية ومناطق سكنية
وكشفت خلية الاعلام الامني العراقية الاثنين ان 8 صواريخ قد اطلقت باتجاه المنطقة الخضراء في بغداد مستهدفة السفارة الاميركية وسقط عدد منها داخل المجمع السكني على عدد من عمارات القادسية السكنية.

واشارت في بيان تابعته "إيلاف" الى سقوط صاروخ في الشقة رقم 6 في الطابق الأول في عمارة رقم 1 كما سقط الثاني في عمارة رقم 3 الطابق الأول بالشقة رقم 1 فيما سقط الثالث في العمارة ذاتها بالطابق السابع اما الرابع سقط امام العمارة 26 وكان سقوط الصاروخ الخامس امام العمارة 18.

وأضافت الخلية ان الصاروخ السادس سقط امام العمارة رقم 14 قرب السوق الداخلية، بينما سقط الصاروخ السابع في إحدى البحيرات اما الثامن فقد سقط قرب إحدى السيطرات ونتجت عن ذلك إصابة جندي عراقي وحدوث أضرار مادية في هذه البنايات بعد أن دخلت هذه الصواريخ الى بعض الشقق السكنية التي يقطنها المواطنون، فضلا عن حدوث أضرار بـ 14 عجلة مدنية ومولدة كهرباء وكرفان.

وعادة ما تقوم المليشيات العراقية المرتبطة بإيران تسليحا وتمويلا وتدريبا بتنفيذ عمليات قصف بصواريخ كاتيوشا للمنطقة الخضراء مستهدفة السفارة الاميركية فيها، كما تتعرض مناطق عسكرية تضم خبراء من التحالف الدولي بينهم اميركون لقصف مماثل ضمن ضغوط لاخراج القوات الاميركية من البلاد.

ويأتي القصف مساء امس وسط استعدادات للمليشيات العراقية لإحياء الذكرى الاولى لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني صحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية بطائرة اميركية استهدفتهما قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي.