إيلاف من لندن: لم تترك القيادة الدينية السياسية والدبلوماسية الإيرانية مناسبة في اليومين الأخيرين، وفي نشاط كلامي محموم غير مسبوق إلا وأقحمت فيها انتقال السلطة في الولايات المتحدة وتأثيراتها على الأوضاع في إيران.

ولوحدة أن جميع القادة الإيرانيين في الصف الأول من المرشد الأعلى عل خامنئي مرورا بالرئيس حسن روحاني وقادة عسكريين ومن الحرس الثوري، صعدوا تصريحاتهم في الأيام الأخيرة، وخصوصا وصولا لأركان الدبلوماسية والبرلمان، لجهة توجيه الانتقادات لإدارة ترمب، وكلاما ملغوما بتحذيرات للإدارة الجديدة بقيادة بايدن.

وفي تغريدة على (توتر) نشر معها مقالا له في مجلة الشؤون الخارجية، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الخطوة الأولى لإدارة بايدن يجب أن تكون محاولة تعويض، وليس محاولة استغلال، الإرث الخطير لهزيمة ترمب القصوى.

وكتب ظريف في تغريدته: "تواجه الإدارة الأميركية الجديدة خيارًا أساسيًا: فبامكان هذه الادارة متابعة سياسات الماضي الفاشلة والاستمرار في تقويض التعاون والقانون الدولي أو يمكن أن ترفض الفرضيات الفاشلة وتسعى إلى السلام والاستقرار."

وفي المقال، في مجلة الشؤون الخارجية شدد وزير الخارجية الإيراني على القول إنه لا ينبغي أن يكون لدى الغربيين مطالب جديدة من إيران.

تصويت ايران
وعلى صلة، أكد ظريف ان الولايات المتحدة تعرقل تخصيص ارصدة ايرانية مجمدة في كوريا الجنوبية لدفع ثمن حق التصويت في الأمم المتحدة.

وحول تعليق حق ايران بالتصويت في الجمعية العامة للمم المتحدة بسبب عدم تسديد اشتراك العضوية، قال وزير الخارجية: كان علينا دفع 16 مليون دولار إلى الأمم المتحدة مقابل حق التصويت وتسديد جزء من المتأخرات المستحقّة، وقد خصصت الحكومة الأموال وحددت مصدرها من الارصدة الايرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، لكن الولايات المتحدة منعت ايداع الأموال في حساب الأمم المتحدة.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، سعيد خطيب زادة، قد اكد الاحد الماضي، ان ايران ورغم القيود الناجمة عن الحظر الاميركي سددت رسوم اشتراكاتها السنوية للأمم المتحدة، معلنا بان ايران في هذا العام تجري منذ فترة مفاوضات مع خزانة الامم المتحدة لتحديد قناة آمنة في ظل الحظر الاميركي الذي اغلق القنوات المالية.

واضاف خطيب زادة: كان آخر اقتراح لبلادنا بشأن تسديد هذه الديون هو الاستفادة من الارصدة المالية الايرانية المجمدة في كوريا الجنوبية لتسديدها لمنظمة الامم المتحدة بترخيص من البنك المركزي الايراني، حيث تجري المفاوضات والتنسيقات اللازمة حاليا بهذا الشأن مع الامانة العامة للمنظمة الدولية.

تعديات
وقال: انه وبسبب التعديات الاميركية السابقة على الاموال الدولية الايرانية، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تصر على عدم الاستفادة من بنك اميركي وسيط لتسديد رسوم اشتراكاتها، او أن تضمن المنظمة الاممية مسار انتقال الاموال.

وكان الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إنه "من الواضح أن إيران ترغب في إيجاد وسيلة للمساهمة في ميزانية الأمم المتحدة. وثمة ظروف خاصة تجعل من الصعب تسديد هذه المستحقات لكننا نلحظ إرادة السلطات الإيرانية لمحاولة إيجاد حل".

وقال مصدر دبلوماسي إن إيران تسعى إلى استخدام أموال محجوزة على حساب في كوريا الجنوبية لتسديد قسم من متأخراتها المستحقّة للأمم المتحدة واستعادة حقها في التصويت. وتجرى محادثات بهذا الشأن بين الأمم المتحدة وإيران وكوريا الجنوبية، على ما أوضح المصدر نفسه.